وصف المدون

اليوم


أ. أحمد رياض غنام
كاتب ومعارض سوري

تنكشف اليوم حقيقة الديمقراطية الأمريكية بشكل لا يمكن معه ترقيع فضيحتها المجلجلة ...
الإنسحاب الأمريكي من افغانستان وترك الحكومة الشرعية والجيش الأفغاني ، لقمة سائغة لتنظيم طالبان الظلامي ، يكشف مدى انانية وإستهتار الجانب الأمريكي
بمصير الشعوب المتطلعة نحو أفق ديمقراطي لطالما تغنت به أمريكا .!!
ومن الواضح أن الديمقراطية الأمريكية تنحصر في حدود الجغرافيا السياسية الأمريكية فقط.
وهى مجرد شعارات كشفتها مواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة من خلال دعمها الغير محدود للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة العربية .
تدرك أمريكا طبيعة تنظيم طالبان المتشدد والظلامي الرافض لحرية التعبير وحقوق الإنسان.
كما تدرك أمريكا العلاقة الفكرية بين طالبان وتنظيم القاعدة ، ورغم ذلك فقد سارعت.لسحب قواتها من هذا البلد بعد سنوات من الصراع الدامي وتهجير السكان .
كما تدرك أمريكا تكفير طالبان للنظام الديمقراطي ، وإصراره على إقامة إمارة إسلامية متشددة لن تسمح لهذا البلد بالنهوض.
ولكن المشهد العام يخفي السبب الرئيسي وراء الإنسحاب الأمريكي السريع ، ومن الواضح أن هذا الإنسحاب جاء على خلفية الصراع الأمريكي الروسي الصيني ، مما دفع بإدارة بايدن لترك أفغانستان في حالة فوضى قد تمتد لدول الجوار الأفغاني ، ويأتي على رأس هذه الدول الصين وروسيا وإيران .
حيث ستتحول افغانستان طالبان ، لقنبلة قابلة للإنفجار في وجه كافة الدول المحيطة بها .
خاصة وأن الوضع الأفغاني ينذر بتوجه البلاد نحو الحرب الأهلية التي ستطال شرارتها جميع دول الجوار الأفغاني .
إنها الهدية الأمريكية للدب الروسي والتنين الصيني وصانع السجاد الإيراني .
ستطول معركة كابول وقد نشهد ضربات جوية أمريكية مؤلمة لطالبان ، ولكن معظم التوقعات تشير لعدم قدرة الجيش الأفغاني المقاومة لفترة طويلة ، مما سيدفع الحكومة الحالية لتقديم تنازلات من أجل قيام شراكة في إدارة شؤون البلاد ، بدعم إقليمي ودولي.
لقد تحولت الديمقراطية الأمريكية لجسر يوصل طالبان لحكم البلاد ، أي الغاية تبرر الوسيلة !!
أما الديمقراطية وحق الشعوب في الحرية والحياة الكريمة ، فقد تجاوزتها امريكا ، خدمة لمصالحها القومية والتي تتفوق على أي مصلحة ، بما فيها حرية الشعوب حيث وضعت أمام خيارات صعبة ، فإما حكم القوى الإسلامية الرجعية والمتشددة ، أو أنظمة استبدادية ظالمة .!!!

إن المقال المكتوب هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة INFOGRAT الإعلامية وإنما ننشر الأخبار والمقالات الشخصية من منطق حرية الرأي والتعبير ولمزيد من المعلومات أو الإنتهاكات بإمكانكم الإتصال بنا من خلال الموقع
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button