وصف المدون

اليوم

العربية - فيينا:
يوم 28 يونيو 1914، اهتزت أوروبا على وقع حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند بمدينة سراييفو البوسنية على يد غافريلو برانسيب المنتمي لمنظمة البوسنة الشابة والمصنف كأحد متعصبي صرب البوسنة.

أدولف هتلر مع عدد من أفراد كتيبته بالجيش الألماني

وإثر هذه الحادثة، تابع الأوروبيون عن كثب تزايد حدة التوتر بين صربيا وامبراطورية النمسا المجر التي طالبت الصرب بالتعاون بالتحقيقات وتسليمها عدداً من المطلوبين والمتورطين بحادثة سراييفو. ومع فشل المفاوضات بين الطرفين، أعلنت النمسا الحرب على صربيا يوم 28 يوليو 1914 لتندلع معها الحرب العالمية الأولى التي استمرت لأكثر من 4 سنوات وأسفرت عن سقوط أكثر من 20 مليون ضحية بين قتيل وجريح.

فيما تواجد أدولف هتلر بصفوف الجيش الألماني مع بداية الحرب، وفضل حينها التطوع بالقوات الألمانية على الرغم من امتلاكه للجنسية النمساوية.

انتظر العام 1932
مع بداية الحرب العالمية الأولى، لم يكن هتلر حاملاً للجنسية الألمانية حيث انتظر العام 1932، أي قبل حصوله على منصب المستشار الألماني بعام، للتمتع بهذه الجنسية.

إلى ذلك، ولد أدولف هتلر بمدينة براوناو أم إن (Braunau am Inn)، المعروفة أيضاً ببروناو، الواقعة بإقليم النمسا العليا، والتابعة لإمبراطورية النمسا المجر، يوم 20 أبريل 1889. وبسبب ذلك، صنف كمواطن نمساوي والتحق أثناء طفولته بالمدارس النمساوية.

في الأثناء، قضى فترة المراهقة والشباب في التنقل بين مدن نمساوية عديدة كلينز (Linz) وفيينا قبل أن يستقر بداية من العام 1913 بمدينة ميونخ الألمانية. وقبل بلوغه ميونخ، قضى هتلر 5 سنوات متهرباً من الخدمة العسكرية الإجبارية بوطنه الأم النمسا. فحسب القوانين النمساوية، طولب بداية من العام 1909، وهو في العشرين من العمر، بأداء واجبه العسكري ضمن قوات الجيش النمساوي التي صنفت حينها كواحدة من أهم وأكبر الجيوش الأوروبية.
تهرب من الخدمة العسكرية

خلال شهر يناير 1914، تلقى هتلر بشقته، المجهزة بشكل رديء، بميونخ زيارة من رجال الشرطة الألمانية للاستفسار حول وضعيته العسكرية بالنمسا. وقد جاء ذلك بناء على اتفاقية سابقة مبرمة بين الإمبراطورية الألمانية ونظيرتها النمساوية تقضي بترحيل المتهربين من الخدمة العسكرية نحو وطنهم الأم.

وأملاً في إنهاء الأمور المتعلقة بتهربه من الخدمة العسكرية، راسل هتلر القنصلية النمساوية ليؤكد لهم على ظروفه المادية السيئة وعدم قدرته على دفع معلوم السفر نحو الوطن. كما تحدث عن بنيته الجسدية المنهكة ومعاناته من التشرد بفيينا سابقاً، وأكد على جهله بقوانين النمسا التي طالبته بالتقدم لأداء الخدمة العسكرية عام 1909. وفي نهاية المطاف، صنف من قبل السلطات النمساوية كشخص غير مؤهل لأداء الخدمة العسكرية ليعود بذلك مجدداً نحو حياته العادية.

وحسب عدد من المؤرخين، امتلك هتلر العديد من الدوافع للتخلف عن الخدمة العسكرية حيث رفض الخدمة بجيش آل هابسبورغ وعبر مراراً عن كرهه للجيش النمساوي الذي تواجد بصفوفه جنود من جنسيات مختلفة كالنمساويين والإيطاليين والمجريين والتشيكيين والبوسنيين.

غير أنه عقب حادثة سراييفو وإعلان القيصر الألماني فيلهلم الثاني دخول بلاده الحرب العالمية الأولى لجانب النمسا، تطوع هتلر مطلع أغسطس 1914 بالجيش الألماني بعد تسجيل نفسه بأحد مراكز التجنيد بميونخ.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button