بابلر: تحالف ÖVP وFPÖ سينفذ برنامج تقشفي يضر بالفئات الضعيفة لصالح الأثرياء في النمسا

في اليوم الذي تلى فشل مفاوضات تشكيل الحكومة بين حزب الشعب النمساوي (ÖVP) والحزب الاشتراكي النمساوي (SPÖ)، أدلى أندرياس بابلر، رئيس الحزب الاشتراكي، بتصريحاته حول الوضع السياسي الحالي، وحذر بابلر من إمكانية تشكيل تحالف “أزرق أسود” بين حزب الشعب النمساوي وحزب الحرية النمساوي (FPÖ). 

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، كان الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين قد أشار سابقًا إلى أن باب هذا التحالف قد وُضع جزئيًا، وأكد بابلر أنه في حال تحقق هذا التحالف، فإن النمسا ستواجه خطرًا جسيمًا، حيث قال: “الآن تهددنا بالضبط السيناريو الذي حذرنا منه دائمًا في الحزب الاشتراكي. تحالف “أزرق أسود” مع هيربرت كيكِل كمستشار” وأضاف بابلر أن المسؤولين عن هذا الوضع هما حزب الشعب النمساوي وحزب النيوس، مؤكدًا أن الحزبين قد وضعوا مصالحهما الحزبية فوق مصلحة البلاد، وهو ما يهدد مستقبل النمسا.

وأشار بابلر إلى أن الحزب الاشتراكي قد بذل جهدًا كبيرًا طوال الفترة الماضية من أجل محاولة تشكيل حكومة “إيجابية” تعمل لصالح جميع شرائح المجتمع. وأكد أنه كان يسعى إلى تشكيل حكومة مستقرة، لكن الأمور آلت إلى هذه النقطة التي تهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

وفيما يتعلق بموقف الحزب الاشتراكي من برنامج الحكومة المقبلة، أشار بابلر إلى أن التحالف المتوقع بين حزب الشعب النمساوي وحزب الحرية النمساوي سينفذ “برنامج تقشفي” يتضمن تقليصًا كبيرًا في القطاعات الحيوية مثل الصحة والمعاشات والخدمات العامة، وصرح بابلر أن هذا البرنامج سيؤدي إلى تقليص الدعم الموجه للفئات الضعيفة في المجتمع، مما سيزيد من معاناتهم، بينما سيستفيد الأثرياء من تحفيزات مالية ضخمة، وهو ما يُظهر تفضيل الحكومة المقبلة للمصالح الخاصة على حساب مصلحة الشعب.

أما عن وضعه داخل الحزب، فقد أكد بابلر أنه يلقى دعمًا قويًا من جميع أجزاء الحزب الاشتراكي، بما في ذلك الأحزاب الإقليمية. وأوضح بابلر أن هذه الفترة، التي امتدت لمدة عام ونصف منذ توليه قيادة الحزب، شهدت العديد من الإنجازات في توحيد الحزب، وأن الدعم الذي يتلقاه من أعضاء الحزب كان قويًا جدًا. كما أشار إلى أن المفاوضات الأخيرة حول تشكيل الحكومة أظهرت أن الحزب الاشتراكي كان يعد الشريك الأكثر استقرارًا في المفاوضات، وهو ما يعكس الدور الهام الذي يقدمه الحزب في الحياة السياسية النمساوية.

وفي هذا السياق، أعرب حاكم ولاية بورغنلاند، هانس بيتر دوسكوزيل، عن قلقه من الوضع الداخلي في الحزب الاشتراكي. وفي حديثه في برنامج “ZIB”، دعا إلى “قدر من التأمل الذاتي” داخل الحزب، مشيرًا إلى ضرورة أن يخضع الحزب لعملية مراجعة شاملة حول مساره السياسي الحالي. وأضاف أن الحزب بحاجة إلى أن يتساءل عما إذا كان يسير في الاتجاه الصحيح، وأكد أن هذه المناقشة الداخلية يجب أن تُجرى في الوقت القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى