وصف المدون

اليوم


وافق البرلمان الليتواني أمس الثلاثاء 10 آب\أغسطس على بناء سياج على طول الحدود مع بيلاروسيا لمكافحة تدفقات المهاجرين. كما أعلنت لاتفيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، حالة الطوارئ عند حدودها مع بيلاروسيا، بعد ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين إليها من هناك.

تتواصل قضية وفود المهاجرين إلى ليتوانيا عبر حدود مع بيلاروسيا بالتفاعل، مع وصول نحو أربعة ألاف مهاجر منذ مطلع العام إلى البلاد، وهو رقم قياسي مقارنة بالأرقام التي كان يتم تسجيلها خلال السنوات الماضية.

ليتوانيا أعلنت عن جملة من الإجراءات الآيلة إلى وقف تدفق المهاجرين إلى أراضيها، ومنها التوصل إلى اتفاقات مع بلدانهم الأصلية لإعادتهم إليها وإنشاء مخيمات حدودية لاحتجازهم فيها قبل ترحيلهم. كما أعلنت الحكومة عن خطة لتقديم مبلغ 300 يورو لكل من يبدي رغبة بالعودة الطوعية إلى بلده الأم.

إلى جانب كل تلك الإجراءات، أقر برلمان البلاد أمس الثلاثاء قانونا يسمح بالبدء بإنشاء سياج شائك على طول الحدود مع بيلاروسيا. السياج سيبلغ طوله أربعة أمتار وتعلوه أسلاك شائكة، ومن المتوقع أن تبلغ كلفته حوالي 152 مليون يورو.

وزيرة الداخلية الليتوانية آغني بيلوتايت، قالت لوكالة رويترز "بدون هذا الحاجز من المستحيل حماية حدودنا، هذا واضح جدا".

وأضافت "يجب أن تكون لدينا حدود قوية يعول عليها مع بيلاروسيا... في أقرب وقت ممكن"، مشيرة الى أن إقرار القانون خفّض المدة اللازمة لبناء السياج إلى النصف.

وردا على ذلك، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إن الاتحاد "لا يمول الأسوار أو الحواجز". مضيفا أن المساعدة التي قدمها الاتحاد حتى الآن تتمثل في دعم حرس الحدود وتأمين المواد اللازمة لذلك.

والثلاثاء أعلن الاتحاد الأوروبي عن "انخفاض كبير" في عدد المهاجرين الوافدين إلى ليتوانيا، بعدما علّق العراق الرحلات الجوية إلى بيلاروسيا بطلب من بروكسل وفيلنيوس. وسجل عبور 271 مهاجرا الحدود من بيلاروسيا الأسبوع الماضي، مقارنة بـ 1106 في الأسبوع السابق. ويفترض بليتوانيا حاليا معالجة 4110 طلب لجوء لمهاجرين من العراق والكونغو وبرازافيل والكاميرون وسوريا وإيران وروسيا، وهو رقم يمثل 50 ضعفا مقارنة بنظيره عام 2020.

لاتفيا تعلن حالة الطوارئ
وفي سياق متصل، أعلنت لاتفيا، إحدى جمهوريات البلطيق الثلاث والعضو في الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، حالة الطوارئ على طول حدودها مع بيلاروسيا، بعد أن عبر الحدود خلال الساعات الـ24 الأخيرة نحو 200 مهاجر. وسمحت للقوات المسلحة وللشرطة بمساعدة حرس الحدود في منع الهجرة غير الشرعية.

وقال رئيس وزراء لاتفيا كريسيانيس كارينس "حال الطوارئ تعني أن الحدود بين لاتفيا وبيلاروسيا ستغلق عمليا أمام الجميع"، وذلك اعتبارا من اليوم الأربعاء وحتى العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر.

ووفقا لتقارير إعلامية، سمحت لاتفيا لحرس الحدود والقوات المسلحة والشرطة باستخدام "القوة البدنية" لإعادة المهاجرين إلى البلاد التي أتوا منها.

ولدى لاتفيا حدودا مشتركة مع بيلاروسيا تبلغ حوالي 175 كلم.
ووفقا لحرس الحدود في لاتفيا، تم اعتقال 283 شخصا بين السادس والعاشر من آب\أغسطس الجاري لعبورهم الحدود من بيلاروسيا، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لعام 2021 حتى الآن إلى 343 شخصا.

توترات في المخيمات
وبالعودة إلى ليتوانيا، تشهد مخيمات المهاجرين الحدودية تصاعدا في حدة التوتر، حيث سجل أمس الثلاثاء أحداث عنف في مخيم رودينينكي الحدودي، الذي يستقبل بين 500 و600 مهاجر، جميعهم من الرجال العازبين.

المهاجرون طالبوا الإسراع بإجراءات لجوئهم، في حين طالب آخرون بمياه صالحة للشرب ووسائل للتدفئة.

أحمد مهند، مهاجر عراقي في المخيم، قال لمهاجر نيوز إن "رد الشرطة لم يكن متناسبا مع نوعية المطالب. كانوا يقولون لنا طوال الوقت عودوا إلى بلادكم. بعض الشبان ممن ضاقوا ذرعا بظروف الاحتجاز في المخيم حاولوا الهرب، فهاجمت قوات من مكافحة الشغب المخيم. ضربوا كثيرين ورشوا غاز الفلفل على الجميع. وصل التوتر إلى ذروته مع ساعات الصباح الأولى قبل أن تأتي قوة ضخمة من الجيش لتحل محل الشرطة".

أما علاء الناصري، وهو مهاجر عراقي أيضا في المخيم نفسه، قال لمهاجر نيوز إن الشرطة استخدمت العنف المفرط مع المهاجرين في المخيم، "أخذوا بعض الشبان إلى أحد المستودعات القريبة، ضربوهم وشتموهم ورشوا غاز الفلفل في أعينهم. الوضع هنا صعب جدا. نحن لا نريد البقاء هنا، إذا كانوا يرفضون وجودنا فليسمحوا لنا بمتابعة الطريق".

واتهمت كل من ليتوانيا ولاتفيا رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بتشجيع تدفقات الهجرة عبر الحدود إلى أراضيهما، ردا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بلاده.

م ن
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button