وصف المدون

اليوم

رويترز - فيينا:
تسابق النمسا الزمن لملء مرافق تخزين الغاز الطبيعي قبل بدء موسم التدفئة في الخريف المقبل، ومع تصاعد المخاوف من قطع الإمدادات الروسية، تسعى الدولة الواقعة في وسط أوروبا إلى تقليص الاعتماد على الغاز في توليد الكهرباء، وإحلاله ببدائل أخرى أكثر توافرًا.

مقياس للغاز بجوار أنابيب لتخزين الغاز الطبيعي في النمسا -صورة من رويترز

وقالت وزيرة الطاقة النمساوية، إن حكومة بلادها ستطلب من المنشآت الصناعية والمرافق تشغيل المحطات ببدائل للغاز الطبيعي كلما أمكن، وخاصة النفط؛ تحسبًا لقيام روسيا بقطع الإمدادات، بحسب رويترز.

وتخشى الدول الأوروبية من قيام روسيا بقطع إمدادات الغاز الطبيعي، مع تصاعد حدّة التوترات بين دول الاتحاد وموسكو؛ جراء هجومها على كييف في فبراير/شباط الماضي، وما تلاه من عقوبات غربية على الاقتصاد والنفط الروسيين، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

وتخطّط النمسا لملء مرافق تخزين الغاز في البلاد بنسبة 80% مع حلول موسم الخريف، مقابل 46% في الوقت الحالي.
استهلاك الغاز الطبيعي في النمسا

تحصل النمسا على 80% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، لكنها تعتمد على الطاقة الكهرومائية في توليد الجزء الأكبر من الكهرباء، ويُستَخدَم الغاز على نطاق محدود نسبيًا في محطات الطاقة، إلّا أن الغاز يؤدي دورًا مهمًا في صناعات مثل الصلب والورق وفي التدفئة.

وقالت وزيرة الطاقة النمساوية، ليونور غويسلر، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء 5 يوليو/تموز: "ستصدر تعليمات لمحطات الكهرباء والشركات الصناعية لترقية أنظمتها للتشغيل المزدوج إلى المدى الذي يكون مجدبًا تقنيًا واقتصاديًا، وهذا يعني أنه يمكن تشغيل المحطات بالغاز الطبيعي، بالإضافة إلى مصادر الطاقة الأخرى، وفي معظم الحالات سيكون البديل هو النفط الخام".

وأضافت الوزيرة، أن الإجراء الذي يجب توقيعه من قبل اللجنة الرئيسة في البرلمان النمساوي، يستهدف الشركات كثيفة الاستهلاك للغاز، خاصة محطات التدفئة التي تضخّ الماء الساخن إلى المباني السكنية.

وفي فيينا، أكبر مركز لتدفئة المناطق في النمسا؛ يعمل جزء كبير من محطات التدفئة المركزية بالغاز.

وفي 19 يونيو/حزيران الماضي، اتفقت حكومة النمسا مع شركة فيربوند على تحويل محطة ميلاخ لتوليد الكهرباء في منطقة ستيريا الجنوبية من العمل بالغاز للفحم.
الغاز الروسي

تعتمد أوروبا على تلبية نصف احتياجاتها -تقريبًا- من الطاقة من الغاز الروسي، وفي العام الماضي صدّرت موسكو 155 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا، ما يوفّر أكثر من 31% من إمدادات الغاز في المنطقة، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صرّح، في نهاية مايو/أيار الماضي، أن روسيا ستواصل الوفاء بالتزاماتها بتوصيل الغاز الطبيعي إلى النمسا.

وفتحت شركة "أو إم في" النمساوية حسابًا بالروبل مع غازبروم؛ لدفع ثمن واردات الغاز الروسي، وعلى الرغم من ذلك تراجعت إمدادات الغاز من موسكو إلى فيينا بنسبة 50% في يونيو/حزيران الماضي.عامل في محطة للغاز الطبيعي في روسيا

وأعلنت شركة الطاقة النمساوية، يوم الثلاثاء 5 يوليو/تموز، أن وارداتها من الغاز الروسي، ارتفعت إلى 60% من الكميات المتعاقَد عليها بحسب موقع أويل برايس.

وكان رئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، قد حذّر، الشهر الماضي، من أن دول القارّة الأوروبية قد تواجه أزمة في إمدادات الطاقة خلال الشتاء المقبل.

وقال بيرول، خلال المؤتمر السنوي لوكالة الطاقة في الدنمارك: "إنني قلق بصفة خاصة بشأن إمدادات الغاز الطبيعي، فقد نشهد أيامًا صعبة للغاية، إذا كان الشتاء المقبل طويلًا وقاسيًا".

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قبل اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا، قررت النمسا تقديم حزمة إعانات بقيمة 1.7 مليار يورو (1.9 مليار دولار)، لمساعدة الأسر على التعامل مع ارتفاع تكاليف الطاقة.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button