وعد الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو الجمعة المهاجرين العالقين على الحدود البولندية أنه لن يردعهم من الذهاب إلى أوروبا، داعيًا ألمانيا إلى استقبالهم، وسط احتمال تصاعد التوترات.
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو يزور مركزًا لاستقبال المهاجرين بالقرب من الحدود البولندية في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 ماكسيم غوشيك بيلتا/ا ف ب |
وتوافد آلاف الأشخاص، معظمهم من الشرق الأدنى، إلى الحدود البيلاروسية-البولندية، ما أثار مخاوف أوروبية من أزمة مهاجرين كبيرة.
وتتهم بروكسل نظام ألكسندر لوكاشنكو الذي يتولى السلطة منذ 1994 بجذب آلاف المهاجرين إلى بلاده منذ الصيف قبل نقلهم إلى الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، بهدف الانتقام من العقوبات الغربية، وهو ما تنفيه مينسك.
لذلك واجهت بولندا في الأسابيع الأخيرة تدفقًا كبيرًا عند حدودها مع بيلاروس.
وبينما وعدتهم مينسك بعبور سهل إلى أوروبا، وجد هؤلاء أنفسهم عالقين عند الحدود في ظروف صعبة.
وقال لوكاشنكو خلال زيارته مركزًا لاستقبال المهاجرين بالقرب من الحدود البولندية حسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "إذا اراد البعض منكم أن يذهب إلى الغرب، فمن حقّكم ذلك. لن نحاول أن نوقفكم أو نضربكم أو منعكم خلف الأسلاك الشائكة".
ودعا ألمانيا إلى استقبال المهاجرين، مضيفًا "ألفا شخص ليسوا مشكلة كبيرة" بالنسبة لأكبر بلد في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان.
وقال للمهاجرين "يجب أن تدركوا أننا لا نستطيع شن حرب لفتح ممر نحو ألمانيا" البلد الذي يتطلع الكثير من المهاجرين إلى الوصول إليه.
- "سنقوم بما تشاؤون" -
وفي مقطع فيديو نشرته وكالة "بيلتا"، يبدو لوكاشنكو محاطًا بطوق من الحراس الشخصيين والصحافيين والمهاجرين.
ويظهر أطفال ونساء بالقرب من الخيام المقامة في هذا المركز الذي كان مستودعا تم تكييفه.
ويقع هذا المركز الموقت على مقربة من معبر بروزغي، وفُتح الأسبوع الماضي لاستيعاب المهاجرين الذين كانوا يخيمون لعدة أيام عند الحدود في أجواء من البرد الشديد على أمل دخول الاتحاد الأوروبي.
والتقى لوكاشنكو مرتين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في انتصار للرئيس البيلاروسي الذي لم تعترف الدول الغربية بإعادة انتخابه المثيرة للجدل العام الماضي.
وجاءت أولى عمليات إعادة المهاجرين العراقيين إلى بلادهم الأسبوع الماضي بعد مكالمات هاتفية عدة بين مسؤولين بيلاروسيين وأوروبيين، على أن تستمرّ عبر رحلتين جويتين الجمعة والسبت، بحسب مطار مينسك.
ورغم التطوّرات الملموسة، يبدو أن الحكومة البيلاروسية تريد الاستمرار في الضغط على أوروبا.
وتابع لوكاشنكو "إننا نتفهّمكم، أنتم تسعون إلى الذهاب إلى أوروبا. نحن، البيلاروسيين وأنا، الرئيس البيلاروسي، سنقوم بما تشاؤون، حتّى لو أن ذلك سيئ للبولنديين (...) أو لغيرهم".
وأعادت بولندا أكثر من 230 مهاجرًا حاولوا قبل ليلة دخول أراضيها من بيلاروس.
واتّهمت وارسو قوات الأمن البيلاروسية بالمشاركة الفعّالة في هذا الدخول من خلال "التعمية" على الحرس الحدودي البولندي عبر استخدام "اضواء قوية وأشعة ليزر ذات ضوء أخضر وأحمر قوي".
وبحسب وسائل إعلام بولندية، لقي 11 شخصا على الأقل حتفهم في المنطقة الحدودية منذ الصيف.
ا ف ب
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة