وصف المدون

اليوم

INOGRAT - فيينا:
قرأت وبشيء من الاستغراب، إلى ما تضمنته رؤية سلبية مخجلة لمغرّدة مؤيدة لـ "التيار الوطني الحر" عن وجود نازحين سوريين في حديقة عامّة في مدينة جونيه.. ودعت المغردة الرئيس اللبناني ميشال عون ومستشاره أنطون قسطنطين، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى اتخاذ موقف سلبي حيال هؤلاء النازحين، مستنكرة وجوهم في حديقة عامة.. وأين، في جونيه؟

أ. عبد الكريم البليخ - كاتب وصحفي سوري

وتؤكد أن جونيه عاصمة الجمال والسياحة مع نزوح سوري؟. وهذا لا يمكن أن يكون ونحاول نرفضه رفضاً كما تؤكد. وهي تصرّ على طردهم من لبنان، واستنجدت المغردة بالرئيس اللبناني ورئيس التيار الوطني الحر.

وجونيه، وكما يعرف الكثيرون أنها بالنسبة للمسيحين في لبنان، عاصمة كسروان. القضاء الذي تسكنه غالبية مارونية، وجبل لبنان الماروني، ومسكن الموارنة الأقحاح.

الحديث عن طرد السوريين، هي دعوة مفتوحة منذ عام 2012 تتولاها جهات سياسية باتت تتخوف من وجود السوريين وتتوجس من أن يكون مصيرهم في البلاد يشبه مصير الفلسطينيين.

وترد تلك المخاوف في تصريحات رئيس الجمهورية أمام الوفود الأجنبية التي تزور لبنان.

ثمّة عنصرية صارخة في مقاربة هذا الملف، كالقول أنّ السياحة والجمال لا يستويان في وجود نازحين.. وهل يحق لفرنسي أن يعتبر وجود لبناني في حديقة عامّة في باريس مساساً بجمال البلاد وقدراتها السياحية؟

ما نريد أن نخلص إليه، هو أنّ ثمّة رؤية ناقصة وعنصرية متصلة بالنظرة للسوري، النازح وغير النازح، منذ أكثر من أربعين عاماً. هذا الموروث لم تلغه مفاهيم حقوق الإنسان التي تم تعميمها كل تلك السنوات.

موروث ينمّ عن قصر نظر، ولا يخلو من العنصرية، واختلط مع الهواجس من النازحين ليظهر بهذا الشكل السيء الذي لم يَعد يرضي أياً كان؟

فهل أصبح السوري، المعروف عنه بكرمه، وانفتاحه على الناس، وسمو أخلاقه ورفعته التي يشهد عليها كل من عَرفه، أنّه أكبر من كل هذه الترّهات والنظرات القاصرة الساخطة. فقد وقع وللأسف، في أنياب كمّاشة لا ترحم، ومن قبل أشخاص ليس لهم أي علاقة لا بالعروبة ولا بالإسلام، والأهم من هذا وذاك الاساءة لذلك المواطن البسيط الذي احتضنهم يوماً، ولم يقصّر في تكريمهم، فضلاً عن أنّه آواهم في بيته، ودثّرهم بغطائه!.

إنّ المواطن السوري لم يُفكر يوماً بالإساءة إلى اخوانه اللبنانيين، بل ظلّ ولا زال يُقدم لهم سبل الراحة والود، والاهتمام بهم وبكل حبّ، وهذه طبيعته التي جُبل عليها.

عبد الكريم البليخ

إن المقال المكتوب هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة INFOGRAT الإعلامية وإنما ننشر الأخبار والمقالات الشخصية من منطق حرية الرأي والتعبير ولمزيد من المعلومات أو الإنتهاكات بإمكانكم الإتصال بنا من خلال الموقع.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button