وصف المدون

اليوم


يتوجه الكاظمي لتوجيه الدعوة لدول جوار العراق، حيث من المتوقع مشاركة سورية والأردن وتركيا وإيران والسعودية وقطر والكويت ومصر والإمارات .

لا يمكن إعتبار هذه الدعوة بمثابة رغبة عراقية ذاتية، ولكنها تمثل رغبات مشتركة لمجموعة الدول المشاركة رغم إختلاف المصالح والأهداف .

وهناك دور للدبلوماسية الأمريكية الخفية، ورغبة لدى بعض الدول العربية في دعم هذا التوجه .

وفي قياس محددات النجاح لهذه الدعوة، فإن عناصر الفشل أكبر من أن تحتويها مثل هذه القمة المرجوة .

فالموقف الإيراني المتوقع لن يكون مسهلا وميسرا لهذا اللقاء، فالميلشيات التابعة لطهران، تدرك أن أي تقارب عربي مع العراق، لابد وأن يكون في غير صالحها، وكذلك ليس في صالح طهران في هذه الأوقات الحساسة من بداية تسيير أمور الدولة من قبل الرئيس الإيراني الجديد السيد رئيسي .

خاصة وأن العودة لفيينا وإطلاق المباحثات فيما يخص البرنامج النووي الإيراني مازال مجمدا، ولم يتم تحديد موعد جديد لهذه المباحثات الشاقة والمعقدة، على الرغم من التلويح الأمريكي لرفع قسم من العقوبات الإقتصادية، في محاولة لدفع الأخيرة للجلوس لطاولة المفاوضات .

يضاف لذلك الدور التخريبي الذي تمارسه الميليشيات الشيعية المدعومة من طهران، في سورية ولبنان من خلال حزب الله، والدعم الغير محدود للحوثيون في اليمن .

وكذلك لاأحد قادر على تكهن حقيقة الموقف التركي من نظام الأسد، رغم وجود بعض المؤشرات لتبدل في التوجه التركي فيما يخص رأس النظام السوري .

ويلاحظ أن معظم القاده المشاركون في هذا اللقاء إن تم ؟! لا يجمع بينهم سوى القليل من المصلحة، والكثير من الإختلاف .

ومن المفارقات أن البلد المضيف ( العراق ) مازال يعيش على وقع التدخلات الإيرانية في كافة قضاياه الداخلية، وتقديم الدعم الغير محدود للعديد من الميليشيات الإرهابية، التابعة لها ، فسياسة طهران التي فككت الدولة العراقية وتعيد جمعها بما يخدم مصالحها القومية، لن تسمح لهذا البلد العربي بتعزيز علاقاته العربية، بمايشكل ضعفا لنهج طهران في العراق أو في اليمن أو سورية أو لبنان .

فالمشروع التوسعي في تلك البلدان، أصبح راسخا وقويا، ومحاولة العراق لعب دور إيجابي في هذا الشأن سيكون ضمن الخطوط الحمر التي تسمح بها طهران وفي مقدمتها : عزل امريكا في المحيط الخليجي والعربي، والإعتراف بالدور الإقليمي لطهران في عموم المنطقة، ووقف حالة العداء والشيطنة التي تمارسها بعض دول الخليج ضدها، وعدم إعطاء اسرائيل موطئ قدم في دول الخليج وخاصة الإمارات ..

مما سبق يمكننا لحظ حجم التعقيدات التي تحيط بهذا اللقاء، وهذا التبسيط المستغرب لعمق الخلافات بين النهج الإيراني التخريبي، وبين حالة الشلل التام للنظام الرسمي العربي .

والذي يبني إستراتجيته على الوهم ليحصد الهواء، فطهران اعتمدت استراتيجية المصالح القومية المدعمة بالقوة العسكرية المتفوقة.

في حين اعتمد العرب على استراتيجية الصداقة الأمريكية في حماية دولها، وحين قررت أمريكا الإنسحاب من المنطقة، برزت القوة الإيرانية بشكل مهدد لكافة الكيانات العربية .

يلعب الكاظمي اليوم لعبة العراب لتقريب وجهات النظر تنفيذا للرغبة الأمريكية، وكذلك رغبات بعض الدول العربية المشاركة بما فيها تركيا .

لتخفيف حدة التوتر في هذه المرحلة، من أجل تهيئة أجواء مساعدة لجولة المباحثات القادمة في فيينا والتطبيع مع نظام الأسد، وإعادة إنتخاب الكاظمي بدعم إقليمي وخليجي .

هل سينجح هذا اللقاء في تحقيق تلك الأهداف ؟!! هذا ماستجيب عليه الايام القادمة ...

إن المقال المكتوب هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة INFOGRAT الإعلامية وإنما ننشر الأخبار والمقالات الشخصية من منطق حرية الرأي والتعبير ولمزيد من المعلومات أو الإنتهاكات بإمكانكم الإتصال بنا من خلال الموقع
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button