وصف المدون

اليوم

قرر حزبا الائتلاف الحاكم الجديد في النمسا، الشعب "يمين وسط"، والخضر "يسار"، مكافحة التيارات المتطرفة في النمسا بإجراءات جديدة تستكمل الخط المتشدد الذي اتبعته الحكومة السابقة.

جاء ذلك في برنامج الحكومة الجديدة الذي أعلنه قائد حزب الشعب المكلف بتشكيل الحكومة، سبستيان كورتس، للصحفيين، في تمام الـ4 بالتوقيت المحلي "3 جرينتش"، عصر الخميس.

وقال كورتس، "ينص البرنامج الحكومي على تشديد إجراءات التعاطي مع التيارات والجماعات المتطرفة، لحفظ أمن البلاد، وضمان عدم وجود مجتمعات موازية فيها".

ونقلت صحيفة "دير ستاندرد" النمساوية السياسية "خاصة" عن البرنامج الذي تخطى 200 صفحة، أن الحكومة الجديدة "تخطط لإنشاء مركز توثيق للإسلام السياسي" على غرار "أرشيف وثائق المقاومة النمساوية" الذي يختص ببحث وتحليل وتوثيق جرائم اليمين المتطرف.

ووفق المصدر ذاته، فإن دور مركز توثيق جرائم التنظيمات ذات المرجعية الإسلامية.

وعلى غرار "أرشيف وثائق المقاومة النمساوية"، فإن مركز توثيق الإسلام السياسي سيكون مؤسسة مستقلة مدعومة مباشرة من الحكومة النمساوية، ويتولى نشر كتب ومقالات وأبحاث جديدة، وأرشفة المنشورات الحالية المتعلقة بالإسلام السياسي، والتنظيمات المتطرفة.

ومن المنتظر أن يركز المركز عمله على جماعات الإخوان، وحزب الله اللبناني، والذئاب الرمادية التركية وغيرها من التنظيمات المتطرفة.

ويأتي ذلك الإجراء استكمالا لقانون حظر رموز التنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها الإخوان، وحزب الله، الذي تبنته الحكومة السابقة التي ترأسها كورتس منتصف فبراير الماضي.

كان لورينزو فيدينو، أبرز باحث غربي في شؤون الإخوان ورئيس برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن الأمريكية، توقع في مقابلة سابقة مع بوابة "العين الإخبارية"، استمرار النهج المتشدد ضد الإخوان، كأبرز التنظيمات المتطرفة في النمسا.

وقال فيدينو، "النمسا تقود في الوقت الحالي نهجا عدائيا من الإخوان في أوروبا وتعتبرها خطرا على المجتمع، في قطيعة كاملة مع نهج الحكومات السابقة، متوقعا أن تتخذ إجراءات لمواجهة الجماعة بخلاف حظر رموزها وشعاراتها.

لورينزو الذي أعد دراسة العام 2017 عن نفوذ الإخوان في النمسا بالتعاون مع جامعة فيينا، وهيئة حماية الدستور، أوضح أن "الوضع تغير في النمسا منذ صدور الدراسة، حيث زاد الوعي في المجتمع والحكومة والأوساط السياسية والشرطة بشأن الإخوان وأجندتها والخطر الذي تمثله".

وتابع، "لقد استطاعت الدراسة أن تقدم ملخصا للمشكلة التي تمثلها الجماعة للمجتمع النمساوي، وخلقت جدلا سياسيا كبيرا حول وجود الإخوان، وأصبح دورها في النمسا وملابساته وخطورته واضحا للجميع".

وأضاف، "وبصفة عامة، فإن النمسا حاليا تتبنى اتجاها مختلفا في التعامل مع الإخوان خلافا للفترات السابقة، وتنظر للجماعة كخطر على البلاد، وتتعامل معها بشكل عدائي وصارم".

واستطرد قائلا، "بسبب هذا النهج، خسرت الإخوان كثيرا من نفوذها في النمسا خلال العاميين الماضيين، كما أن المواطنين العاديين بات لديهم وعي بدور الجماعة المسبب للمشاكل".

وبعد 47 يوما من المفاوضات، أعلن "الشعب" و"الخضر"، مساء الأربعاء، التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة جديدة تحكم البلاد لخمس سنوات مقبلة، قبل أن يعلن كورتس اليوم، برنامج الحكومة.

ويتوقف تشكيل الحكومة حاليا على موافقة المؤتمر العام لحزب الخضر، على البرنامج السبت المقبل، وهو أمر مرجح، ثم أداء القسم الدستورية الثلاثاء المقبل.



وكالات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button