وصف المدون

اليوم

Infograt - فيينا:
حلم العودة إلى أرض الوطن، لم يعد واجباً أخلاقياً، بل أصبح شيء من الماضي الأليم الذي عانى ما عانى منه أهلنا في سوريا من قهر وفقر وحرمان وتشريد وتهجير الملايين الذين لجأوا إلى دول أوربا وغيرها من دول العالم، و باتوا يعيشون اليوم حياة كريمة في ظل حكومات تؤمن بالعدالة الاجتماعية، وتحترم الإنسان، ووفرت للمهاجرين الجدد كل ألوان الأمل والأمان، فضلاً عن كثير من صور البهجة والفرح والمستقبل المشرق بعيداً عن جسد وطن أصبح مترهلاً لم يعد يهم الكثيرين معرفة أي شيء عنه، لا سيما أنهم نسوه.. وتناسوه أصلاً!.

عبد الكريم البليخ صحفي وكاتب سوري

هذه حقيقة، نرجو ممن يضحكون على أنفسهم ويتغنّون بمد حبال العودة إلى الوطن الذي دمّر ونهب، وتحوّل إلى مجرد عصابات تدوس على رقاب الناس هناك، وتُخضعهم لرغباتهم، وتهيمن على كل شيء، وتعرف صراحة من أين تؤكل الكتف وبكل بساطة، باستخدام القتل عنوانها الأبرز، وتصفية الشباب واعتقالهم، دون أن يرفّ لها جفن.. ما دام أمثال هذه العصابات تسرق وتقبض على مقدرات البلد الذي نهب من زمن بعيد ولم تكترث القيادة الحاكمة التي تتبجح بالديمقراطية وتظهر للعالم صورتها الجميلة وهي الدفاع عن سوريا المنهوبة، التي تموت اقتصادياً، والمواطن تحمل وبكل بساطة أنواع من القهر والحرمان والذل، والوجع الذي لم يخلص منه أحد. فأي عنوان للعودة إلى سورية التي لفظته، وهو بالتالي لفظها ولم تعد تعني شيئاً بالنسبة له!

هذه حقيقة ما لمسته اليوم لدى الكثير من المهجّرين في أوربا، وهذه الصورة أرى أنها صادقة وصريحة، وفيها كثير من الحكمة، وليس هناك من داعي لقلب الوقائع وتزييفها، ما دام أن المواطن السوري يعيش في فرح وسعادة وأمان لم يكن يحلم به بالمطلق، ولا يمكن أن يحلم به أبداً.

***

وفي الصورة المقابلة، كنت استمعت، إلى برنامج صباحي في الإذاعة السورية الذي يقدمه المذيع المجتهد معن الجمعات، ومن ضمن وصلاته الاذاعية اتصاله المباشر بعضو المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق السيد شادي سكرية... وأثناء الاتصال به جاء رده استجابة على شكوى احدى الأخوات التي كانت تسأل عن مشكلة المازوت والغاز المنزلي وكيف يمكن الحصول عليه، في ظل الواقع الاقتصادي السيء والذل

الذي يعيشه المواطن، فكان رد السيد عضو المكتب التنفيذي، الذي بالكاد أنه أصغى إلى سؤال المتصل، وأنهى معه الحديث بإجابة مقتضبة جداً وغير مفهومة أصلاً والتي لم ترقَ إلى الرد والاستماع إلى شكوى تلك المواطنة الغلبانة على أمرها بل أدار لها ظهره، ولم يعيرها أي اهتمام بالمطلق، واكتفى بإغلاق سماعة الهاتف خدمة للمواطن المعتر!

فأي أخلاق، وأي احترام سيناله المواطن في ظل أمثال هذه الوجوه المتعفّنة الساخطة الحاقدة على المواطن من أمثال هؤلاء المسؤولين، وتناسى السيد سكرية أنه لا كبير فوق القانون.. وسيظل أسمه موظفاً وسيأتي اليوم الذي سيزال ويتحرر من هذا الموقع الذي يشغله ويحتمي فيه، وسبق أن شغله غير لسنوات!؟.

هنيئاً للمواطن في سوريا أمثال هذا الموظف الذي وجد لخدمة الناس، ويتعامل معهم بفوقية، وعدم تلبية حاجاتهم من خلال الوظائف التي يشغلونها وتدر عليهم اليوم الملايين بجرّة قلم، وفوق ذلك يتعاملون مع هذه الأخت الشاكية وغيرها بتعالي وأستذة تجعل من الطرف الآخر أن يقف مشدوهاً إلى تصرفات لم تعد تليق بابن سوريا الذي قرف من تواجد أمثال هؤلاء الصنف من الأشخاص الذي لا همّ لهم إلّا الإساءة للمواطن ونهب قوته، وفوق ذلك ترهيبه وتجاهل رغباته!

إن المقال المكتوب هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة INFOGRAT الإعلامية وإنما ننشر الأخبار والمقالات الشخصية من منطق حرية الرأي والتعبير ولمزيد من المعلومات أو الإنتهاكات بإمكانكم الإتصال بنا من خلال الموقع.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button