وصف المدون

اليوم




تسارع امريكا خطاها نحو الإنغلاق الذاتي والأفول ، فالقطبية الأحادية ارهقتها و حولتها لنمر ورقي ، في مواجهة التنين الصيني الآخذ بالتوسع ضمن مفهوم القوة الناعمة الإقتصادية .

الإنسحاب الأمريكي من منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان ، وقبل نهاية العام من العراق ، وهناك توقع لإنسحاب امريكي من شرق الفرات .

كل ذلك يأتي في سياق الإستراتجية الأمريكية الجديدة منذ عهد أوباما ، مخلفة فراغا كبيرا ، من المتوقع أن يملؤة الروسي ، على الصعيد العسكري ، والصيني على الصعيد الإقتصادي ، على وقع صراع الإرادات المحتدم في المنطقة .

إنعكس هذا الوضع المستجد حالة من الضعف والقلق الإسرائيلي ، في مواجهة الجبهات المتعددة في لبنان وسورية ، وغزة ، وليس آخرها حرب السفن بين إسرائيل والحرس الثوري ...

الإنسحاب الأمريكي رفع من حدة التوتر في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز ، حيث ترتبط هذه الدول بعلاقات تاريخية وإستراتيجية ، مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة .

وكذلك هناك حالة من التململ الإسرائيلي والخوف من إستعجال إدارة بايدن بتجديد التوقيع على الملف النووي الإيراني ، نتيجةالضغوط التي تمارسها بعض دول الإتحاد الأوربي ؟ من أجل قطف الثمار الإقتصادية وتعزيز حالة السلم الإقليمي ، دون شمل هذا الإتفاق بالصواريخ البالستية ، والدرون ، ودور إيران التخريبي في لبنان وسورية والعراق واليمن .

ورغم ذلك لايمكننا التعويل كثيرا على حالة الصراع المسرحي !!!! بين إسرائيل وحزب الله .

فالأحداث الساخنة على الجبهة الشمالية لإسرائيل وكذلك الجولان من الجانب السوري .

تعكس ضعف القدرة الإسرائيلية على المواجهة ، وعدم الرغبة على توسيع حدة الصراع ، كونها تدرك عجزها عن مواجهة عدة جبهات في وقت واحد .

لكنها تعكس عمق التفاهمات الغير معلنة بين إسرائيل ونظام الأسد وحزب الله .!

التحدي الإيراني لأمريكا في الملف النووي ، يقابله تمني ورغبة أمريكية للعودة للحوار والوصول لنتائج إيجابية في هذا الملف المعقد والمتشابك.

من الواضح أن التعطيل والمماطلة الإيرانية نجحت في كسب المزيد من الوقت ، من اجل الإقتراب من صناعة القنبلة الذرية الشيعية ، والتي قد تطلق سباق تسلح نووي في المنطقة يهدد العالم بأسرة ، وهو أحد أهم الأسباب التي دفعت بالعديد من الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل ، ضمن حلف واسع للوقوف أمام التوسع الإيراني ، المهدد لبعض الكيانات العربية الهشة .

إن مؤشرات التفوق النوعي والإستراتيجي لحلف الممانعة ، الممتد من طهران للعراق وسورية ولبنان واليمن بدأ يحصد نتائج صموده !! فوق أنقاض تلك الدول وجثث ضحاياه من أبناء سورية والعراق واليمن ولبنان .

حيث أخذ شعوب المنطقة رهينة أحلام طهران في التوسع والسيطرة .

نعيش اليوم حرب الهيمنة والتوسع على حساب شعوب المنطقة ، من خلال التغيير الديمغرافي وإستبدال غالبيتها السنية ، بقوى شيعية حاقدة ومتعطشة للدم ، يساندها يسار عربي قذر ، وقوميون مأفونون ، يحاصرون الأبرياء من أبناء درعا ويقتلون أطفالهم .

وقد تقاطروا من مصر وتونس والجزائر وفلسطين ، تحت مسمى ( الحرس القومي ) ..

إن إستمرار المسرحية بين إسرائيل وحزب الله ، أصبحت أمرا مضحكا ومفضوحا ، وكذلك الحال بين أمريكا وإيران ، حيث نشهد فلما هوليوديا بإخراج ضعيف .

نستطيع أن نقول باي باي أمريكا ، باي باي إسرائيل

ومبارك لإيران ، تثبيت ملكيتها في بلداننا العربية ، وتهجير سكانها الأصليين ، بمساهمة مباشرة من حكام باعوا الأوطان ، كي يبقوا فوق كراسيهم المخضبة بدماء شعوبهم ....

إن المقال المكتوب هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة INFOGRAT الإعلامية وإنما ننشر الأخبار والمقالات الشخصية من منطق حرية الرأي والتعبير ولمزيد من المعلومات أو الإنتهاكات بإمكانكم الإتصال بنا من خلال الموقع
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button