وصف المدون

اليوم

kurier - فيينا:
تعقيبا على نيتها دفع علاوات عائلية للاجئين الأوكرانيين في النمسا دون غيرهم وعن ثَمة خلافات داخل حزب الشعب النمساوي لهذا السبب، قالت سوزان راب وزيرة الاندماج النمساوية "يتعين علينا أن ننظر إلى الحقائق بالمزيد من الصدق سيما وأن النمسا احتلت المرتبة الثانية بين دول الاتحاد الأوروبي في تلقي طلبات اللجوء مقارنة بعدد السكان، وخلال الفترة من يناير إلى إبريل من العام الجاري، تلقينا 16000 طلبا علماً بأن هذا العدد من الممكن أن يصل إلى 50000 خلال العام الجاري، ويوجد بالإضافة إلى ذلك 75000 لاجئا أوكرانيا مسجلا".

© Kurier/Gilbert Novy

وأوضحت راب في مقابلةٍ مع صحيفة كورير النمساوية أن "طريقة التعامل مع طلبات اللجوء تختلف من شخص مقيم هنا في النمسا إلى آخر خارج حدود الدولة، بما يعني أن من يقدم طلب لجوء وهو داخل الدولة يتلقى الرعاية ويدخل أطفاله المدارس ويندمجون في نظامنا التعليمي خلال فترة معالجة الطلب، ويجب علينا أن نكون مستعدين لمواجهة التحديات الكبرى من حيث التكامل".

وشددت على أن "تأكيد الخبراء على وجود المزيد من اللاجئين الأوكرانيين في المستقبل يضع أمامي كوزيرة للاندماج الكثير من التحديات من أجل ضمان سياسة لجوء متسقة وتقييدية".

وعن حاجة نظام اللجوء النمساوي لإضفاء تعديلات خاصة وأن اللجوء هو حق من حقوق الإنسان، رأت راب أن "الأمر لا يتعلق فقط بالإدارة، ولكن بالأنظمة الاجتماعية المختلفة، لأن استقبال المزيد من اللاجئين يعني تحديات لسوق العمل ونظام التعليم وكلك النظام الاجتماعي، وتجدر الإشارة هنا إلى أن النمسا وفرت المأوى لأشخاص بحجم مدينة أنسبروك منذ عام 2015، ويتعين علي في الوقت ذاته إلى أن أنظمتنا تحتاج المهاجرين من أجل معالجة النقص في طواقم التمريض ومن أجل سد فجوة المعاشات التقاعدية".

ومضت بالقول "الهجرة من نظام اللجوء وكما يُقال لا تفي بهذه الاحتياجات خاصة وأننا نحتاج إلى العمال المهرة، وحتى بعد سنوات، سيكون من الصعب دمج الأشخاص الذين دخلوا سوق العمل في عامي 2015 و2016".

وعن اقتراح ووزير الداخلية إعادة طالبي اللجوء إلى دولة ثالثة خلال مدة طلب اللجوء ومعالجة الطلبات الخاصة بهم، أجابت راب "وزير الداخلية يراقب عن كثب الخيارات المعقولة هنا، وأنا أتفق معه بالطبع إذا كان يعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح".

ونوهت إلى أن "هذا الاقتراح تمت مناقشته ورفضه مراراً وتكراراً لأن هذه القضية تحتاج إلى نقاش أوسع على مستوى الاتحاد الأوروبي، وبالعودة إلى اللاجئين الأوكرانيين، ينتظرون الإعانات العائلية وحداً إضافياً من الدخل، وهناك خلاف بين الولايات حول هذا الأمر، وأود أن يتم التوصل إلى حل في المستقبل القريب، وأود أن تتمكن النساء الأوكرانيات الموجودات هنا من الحصول على مخصصات عائلية، وفي ظل العدد المتزايد من طلبات اللجوء، فمن المهم بالنسبة لي ألا نزيد المزايا الاجتماعية لكل من يحق له اللجوء وإلا سيكون ذلك عاملاً آخر للجذب".

وعن سبب دعم الأوكرانيين أكثر من السوريين على الرغم من أن الحرب دائرة في البلدين، أعتبرت راب "هناك ثغرة في القانون فيما يتعلق بالإعانات العائلية للأشخاص القادمين من أوكرانيا، وقد قدمت مقترحاً في هذا الشأن لكنه لا يزال بحاجةٍ إلى التصويت عليه، وهناك مجموعة مختلفة من القواعد الخاصة باللاجئين الأوكرانيين وتسمى بالتوجيه الخاص بالنازحيين والتي وافق عليها الاتحاد الأوروبي بأكمله، ويعتبر هذا التوجيه نظاماً قانونياً منفصلاً يجب أن يتم تمييزه عن التوجيه الآخر الخاص باللاجئين من البلدان الثلاثة الأخرى التي يتوافد منها اللاجئون، وهذا تمييز شرعي، لأن كلا المجموعتين تحضعان ببساطة لمجموعات مختلفة من القواعد".

وعمّا إذا كان من العدل تطبيق أنظمة قانونية مختلفة، أشارت إلى أنَّ "نظام اللاجئين يتبع فكرة أنَّ الناس يتلقون الحماية في الوقت الذي يكونو فيه آمنين لأول مرة، وبالنسبة للحالة الأوكرانية، نحن في قارتنا في حالة حرب، وبسبب القرب المباشر من أوكرانيا، قررت أوروبا مساعدة النازحين الأوكرانيين بمعنى تقديم يد العون إلى دول الجوار، وهذا ما يميز الوضع في أوكرانيا عن سوريا وأفغانستان، ويوجد لهذه البلدان جيران يتعين عليهم مساعدة هؤلاء اللاجئين، وهذا هو السبب وراء تأسيس نظام منفصل للمشردين الأوكرانيين في جميع أنحاء أوروبا، ولدى الأوكرانيين خلفية تعليمية مختلفة ناهيك عن أن سوق العمل لديهم أكثر تشابهاً معنا، وكذا يأتي النساء والأطفال من أوكرانيا بأعداد كبيرة في الوقت الحالي، وهذا هو الاختلاف الذي يميز نهج تدابير التكامل".

وعن أفضل طريقة لمساعدة اللاجئات في الوقت الحالي، أجابت راب "يجب أن يتم التركيز بقوة على التدابير التي تمكن المرأة من الدخول في سوق العمل مثل تقديم العديد من الدورات في اللغة الألمانية مع رعاية الأطفال، وتحظى الدورات التدريبية عبر الأنترنت بشعبية كبيرة أيضا، وعلينا أن ندرك في الوقت ذاته العبء النفسي الواقع على كاهل من يأتون إلينا وهم قلقون جداً على أبنائهم، وآبائهم، وإخوانهم".

وخلصت بالقول "النمسا كدولة قادرة على توفير الشروط الإطارية، لكن من المهم أن نرى النمساويين يقومون بأمورٍ عظيمةٍ إما على أساس طوعي أو من خلال استقبال لاجئين وأنهم يقتربون من الناس وبالتالي يلتقطونهم عاطفيا، ويدعمونهم".

IG - إسلام سعيد - مختص في شؤون الدول الجرمانية
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button