وصف المدون

اليوم


صرح مسؤولون فرنسيون بأن ثلاثة مهاجرين نيجيريين لقوا مصرعهم في مدينة مرسيليا جنوب البلاد، السبت 17 تموز/يوليو، جراء حريق اندلع في مبنى كانوا يعيشون فيه بشكل غير شرعي.

وقال مصدر قضائي إن طفلا يبلغ عامين وشخصا بالغا أصيبا بجروح خطرة في حريق المبنى الذي من المعروف أن مهاجرين أغلبهم نيجيريين يقطنونه بشكل غير قانوني، مضيفا أن الرجال الثلاثة الذين لقوا حتفهم مهاجرون غير شرعيين.

وأفادت الشركة المشرفة على المبنى والتي تدير سلسلة من المساكن العامة في المنطقة، أنه كان على قائمة الهدم.

حريقان في مكانين مختلفين وشبهات عمل إجرامي
وقالت دومينيك لورينز، المدعي العام في مرسيليا خلال مؤتمر صحفي، "نشب على الأقل حريقان، أحدهما في الطابق السادس، والآخر في منطقة السلالم. مما يجعلنا نوجه تحقيقاتنا في اتجاه عمل إجرامي".

وانتشر الحريق بسرعة عبر أنابيب التهوية، لكنه لم يصل إلى الشقق. وقال المدعي العام إن المهاجرين أصيبوا "بالذعر الشديد" لأن السلالم لم تكن صالحة للهروب عبرها.

تم التواصل مع رجال الإطفاء في الساعة 5:23 صباحا، ووصلوا بعد ست دقائق. لكن وصولهم السريع لم يحل دون وفاة ثلاثة رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما، جميعهم نيجيريون. بينما تم نقل اثنين آخرين إلى المستشفى وهم في حالة حرجة، بينهما طفل يبلغ من العمر نحو العامين مصاب بحروق شديدة. وتعرض تسعة أشخاص آخرين لإصابات طفيفة حسب تصريحات الادعاء.

توترات بين سكان المبنى وتجار المخرات
أمام المبنى المنكوب، لم يخف عشرات النيجيريين غضبهم. وقال فيموس (26 عاما) لوكالة الأنباء الفرنسية، وهو يعرض على هاتفه جثة أحد الضحايا، "هذا الصباح رأينا أن كل شيء مشتعلا، ورأينا الناس يقفزون لينجوا بحياتهم".

وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قال مدير الشرطة فريدريك كاميليري الذي كان حاضرا في مكان الحادث، إن "هناك نقطة بيع (مخدرات) هنا، وهناك توترات بين السكان وتجار المخدرات".

وقالت أزيكي إنديورانس، مهاجرة تبلغ 30 عاما، معبرة عن غضبها، إن "تجار المخدرات يرعبوننا. لديهم أسلحة، ويمنعوننا من النوم".

ومن جانبها، أضافت دومينيك لورينز إن أسعار المخدرات مكتوبة على الجدران في مدخل المبنى، معترفة بأن الوضع في الموقع "متوتر للغاية". كما طالبت المهاجرين بـ"الهدوء والإدلاء بشهاداتهم".

وتصر الجالية النيجيرية على أن تجار المخدرات هم السبب الحقيقي وراء الازمة. وعلقت المدعي العام بأن "هذه شائعة، ويجب الآن الإدلاء بالشهادات للتأكد من الحقيقة".

البلدية تأوي المهاجرين وتطالب الدولة بالتحرك
وتكفلت بلدية مرسيليا بإيواء النساء والأطفال كأولوية، في مواجهة مأساة وصفها رئيس البلدية بينوا بايان بأنها "مروعة". ودعت البلدية الدولة، مساء السبت، إلى "توفير سكن لائق لجميع المتضررين من الكارثة". وأعلنت بأنها "نقلت 91 شخصا بينهم 28 امرأة و27 طفلا، إلى قاعتين للألعاب الرياضية لإيوائهم بشكل طارئ".

وكانت قد تعرضت مرسيليا لمأساة في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، عندما انهار مبنيان يقعان في حي للطبقة العاملة، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

وبحسب تقرير صدر عام 2015، يعاني حوالي 100 ألف شخص من سوء السكن، غالبا في الأحياء الفقيرة، ويتضررون من تجار المخدرات، حيث عبر مصدر في الشرطة قبل بضعة أشهر، عن قلقه من احتمال ظهور شبكات إجرامية نيجيرية.

م ن
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button