وصف المدون

اليوم

في خطوة متوقعة منذ أيام، وقع الرئيس البولندي أندريه دودا أمس الخميس 2 أيلول/سبتمبر، مرسوم إعلان حال الطوارئ على الحدود مع بيلاروسيا، لمواجهة تدفقات المهاجرين القادمين من هناك.

متحدث باسم الرئاسة البولندية أعلن أن حال الطوارئ ستستمر في المنطقة لمدة 30 يوما، وهي جاءت استجابة لارتفاع أعداد المهاجرين من بيلاروسيا، إضافة إلى أنها رد على المناورات العسكرية التي أعلنت روسيا القيام بها قريبا.

وقال المتحدث باسم الرئيس بلازي سبيشالسكي "الوضع على الحدود صعب وخطير (...) يجب أن نتخذ مثل هذه القرارات ونضمن أمن بولندا والاتحاد الأوروبي".

وسيشمل المرسوم الذي وقعه الرئيس والذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل أمس الخميس، 183 موقعا في المنطقة الحدودية، كما سيتم حظر وصول وسائل الإعلام إلى المنطقة المعنية بشكل صارم، وسيتم تقييد حركة الأشخاص من غير سكان المنطقة ومنعهم من التوجه إلى هناك.

كما سيتم حظر التظاهرات في المنطقة المعنية، وهي قطاع يبلغ عرضه حوالي ثلاثة كلم على طول الحدود مع بيلاروسيا، وسيكون على السكان أن يحملوا بطاقات هوية أ تعريف تثبت سكنهم هناك.

وهذه المرة الأولى التي تفرض فيها بولندا حال طوارئ منذ سقوط النظام الشيوعي عام 1989.

وسيكون أمام الرئيس الآن 48 ساعة لرفع المرسوم إلى البرلمان، الذي يحق له سحبه. ومن المقرر أن يجتمع البرلمان الاثنين.

الحد من أنشطة المنظمات الإنسانية ومحاصرة المهاجرين
نادي الصحافة البولندي أصدر بيانا احتج فيه على "حرمان الرأي العام من المعلومات من مصادر مستقلة". في حين اتهمت الأحزاب المعارضة حزب "القانون والعدالة" الشعبوي الحاكم باستخدام قضية الهجرة كوسيلة لتحسين موقعه في استطلاعات الرأي.

وقالت منظمات إنسانية ومجموعات إغاثة تعمل مع المهاجرين إن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعا كبيرا بأعداد عناصر الشرطة والمعدات والآليات العسكرية، معربين عن قلقهم من أن تؤدي تلك الإجراءات إلى الحد من أنشطتهم وتترك اللاجئين عالقين في منطقة محددة لن يتمكنوا من الخروج منها.

وكالة رويترز نقلت عن إحدى سكان بلدة كرينكي الحدودية البولندية قولها "الجو عنيف بشكل عام، هناك جنود مسلحون يرتدون الزي العسكري في كل مكان ... هذا يذكرني بالحرب".

واتهم نشطاء حقوقيون السلطات البولندية بحرمان المهاجرين العالقين من الرعاية الطبية المناسبة.

ماريسيا زلونكيويتش، من منظمة "خبز وملح" غير الحكومية، قالت إن الشرطة طلبت منهم وقف نشاطهم على طول الحدود قبل إعلان حالة الطوارئ.

"10 آلاف عراقي في بيلاروسيا يستعدون لعبور الحدود"
بدورها، قالت الحكومة البولندية إن حال الطوارئ ترمي إلى تخفيف التوتر على الحدود مع بيلاروسيا، التي تمتد على طول 418 كلم. كما أكدت أنه لديها معلومات موثوقة تفيد بأن هناك حوالي 10 آلاف عراقي في بيلاروسيا، وصلوا خلال الأسابيع القليلة الماضي، ستقوم حكومة مينسك بنقلهم إلى الحدود مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا.

وإضافة إلى تدفقات المهاجرين، تشعر وارسو بالقلق من التدريبات العسكرية الروسية المقبلة "زاباد 2021"، والتي يشارك فيها 200 ألف جندي على الأراضي الروسية والبيلاروسية، بما في ذلك عشرات الآلاف من الجنود الروس قرب الحدود البولندية.

وقال وزير الداخلية ماريوس كامينسكي "كدولة، علينا التحقق من أن حدودنا الشرقية مهيأة جيدًا لكافة الاحتمالات. وهذا يبرر العدد الكبير من الجنود وحرس الحدود وعناصر الشرطة".

وفي الآونة الأخيرة، أرسلت بولندا ألفي جندي إلى الحدود وبدأت في بناء سياج من الأسلاك الشائكة لحمايتها من الهجرة غير الشرعية.

وعبر آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط، الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، إلى ليتوانيا ولاتفيا وبولندا في الأشهر الأخيرة. ويشتبه الاتحاد الأوروبي في ان ذلك نوعا من الانتقام من قبل نظام مينسك بسبب العقوبات الأوروبية.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button