وصف المدون

اليوم


شهدت حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في تركيا تقدما ملحوظا، إذ تم إعطاء أكثر من 57,5 مليون جرعة الآن. حيث تلقى أكثر من 37,7 مليون شخص جرعاتهم الأولى وتم تطعيم 20 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 84,3 مليون شخص بشكل كامل، وفقًا للأرقام الرسمية التي تم نشرها يوم الأحد (11 تموز/ يوليو 2021).

لكن من ناحية أخرى، هناك تحديات لا حصر لها يواجهها المهاجرون واللاجئون للحصول على اللقاح. س.ج لاجئة تكسب قوت يومها من عملها كمترجمة، خاصة في المحاكم والمستشفيات. مهاجرة جاءت إلى تركيا من إيران قبل سبع سنوات، قالت في تصريحات لمهاجر نيوز إن حاجز اللغة يعتبر تحديا كبيرا لكثير من المهاجرين واللاجئين.

اللاجئون يخسرون بسبب حاجز اللغة
تقول س.ج "هناك بعض الأشخاص الذين ليس لديهم هاتف أو اتصال بالإنترنت أو لا يمكنهم حتى القراءة والكتابة. وبرامج حجز المواعيد هي بلغة غير مألوفة لهم. في المستشفى، تكون الوثائق المقدمة باللغة التركية، كثير من الناس يترددون في الذهاب إلى المستشفى بسبب مشاكل قانونية أو تجارب سابقة اتسمت بالتمييز والعنصرية". وتضيف "يريد الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة واللاجئون الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما الحصول على اللقاح. لكن غالبا ما يكون هناك شك بين المهاجرين الأصغر سنًا، وذلك لمجموعة من الأسباب. ولا يرغب البعض في التطعيم حتى يصلون إلى البلد الثالث، حيث ينوون الهجرة والاستقرار".

فارس خطاب، مهاجر يعيش في تركيا منذ ثلاث سنوات، يقول إنه وزوجته سيحصلان على اللقاح بمجرد أن يحين دورهما. خطاب يبلغ من العمر 30 عاما ويعمل صحفيا. كما يواصل دراسته في جامعة اسطنبول. في عام 2011 انقطع عن تعليمه بسبب الأحداث في سوريا.الصحفي السوري فارس خطاب في تركيا | الصورة: جيجيك طه أوغلو

كما يؤكد خطاب أن العديد من اللاجئين يعانون من مشاكل لغوية لأن نظام الحجز ليس باللغة العربية. ويقول "يحصل هذا على الرغم من تواجد محطات تلفزيونية سورية تبث بلغتنا (العربية) في تركيا حالياً".

في بعض الحالات، لا يستفيد المهاجرون واللاجئون من التطعيم بسبب فجوات المعلومات والجهل. كانت هذه حالة حسناء الياسي، شابة سورية وصلت إلى تركيا قبل تسع سنوات، وكانت تبلغ من العمر 11 عاما فقط. تعيش اليوم في حي فقير، وتتقاسم مكانا مع 13 شخصًا آخر في منطقة بالات، إحدى ضواحي القرن الذهبي في إسطنبول. اكتشفت خلال لقائها مع مراسلة مهاجر نيوز أن لها الحق في التطعيم.

والدة حسناء تبلغ من العمر 43 عاماً، وفقًا لقواعد تحديد أولويات اللقاح، هي الآن مؤهلة للحصول عليه، لكنها لا تريد أن يتم تطعيمها. تشرح السبب بقولها "لقد قاموا بفحصي وأظهرت النتائج أني لست مريضة. لذلك أنا لست بحاجة إلى التطعيم". كل يوم، تحاول حسناء إقناع والدتها بأهمية التطعيم.
السورية حسناء الياسي وعائلتها في تركيا | الصورة: جيجيك طه أوغلو

رفض اللقاح مشكلة كبيرة
تشير الخبيرة في المجال الصحي يشيم ياسين إلى أن الشكوك المحيطة بالتطعيم أمر شائع بين المهاجرين واللاجئين. لكنها تقول إن المشكلة نفسها ظهرت عند عموم السكان في تركيا والكثير من دول العالم. وتشير إلى أن "رفض التطعيم" سيكون من بين أصعب 10 مشاكل صحية عالمية لمنظمة الصحة العالمية.

