وصف المدون

اليوم

أقدم شاب سوري كردي من مدينة ديريك شمال شرق سوريا يدعى دلجار سعيد، يبلغ من العمر 29 عاماً، يعيش في مدينة فيينا عاصمة النمسا منذ 6 سنوات على إنقاذ فتاة من الاعتداء عليها جنسياً، إلا أن المعتدين عليها ضربوه ضرباً مبرحاً ما أفقده قدرته على الرؤية بشكل شبه تام.

دلجار، يسرد تفاصيل الحادثة قائلاً: "خرجت من العمل وذهبت مع صديقي للتنزه، وفي غضون ذلك رأيت فتاة تستنجد لإنقاذها من أيدي معتدين اثنين عليها".

يؤكد دلجار أنه لم يكن الوحيد الشاهد على الحادثة المُريبة بل كان هناك أناس آخرون غير آبهين بما يحدث أمامهم، ولم يستجيبوا لصرخات الفتاة التي ترتجف خوفاً، وهي تحاول الهروب من بين أيديهم.

في هذه الأثناء هبَّ دلجار لمساعدتها موضحاً أن "تربيتي التي كبرت عليها ساقتني لإنقاذها"، وطلب من المعتدين الاثنين الابتعاد عنها قائلاً إن "هذه الفتاة هي شقيقتي وأريد اصطحابها إلى المنزل، وأبعدهما عنها"، وتحدث معهما لبرهة واتفق معهما أن يغادر كل منهما إلى منزله من دون إبلاغ رجال الأمن بما حدث.

وفي طريق عودة دلجار سعيد، مع صديقه لم يجد نفسه إلا بين أيادي عدد من الأشخاص (لم يتذكر عددهم) لأنه بمجرد ضربي بالقنينة الزجاجية دخلت في حالة إغماء وجاء رجال الأمن والإسعاف واصطحبوني للمستشفى".

ويكمل دلجار بعد أن "ألقوا صديقي أرضاً كي لا يستطيع مساعدتي، ليضربوني، دخلت في حالة إغماء بعد أن ضربوني بقنينة زجاجية على عيني، بعدها أخبرني الناس وصديقي بأنهم أرادوا أن يلقوني في النهر".

وعن وضعه الصحي قال دلجار: "أنهيت العمليات الجراحية المطلوبة لكن ما زال في عيني خيوط العملية ومطلع الشهر المقبل سأزيلها كما أن الطبيبة أخبرتني أنني أحتاج لفترة طويلة ليعود بصري كما كان".

وعلى إثر هذه الضربة خضع دلجار سعيد، لأربع عمليات في عينه اليسرى، كما أن الطبيبة أخبرته بأنه لن يتمكن من الرؤية كما كان سابقاً إلا بعد مضي فترة طويلة من الزمن.

وأشاد دلجار بالمعاملة الحسنة التي تلقاها في المستشفى وبجهود الاطباء التي بذلوها، لا سيما بعد اطلاعهم على تفاصيل الحادثة بالكامل.

إلا انه أكد ان صديقه لم يتعرض لأي "نوع من الإصابة وهو بحالة صحية جيدة لأن المعتدين أبعدوه وضربوني لوحدي".

وأكد أن الفتاة التي حاولوا الاعتداء عليها جنسياً عنها ترفض الكشف عن هويتها، إلا أنها تواصلت معه وقامت بمساعدته قائلاً: "الفتاة راسلتي بعدها فعندما حاولت إبعادها عن مكان الحادثة وتذهب لمنزلها لم تفعل ذلك وبقت قريبة وشاهدتني في تلك الحالة، وأخذت رقم الهاتف المحمول الخاص بصديقي لتتواصل معي وفي الحقيقة الفتاة لم تدخر جهداً في السؤال عني لكنها لا ترغب أن تظهر صورتها".

وأبلغ دلجار مع الفتاة عن الحادثة لدى السلطات، لكن إلى الآن لم يتم إلقاء القبض على المعتدين، إلا أنه لم يفقد الامل في ان يتم تسليم المعتدين للعدالة لينالوا العقاب.

وفي سياق سرده لتفاصيل الحادثة قال دلجار: "لم يكن يوجد في موقع الحادثة كاميرات مراقبة يسهل من خلالها عملية التعرف على الأشخاص المعتدين على الفتاة، لكن كانت هذه الفتاة مع أصدقائها في المكان نفسه يتصورون فيديو لنشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي في خاصية الستوري وبعد ما حصلت الحادثة بأيام أخبرت إحدى صديقات الفتاة بأن الأشخاص الذين ظهروا في مقطع الفيديو هم نفسهم المعتدين لذلك أخبروا الشرطة بهذا المستجد".

وفي معرض اجابة دلجار على كيفية قدرته على تأمين مصاريف العلاج والمستشفى قال إنه هو الوحيد الذي قام بدفعها ولم تقدم الدولة له أي مساعدة: "لم أحصل على أي نوع من التأمينات واخبرني صديقان لي بأن أسمح لهم بنشر ما حدث معي على التواصل الاجتماعي لكني لم أقبل ذلك كي لا ترى أمي ما حل بي لكنني بعد مكوثي 3 أشهر في البيت كنت أقوم بالصرف من مالي الخاص لذلك وافقت أن يتم نشر الحادثة".

وكالات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button