وصف المدون

اليوم



في "التكية السليمانية" بدمشق، بدأ الشاب السوري محمد سعيد شيخ جبر، أولى خطواته بتعلم أسرار مهنة صناعة البروكار الدمشقي على يد أجداده، حتى أتقنها. 

ومع بداية 2012 ،غادر جبر سورية، منتقلاً إلى الأردن، حيث بقي مدة عام هناك، قبل أن تبدأ رحلته بالسفر إلى أوروبا وصولاً إلى النمسا، لكنه واجه صعوبةً في نقل النول الخشبي الذي كان يعمل عليه. 

وبعد رحلة امتدت لأشهر، تمكن من نقل النول الذي يزن نحو 759 كيلو غرام إلى النمسا، حيث تطلب الأمر فك النول ووضعه في 4 صناديق خشبية وشحنه إلى بيروت، ثم نقله بالطائرة إلى فرنسا ومنها إلى فيينا، بعدها نقل في شاحنة إلى مدينة "انسبروك"، مكان إقامة جبر، وتبعد هذه المدينة حوالي 500 كم عن العاصمة النمساوية. 

ولم تنتِه التحديات عند التمكن من إيصال النول إلى النمسا، إنما واجه جبر صعوبة جديدة، تمثلت بإيجاد مكان ارتفاع سقفه حوالي 3 أمتار ونصف، وهو أمر نادر بالنسبة للأبنية في النمسا ملائم لتركيبه، كونه يتطلب محّلاً التي تمتاز بسقوفها المنخفضة، ما احتاج منه قرابة أسبوعين حتى يكون النول جاهزاً للعمل. 

لكن الحرفي الدمشقي تمكن من تخطي التحديات التي واجهته، ولم يحتج لأية معدات من مكان إقامته، وكونه يدري سر صناعة البروكار الكامن بعدد الخيوط الموجودة في السدى وهو الخيط الأساسي في النول، فكان عددها ، إذ اعتاد الأوروبيون على عدد أقل في نوله 7600 خيط رفيع، وهذا الأمر الذي ميز عمله ومكنه من النجاح لاحقاً من الخيوط وأكثر سماكة، وتصاميم برسمات كبيرة وخشنة. 

ورغم أنه لم يتمكن من استخدام خيوط الفضة والذهب التي تعد أساساً في صناعة البروكار الدمشقي لغلاء أسعارها، واستعاض عنها بالخيوط الحريرية،إلا أن المنتجات التي كان يصنعها لقيت قبولاً واسعاً لدى النمساويين.
 
ومن المنتجات التي يحيكها ويصنعها جبر: ببيونات أو شالات نسائية وكرافات، أو بدريسات رجالية ونسائية وأغطية وسائد وحقائب سهرات، ووفق ما يريد العملاء العرب والأوروبيون هناك.


وكالات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button