وصف المدون

اليوم

أ. أحمد رياض غنام
كاتب ومعارض سوري
في لقاء عقد منذ عدة اشهر جمع بين شخصية أمنية سورية رفيعة ، ورئيس المخابرات المصرية في القاهره ، جرى التطرق لعودة سورية للجامعة العربية ، والسعي لإختراق قانون قيصر ، دون صدام مباشر مع الكونغرس الأمريكي ، واحراج إدارة بايدن ، والتي تعتبر امتدادا لحقبة أوباما .... حينها تم وضع الخطوط العريضة لمشروع الغاز والطاقة المصري الأردني ، حيث جرت مجموعة من الإجتماعات بعيدا عن الأضواء للتفاهم على الصيغة المناسبة لإطلاق هذا المشروع ، وكانت عملية تعطيش السوق السورية واللبنانية ، للطاقة والغاز والنفط ، بمثابة بوابة العبور من أجل تمرير هذا المشروع .

كان هناك عدة عراقيل لابد من تجاوزها ، تتمثل في موافقة إدارة بايدن بالدرجة الأولى ، والتأكد من دعمها لهذه الخطوة وعدم معارضتها ، وعلى الرغم من تذكيرها الدائم ، بضرورة إنخراط النظام في العملية السياسية في جنيف ، وتنفيذ القرار 2254 ، فإن أدوات الضغط لديها فاقدة القدرة على دفع النظام للإستجابة لهذا المطلب الخلبي والفاقد للمصداقية .

وكذلك إطلاع الجانب الفرنسي عليها وضمان تأييده نظرا لدوره الضاغط لتشكيل الحكومة في لبنان ، كما يحتاج هذا المشروع لموافقة إيران ، والتي تسيطر على الجنوب السوري ، بوابة عبور الغاز المصري ، ومن أجل هذه الخطوة ، تم إستعجال معركة درعا البلد ، لتأمين خط الغاز ، ضمن حاضنة شعبية وميلشياوية تؤمن الحماية له وتخضع للإرادة الروسية والإيرانية .

أما العقبة الرابعة فكانت تحتاج لحامل رسائل موثوق من قبل الأمريكي لنقل وجهة نظر الترويكا العربية لإدارة بايدن ، لدعم هذا التوجه ، فوقع الإختيار على الكاظمي رجل طهران المعتدل ، والملك عبدالله صاحب المكانة الخاصة في لندن وأمريكا وصاحب المصلحة في فتح الطريق الدولية ، وعبور الترانزيت بإتجاه الخليج وإعادة الاجيئن ، الذين يشكلون حالة ضاغطة في الداخل الأردني المحدود الموارد .

تبقى العقبة الأخيرة وهى عنوان المشروع ، حيث تم تجاوز هذه النقطة الهامة بربط مشروع الغاز بلبنان ، بعيدا عن سورية ، وإعتبار الأخيرة مجرد دولة عبور للغاز المصري والكهرباء الأردنية ، علما بأن سورية هى المستفيد الأكبر من هذا المشروع ، وهى المستهدفة بالدرجة الأولى .

أما الجهة التي ستسدد ثمن الغاز والكهرباء وعائدات العبور ، فهى دولة الإمارات والسعودية والكويت وقطر .

حيث سيتحول المشروع لبوابة التطبيع السياسي والإقتصادي مع سورية ، وستستفيد منه كافة البلدان التي اجتمعت في العراق مؤخرا كل بقدر ، وقد يخفف من معاناة الشعب السوري واللبناني والذي يعيش معانات صعبة نتيجة العقوبات الأمريكية ، لكن الثمن السياسي سيظهر حجمه لاحقا وسيكون مؤلما للجميع .

بعض هذه الدول سيستفيد ماديا وإقتصاديا ، والبعض سياسيا ، اما طهران ، فهى المستفيد الأكبر إقتصاديا وإجتماعيا وجيوسياسيا ، كونها ستسترد جزء من ديونها المستحقة على النظام ، وستحتفظ بمصالحها وتموضعها في لبنان وسورية .

وبدون موافقتها لا يمكن لهذا المشروع أن يرى النور .

وكذلك سيستفيد الروسي من استقرار الأوضاع الإقتصادية في سورية ، والبناء على خطوة التطبيع العربي ، وتوجيهها بإتجاه الإنفتاح الغربي والأمريكي على النظام السوري في مرحلة قادمة ، والدعوة لإعادة اللاجئين ، وإطلاق عملية إعادة الإعمار ، والقفز فوق إستحقاق جنيف ، والإكتفاء بتعديلات دستورية هامشية . ( آستنة ) في تطابق واضح للتفسير الروسي للقرار 2254 ..

لكل دولة من هذه الدول مصلحة في نجاح المشروع وحدها تركيا مستبعدة من الموضوع الإقتصادي في هذه المرحلة .

وصول الوفد اللبناني لسورية ، وطلب الموافقة على مشروع الغاز المصري ونقل الطاقة للبنان ، يستهدف دعم الرئيس ميشيل عون وحزب الله في رفضهم لحكومة لا يملكون فيها الثلث المعطل ، وتعمد إغفال وضع علم لبنان في لقاء الوفد بوزير الخارجية فيصل المقداد ، تأكيد المؤكد بأن لبنان هو جزء من الفضاء السوري . وهى رسالة لفرنسا وامريكا وإسرائيل ، بأن النظام السوري مازال ممسكا بالشأن اللبناني ، وهو الوحيد القادر على رسم خارطته السياسية الداخلية ويمكن الإعتماد عليه .

أما الخاسر الوحيد من هذا المشروع ، فهو الشعب السوري ، حيث سيبتعد النظام عن فكرة الحل السياسي والقرارات الدولية ، وسيتم ترسيخ الرؤية الروسية الإيرانية التركية للحل ، بشكل متوافق عليه عربيا وغربيا وأمريكا ، خاصة وأن أمريكا ، تعيش حالة ضعف سياسي وفقدان للموثوقية ، لاتعطيها القدرة على فرض مواقفها في الأشهر والسنوات القادمة ...

خطوط الطاقة العابره تحتاج لموافقة الدول العظمى
بايدن ... إستمرار لنهج اوباما
العرب .. والتطبيع
تركيا ... والحوار مع قسد وطرد قادة حزب العمال
الكاظمي ... وضمان المنصب والإنفتاح على العرب ضمن الخطوط المسموح بها إيرانيا .
طهران .. صاحبة الكلمة الفصل
مصر ... تثبيت الموقف السياسي الداعم للأسد والفوائد الإقتصادية والعين الساهرة على إعادة الإعمار
السعودية ... ووقف الأعمال العدوانية في اليمن
روسيا .. وتثبيت النظام وإستعادة السيطرة على
الجغرافيا السورية بتوافق مع الجانب التركي
الإمارات ... رأس الحربة في العداء لثورات الربيع العربي
حزب الله .. الحاكم الفعلي في لبنان
الأسد .. ومعادلة الموت والتهجير وحكم البلاد

إن المقال المكتوب هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة INFOGRAT الإعلامية وإنما ننشر الأخبار والمقالات الشخصية من منطق حرية الرأي والتعبير ولمزيد من المعلومات أو الإنتهاكات بإمكانكم الإتصال بنا من خلال الموقع
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button