وصف المدون

اليوم


تظاهر الآلاف، السبت (15 فبراير/شباط 2020) في مدينة إيرفورت، عاصمة ولاية تورينغن بشرق ألمانيا، ضد التحالفات الانتخابية مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، بعدما أثار انتخاب رئيس لحكومة هذه الولاية بفضل مبادرة من هذا النوع زلزالا سياسيا في البلاد.

وشارك نحو 18 ألف شخص في التظاهرات بحسب المنظمين، وهم منظمات غير حكومية وفنانون ونقابيون ومسؤولون سياسيون في تحالف "غير قابلين للتجزئة" (اونتايلبار). وتجمع المتظاهرون ظهرا في وسط المدينة تحت شعار "ليس معنا، لا تحالف مع الفاشيين: أبدا ولا في أي مكان". ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "لا نريد رايخ رابع" و"لا نريد السلطة بأي ثمن".

وسبق أن أثار انتخاب الليبرالي توماس كمريش المفاجىء، في الخامس من الشهر الجاري، بفضل أصوات اليمين المحافظ واليمين الشعبوي، تجمعات عفوية في جميع أنحاء البلاد.

وفي مواجهة هذا الغضب، انسحب المرشح عن "الحزب الديموقراطي الحر" الليبرالي الصغير بعد 24 ساعة على فوزه بفارق طفيف. لكن منظمي التظاهرة يرون أن ذلك لا يعني أن المشكلة حلت. وقال مدير اتحاد النقابات الألمانية في تورينغن لوكالة فرانس برس إن "هذا الانتخاب يشكل سقوط أمر محرم"، داعيا الاحزاب التقليدية إلى تقديم حلول ملموسة للناخبين الذين أعطوا أصواتهم لليمين الشعبوي، خصوصاً في مجالات "التنقل والتوظيف". وفي مؤشر إلى التوتر في البلاد، استهدفت هجمات عددا من مقرات الحزب الديموقراطي الحر عبر ألمانيا.

من جهته، ينوي حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي الذي تأسس في 2013، مواصلة نسف اللعبة السياسية الألمانية. وما زالت المؤسسات متوقفة عن العمل منذ أكثر من أسبوع في تورينغن. وبات اليمين الشعبوي يهدد بمنح أصواته في حال تنظيم انتخابات جديدة لاختيار رئيس لحكومة الولاية، للمرشح بودو راميلوف الذي ينتمي إلى اليسار، لكن الأخير يرفض بشدة أي نقل لأصوات الشعبويين لصالحه.

وستعقد الأحزاب السياسية بدون "البديل من أجل ألمانيا" اجتماعا الإثنين في إيرفورت لإيجاد مخرج لهذه الأزمة، بينما تطرح خيارات عديدة لحكم الولاية، بينها تنظيم انتخابات جديدة أو تشكيل حكومة أقلية.

وما زال تأثير هذه الأزمة السياسية يتسع خارج حدود الولاية في ألمانيا التي تواجه نهاية عهد أنغيلا ميركل في 2021 على أبعد حد، بعد حكم دام 14 عاما.

وأدت صدمة تورينغن إلى سقوط مرشحة ميركل لخلافتها في المستشارية أنيغريت كرامب كارنباور التي تخلت عن ترشحها. وأعلن رئيس فرع حزب الحزب المسيحي الديموقراطي في تورينغن كذلك تخليه عن منصبه الجمعة لإتاحة المجال أمام "تهدئة الأوضاع" في الحزب الحاكم في برلين.

وفي الواقع، يبدو أن بعض أعضاء الحزب المسيحي الديموقراطي في بعض ولايات ألمانيا الشرقية السابقة خصوصا، يميلون إلى تقارب مع اليمين الشعبوي الذي يتمتع بوجود قوي في هذه المناطق. ويلقى خطاب حزب "البديل من أجل ألمانيا" صدى في هذه المنطقة الشيوعية سابقا والأكثر فقرا في ألمانيا.

وتأتي هذه التعبئة ضد اليمين الشعبوي في أوج مراسم إحياء ذكرى تحرير معسكرات الاعتقال النازية وقصف مدينة دريسدن قبل 75 عاما. كما تظاهر حوالى 1500 من الناشطين النازيين الجدد، يقابلهم عدد مواز من المتظاهرين المناهضين لهم السبت في مدينة دريسدن في ولاية ساكسونيا، وسط تدابير مشددة من الشرطة.



وكالات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button