وصف المدون

اليوم


في مدينة فايترا الصغيرة الواقعة بولاية النمسا السفلى بمنطقة جموند، استخدمت القوات المسلحة النمساوية لأول مرة طريقة غير تقليدية ضد التهديد الإرهابي، وهي الحرب الافتراضية، وذلك وفق تقرير صحيفة نوين النمساوية.

من الخارج، تبدو ثكنات كوينرينجر وكأنها ثكنة صغيرة نائمة، لكنها في الواقع نقطة محورية للجيش النمساوي، فمن ناحية هي تضم «محاكي القيادة»، بمساعدة الكمبيوتر للتدريب التكتيكي الواقعي للجنود، حيث يتمّ عرض صور المعركة الواقعية، والتي تتطلب من الجنود امتلاك مهارات "القيادة دون تحرك" عبر المنطقة.

ومن ناحية أخرى، فإنَّ شركة التدريب التابعة لكتيبة الأركان 3 الموجودة في مدينة فايترا هي المسؤولة عن تدريب كوادر الجنود المحتملين من جميع أنحاء النمسا.

وفي الأسبوع الماضي، كان لواء جاغر الثالث (لواء القوات السريعة) في مدينة فايترا النمساوية في مواجهة تحد جديد، حيث أجرى لأول مرة أحد الألوية الأربعة "عملية وقائية" كجزء من الدفاع العسكري الوطني، ويعمل هذا النوع من العمليات على دحر القوات التخريبية (الإرهابيين) الذين يقيمون في النمسا ويريدون إلحاق الضرر بالدولة والسكان المدنيين، وكان سيناريو التدريبات يتعلق بمهاجمة الإرهابيين لفيينا.

وتكمن المشكلة في أن هذه الجماعات الإرهابية تكون في العادة مدربة جيدًا ومنظمة عسكريًا، ويتم التحكم فيها من الخارج، ولذلك فإن هجماتهم المفاجئة تفوق قدرات السلطة التنفيذية وتتطلب دفاعًا بوسائل عسكرية.

وفي الواقع، سيكون نشر لواء من الجيش الفيدرالي أمرًا لا مفر منه، لأن لدى القيادات العسكرية في الولايات الفيدرالية مهام أخرى مثل تنسيق عمليات الكوارث أو مهمات المساعدة على الحدود أو فيما يخص إجراءات كورونا.

ونقلت الصحيفة عن العميد كريستيان هابرساتر، قائد لواء جاجر الثالث، قوله إن "الألوية مسؤولة عن المهام العسكرية القوية للقوات المسلحة، وكقاعدة عامة، يتم التنسيق مع أكثر من عشرة أفرع مختلفة وإعدادها للعمليات في وقت السلم، ولا تكتفي الكتائب على وجه الخصوص بالتخطيط فحسب، بل تدير أيضًا وتنفذ مثل هذه المهام المعقدة والتي تكون أحيانًا طويلة الأمد مثل محاربة الإرهابيين والعناصر التخريبية".

وأوضح العميد "هابرساتر" أن لواء جاجر الثالث يعطي نموذجًا مثاليًا لمكافحة الإرهاب من خلال مركبات قتالية مصفحة توفر القوة القتالية للواء، وكتيبة رائدة للمتطلبات الفنية وكتيبة استطلاع ومدفعية يمكنها تحييد الإرهابيين ذوي الأسلحة الثقيلة.

وفي الأسابيع الماضية تم إجراء تدريب افتراضي في مدينة فايترا لمواجهة مجموعات إرهابية مختبئة في فيينا بمنطقة فلوريدسدورف، ويجب مواجهتهم دون تعريض السكان المدنيين للخطر، ولذلك تم تنفيذ جميع المهام افتراضيًا على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمحاكي القيادة، وكان على الجنود اتخاذ القرارات الصحيحة في كل موقف.

كما تم اختبار شيء جديد من قبل لواء جاجر الثالث خلال تدريب الجنود الافتراضي، وهو تطبيق "العمليات الجغرافية" للجيش الفيدرالي، الذي يتيح تجسيد ثلاثي الأبعاد لمنطقة المواجهة مع الإرهابيين باستخدام الواقع الافتراضي، ويمكن استخدام هذا النظام ليس فقط للتدريب، بل أيضًا للعمليات في جميع أنحاء العالم، حيث يسمح للجنود بإلقاء نظرة على منطقة العمليات دون الحاجة إلى التواجد هناك.


وكالات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button