وتقول ياسين إن تركيا سمحت بالتطعيم بشكل متساو لمن يتمتعون بوضع الحماية المؤقتة أو اللجوء. وتضيف "لكن المشكلة أنه لا يوجد تعليم ووعي كاف، كما أن التلقيح يتم فقط في المستشفيات، وأنظمة الحجز هناك ليست باللغة العربية إلى غاية اليوم". وتوصي بأن يتم تطعيم هذه الفئة من قبل مركز صحة المهاجرين لأن هذا يقدم خدمات بعدة لغات من بينها العربية.
الخبيرة في المجال الصحي يشيم ياسين: الخوف من التطعيم شائع بين المهاجرين واللاجئين | الصورة: جيجيك طه أوغلو

"منذ بداية الوباء، تنشر المؤسسات العامة وكذلك المنظمات غير الحكومية منشورات ومقاطع فيديو توضيحية على شبكات التواصل الاجتماعي بلغات مختلفة. ولكن ليس كل شخص لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت. والمهاجرون واللاجئون محرومون بالفعل عندما يتعلق الأمر بالخدمات الصحية".

المهاجرون غير المسجلين ليسوا محصنين
المعلومات حول ما إذا كان سيتم تطعيم اللاجئين غير المسجلين في تركيا غير متوفرة. في أبريل/ نيسان 2020، قرر المكتب الرئاسة في تركيا أنه يجب أن يتمتع الجميع بحرية الوصول إلى الخدمات الصحية. لكن الواقع مختلف، فالمهاجرون الموجودون في تركيا "بشكل غير قانوني" أي غير المسجلين لدى السلطات، بالكاد لديهم فرصة للوصول إلى الخدمات الصحية المتعلقة بفيروس كورونا.

تعتقد الخبيرة الصحية يشيم ياسين أن إحدى المشكلات الأساسية هي أن الطاقم الطبي في المستشفيات ملزم بالإبلاغ عن المهاجرين غير المسجلين. "على الرغم من القرار الرئاسي، لم يتم إلغاء شرط الإبلاغ الإلزامي. لذلك لا أعتقد أن المهاجرين سيستفيدون من هذه الخدمات لأنهم في الواقع خائفون".

هناك مشكلة أخرى، كما تقول المترجمة واللاجئة الإيرانية س.ج، وهي أن "العديد من اللاجئين الذين عولجوا في المستشفى بعد الإصابة بفيروس كورونا كانت ترسل لهم فواتير كبيرة لا يستطيعون دفعها في كثير من الأحيان. حدث هذا عدة مرات. لقد أجبروا شخصا أعرفه على توقيع عقد قرض، واليوم لا يزال يتعين عليه سداد فاتورته التي بلغت 33 ألف ليرة تركية للمستشفى".

وتضيف س.ج. أن العديد من المهاجرين لا يتمكنون من الحصول على ما يسمى برمز HES الذي يسمح لوزارة الصحة التركية بتتبع جهات الاتصال داخل تركيا. بسبب الوباء، يجب التوفر على الكود عند الحاجة، على سبيل المثال في وسائل النقل العام. وغالبا ما يجد الأشخاص غير المسجلين واللاجئون الذين يتمتعون بوضع الحماية صعوبة في الحصول على رمز HES كان هناك أشخاص قاموا ببيعه مزوراً للاجئين مقابل عشرة ليرات. وهذا في الواقع غير قانوني".

الحكومة صامتة
وزارة الصحة التركية لم تنشر أو ترسل أي معلومة حول الموضوع إلى الجمهور أو المنظمات غير الحكومية، لذلك لا توجد صورة واضحة لكيفية تأثر المهاجرين واللاجئين بالوباء وإلى أي مدى تم دمجهم في حملة التطعيم في تركيا.

تؤكد الخبيرة يشيم ياسين أن الحصول على اللقاحات للجميع هو حق أساسي من حقوق الإنسان ويشير إلى أهمية تطعيم جميع السكان إذا كان الهدف هو التغلب على الوباء.

م ن
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button