وصف المدون

اليوم

أﻛﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻓﻜﺮﻱ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻌﻘﻮﻟﻨﺎ ﻫﻲ ﺇﻗﻨﺎﻋﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮَ ﻭﺍﻟﺤﺠَﺮ والرمال والحدود الوهمية ﻭﻃﻦ ، ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻤﻮﺕ ﻓﺪﺍﺀً ﻟﻸﺳﻼﻙ ﺍﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﺳﺎﻳﻜﺲ وبيكو ، ﻭﺳﻤّﻮﺍ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ !

وقاموا بإعطاء الأشخاص داخل الحظائر بطاقة الهوية والجنسية والقومية والعرق والنسل .. لكي يعرفوا الأشخاص تماما كما يصبغون الماشية لكي يعرفها أصحابها .
ومع أن هذه المسميات للتفرقة تجد الأشخاص يعتقدون أنهم مقدسون وذوو شأن وتاريخ عظيمين ؛ فتجد المصري والسوداني والسعودي والقطري والعماني واليمني والمغربي والجزائري والسوري وغيرهم يتفاخرون بتاريخ مزيف يسمى يوم وطني !

وكل منهم يقتل الآخر اذا عبر الصحاري إلى التراب المقدس وأصبح قتل كل من يعبر الحدود الوهمية إلى التراب المقدس شرفا ووطنية عظيمة وموتا في سبيل الوطن (شهيد الوطن) وسينال الجنة.

وصرنا نجد الشعوب تتبادل الشتائم والكراهية والفرقة بالرغم من أنهم أمة واحدة.

إتفاقية سايكس بيكو أدخلت الأمة في 100 سنة من التيه والضياع ، جعلت الولاء والبراء يعقد على قطعة أرضٍ مسيجة بسياج مشيك ، وخرقة ملونة بألوان رسمها سايكس وبيكو عند وضعهم الحدود الوهمية بيننا.

و حتى في أوساط الجاليات بأوروبا تجد من يدعو إلى هاته القومية المقيتة، يفتخر بابن قبيلته عندما يحقق نصرا بالغربة ، والثاني يمقت الآخر من غير قبيلته عندما يقترف جرما، بينما الغرب يخاطبنا على اساس واحد، اما على اننا عرب، أو مسلمين أو مهاجرين و لايفرق بين المغربي أو السوري أو بين العربي او الكردي، و الأدهى من ذلك يذهب من يتصدر صفوف الجاليات في كتاباته على وسائل التواصل الاجتماعي بالافتخار العلني بابن أو ابنة بلده الأصلي بينما يتجاهل الآخرون من بلدان أخرى.

لهذا اوجه كلامي إلى أبناء و بنات بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باختلاف قومياتهم و لغاتهم، أنكم عُربِ ، و العُرب هم كل من يتكلم العربية سواء كانوا امازيع، أكراد، عرب أو غيرهم، أتركوكم من القومية اللعينة، لنضع اليد باليد على اساس إنساني حضاري، و لنغني جميعاً ... بلاد العُربِ أوطاني و كل العُربِ إخواني .



بقلم أ. عبد العاطي كريمي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button