وصف المدون

اليوم

المتابع لمجريات الإجتماعات المتكررة للجنة الدستورية، التي تجمع بين وفدين سوريين، يفترض بانهم يمثلون تطلعات الشعب السوري.

UN Photo

يقف المرء عاجزاً أمام فهم اسباب الخلاف الدائم، والإعلان المتكرر عن فشل جولات المباحثات !

هل هو خلاف على تقاسم السلطة؟ أم أنه خلاف على العلم؟ أم هو خلاف على شكل النظام السياسي؟ 
لا أعتقد ذلك، إنها الوطنية المفتقدة، لدى من يدعي تمثيل الشعب السوري المكلوم، والمصدوم، بهذه الشخصيات الهزلية، والغير مقتدرة على صياغة دستور سوري، يرضي كافة أبناء سورية من كافة القوميات، والطوائف، والمذاهب.

إنه الإرتهان لقوى دولية وإقليمية لاتريد وقف النزيف السوري

هل الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية أمر شاذ، لم يرد في دساتير كافة دول العالم! وهل العدالة الإجتماعية تسيئ لمكون بعينه؟

وهل تشكيل جيش وطني، هو أمر مخالف للعرف الدستوري؟

ألم يحن الوقت لتفكيك الميلشيات الداخلية والإقليمية التي تحولت لرديف لماتبقى من الجيش السوري؟

من الواضح أن أعضاء الوفدين ينتمون لفكر رديكالي، رافض للمبادئ الدستورية، التي يفترض ءن تؤسس لحالة من الاستقرار والسلم الأهلي.

فمن يتشدد ويفشل المفاوضات، لايختلف كثيراً عمن يقدم التنازلات.

الدستور أمر بالغ الأهمية لأي شعب يعيش فوق أرضه وهو الناظم للحياة الإجتماعية، والثقافية، والسياسية لكافة أفراد الشعب، وهو ليس أداة للضغط السياسي وممارسة الإبتزاز، وتقديم التنازلات الجوهرية لأي من الأطراف المشاركة في اللجنة، فهو ملك للشعب، ويقارب مفهوم القداسة عند الشعوب الساعية للرفعة والتقدم، ورغم ذلك، فالدساتير تحتاج لوقت لكي تتطابق مع الواقع الإجتماعي، والمعيشي للأفراد.

وفي حال تعارض بند دستوري مع عامل التطور والحداثة، يمكن للبرلمان الممثل للشعب، العمل على تعديلة، فهو قيمة وطنية، لايمكن أن يحرر بنوده إلا أطراف وطنية غير مرتهنة.
أ. أحمد رياض غنام
كاتب ومعارض سوري

أما الاطراف المشاركة في اللجنة فهى فاقدة للإرادة الوطنية، وإحترام خيارات الشعب في المساواة والحرية، والعدالة، والتقدم، مما يدفعها لإفراغ المضامين الدستورية، وتحويلها لمهزلة تمس كل من يشارك في هذه اللجنة المخترقة ...

إن المقال المكتوب هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة INFOGRAT الإعلامية وإنما ننشر الأخبار والمقالات الشخصية من منطق حرية الرأي والتعبير ولمزيد من المعلومات أو الإنتهاكات بإمكانكم الإتصال بنا من خلال الموقع
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button