وصف المدون

اليوم


ما إن تطأ قدماك المدينة القديمة وسط العاصمة النمساوية فيينا، حتى تشعر وكأن فيروس "كورونا" المستجد اختفى نهائيا من الوجود، حيث لا يعبأ المارة أو الجالسون بخطورة العدوى، ولا توجد مسافات آمنة، ونادرا ما يرى المرء شخصا يرتدي قناعا طبيا "كمامة".

ويعكس هذا المشهد وضعا أصبح مألوفا في النمسا، إذ قرر أغلبية الشعب تجاهل الفيروس الذي شل الحياة في أنحاء القارة الأوروبية في ربيع هذا العام، والعودة للحياة الطبيعية، رغم تسجيل البلاد عددا من الإصابات، وتحذيرات الحكومة المتكررة من الموجة الثانية للفيروس.

وفي مقاهي المدينة القديمة تجلس أعداد كبيرة من الناس دون الحفاظ على أي من الإجراءات الاحترازية من مسافات آمنة وكمامات طبية، بل إن المقاعد تتلاصق في بعضها، وتجعل عشرات الجالسين يبدون ككتلة واحدة.

ولا يختلف الأمر بالنسبة للمارة، أو المتفقدين لجمال المباني القديمة، حيث يسير أغلبية هؤلاء دون كمامات طبية رغم بعض الزحام الذي يظهر في بعض المناطق على فترات.

ووفق صحيفة "كورونه" النمساوية فإن النمساويين اختاروا العودة للحياة الطبيعية والاستمتاع بحرارة الصيف قبل موسم الشتاء الذي يتوقع خبراء أن يشهد ارتفاعا كبيرا في معدل الإصابات.

وفي استطلاع لمركز "شؤون البحث"، وهو مركز خاص، نشر مؤخرا، قال 66% من النمساويين، إن "كورونا لم يعد عبئًا على الحياة اليومية، والحياة بالنسبة لنا عادت كما كانت قبل الأزمة".

وهذه النسبة معبرة للغاية، خاصة إذا حولت إلى أرقام حيث إن 5.9 من أصل 8 ملايين نمساوي لا يشعرون بأي تأثير لكورونا على الحياة.

الأكثر من ذلك، أن تلك العودة الطوعية للحياة الطبيعية لا تعكس إيمانا بأن كورونا انتهى من العالم، حيث يرى 63% من النمساويين أن الموجة الثانية للفيروس على الأبواب، ويمكن أن تبدأ مع بداية فصل الشتاء، ما يعني أن أغلبية النمساويين قرروا تجاهل "كورونا" عن عمد.

ورغم أن القناع الطبي "الكمامة" إلزامي في وسائل النقل، ويتعرض المخالف لذلك لغرامة تبلغ 40 يورو، أظهر الاستطلاع أن 11% فقط من النمساويين يحرصون على ارتداء الأقنعة الطبية خارج المواصلات العامة؛ أي في الشوارع والمتاجر والمطاعم.


ورغم هذه المظاهر، لا يكف المستشار النمساوي سبستيان كورتس عن تحذير مواطنيه من تجاهل كورونا، حيث قال قبل أيام إن "الحياة الطبيعية لن تعود قبل صيف 2021"، مطالبا الجميع بـ"الحيطة والحذر والالتزام بالاجراءات الاحترازية".

وتابع "لقد تجاوزنا الصيف بشكل جيد حتى الآن، لكن التطورات في الأيام القليلة الماضية مقلقة لحد كبير، وتدفعنا لتشديد الرقابة على الحدود"، مضيفا: "نحاول تفادي مرحلة إغلاق جديدة حتى لا نعرض الوظائف والاقتصاد للخطر".

وخلال الـ7 أيام الماضية، سجلت النمسا 273 حالة إصابة بفيروس "كورونا" المستجد في المتوسط يوميا، ليصل إجمالي عدد الحالات النشطة إلى 3 آلاف و363 حالة، بعد أن كانت البلاد تقترب من تسجيل صفر إصابات قبل أسابيع.


وكالات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button