وصف المدون

اليوم

آيريس ميديا - فيينا:
قال الارشيدوق " أندرياس سلفادور هابسبورج لورينجين " سليل اسرة هابسبورج الإمبراطورية، أن عدد افراد الاسرة لا يتجاوز ال 250 الان يتوزعون – بلاسلطات او مناصب أو القاب ملكية – في كل من النمسا والمجر وألمانيا واسبانيا.

الارشيدوق " أندرياس سلفادور هابسبورج لورينجين " سليل اسرة هابسبورج الإمبراطورية

وذكر أن اسرة هابسبورج التي حكمت الإمبراطورية النمساوية المجرية لمدة أربعة قرون لم تنقرض لكن أعضائها هم الان مواطنين عاديين يعيشون في ممتلكاتهم الخاصة التي ورثوها عن اجدادهم.

وكان الارشيدوق أندرياس يتحدث في لقاء نادر جداً، مع وكالة" آيريس ميديا " الإعلامية في قلعة ورثها عن والده في مدينة " جموند " على الحدود النمساوية – التشيكية.

تحيط بالقلعة أشجار لها تاريخ وتماثيل تروي حكايات وجداول ماء تنساب مابين حدود البلدين التي يفصلها جدار خشبي لايزيد ارتفاعه على المتر الواحد.

رحب الارشيدوق بالدكتور جمال المجايدة، بصوته الهادئ الملئ بالعاطفة والحنين للذكريات الملكية أيام كانت عائلته " هابسبورج " تحكم النمسا والمجر واصطحبني الى داخل القلعة حيث يسكن وحيداً منذ سنوات .

أبناؤه الثلاثة، ولدان يعملان في فيينا في مجال التكنولوجيا وابنته تدرس الموسيقى في اسبانيا في حين أن زوجته هجرته وذهبت للعيش في العاصمة النمساوية بمفردها.

الارشيدوق أندرياس هو ابن الأرشيدوق هوبير سالفاتور والأميرة روزماري من قلعة أنهولت، فيستفاليا، بألمانيا.

في داخل شقته تعلق صور الامبراطور المؤسس جوزيف والاباطرة والاميرات والامراء وكلها لوحات زيتية اصلية رسمها فناني عصر النهضة وتقدر قيمة تلك اللوحات بعشرات ملايين الدولارات في الوقت الحاضر.

ويقتني اندرياس في شقته التي تضم أيضا كنسية مزينه بلوحات وتماثيل أصلية، العديد من الاوسمة والنياشين والتذكارات الملكية والرسائل المتبادلة بين ملوك الاسرة والهدايا والسجاد والقطع الاثرية الثمينة، لدرجة أنني ظنت نفسي أتجول في متحف تاريخي وليس في شقة سكنية.

توجهنا الى الحديقة التابعة للقلعة، وهي بصراحة غاية في الروعة والجمال تتوسطها تماثيل للامبراطورة جدته وتمثال اخر لوالدته وقدم لنا شرحا عن تاريخ الحديقة الذي يعود الى اكثر من 500 عام والتي تبرع بها لصالح الدولة لكي تصبح حديقة عامة يرتادها الناس للتنزه حيث تتوسطها بحيرة تحيط بها الزهور من كل صوب!


غداء على وقع الذكريات
بعد تلك الجولة توجهنا الى مطعم مجاور يطل على جبال واودية خضراء تناولنا الطعام المكون من اطباق نمساوية أصيلة وهي عبارة عن " شنايتسل الدجاج مع البطاطا " ومشروبات من الفاكهة المحلية، ورحت أتأمل في المكان والزمان على وقع حديث الذكريات مع الارشيدوق الذي تجاوز عمره الـ 80 عاماً ولازال يعمل ويمارس المشي ويحب الحياة !

يقول أندرياس "وُلدت في قلعة بيرسنبيوغ، إقامة والدي آخر إمبراطور للنمسا وفي عمر 16 عاماً سافرت مع بعض افراد اسرتي الى اسبانيا في ظل كنف الاسرة الملكية في مدريد وأقمت في اسبانيا لمدة 55 عاما قبل ان أعود للنمسا.

لكنه حاصل على الجنسية الاسبانية وتعلم في اسبانيا وعمل فيها ولاينسى الفضل للعائلة الملكية الاسبانية التي احتضنته في أصعب الظروف عقب انهيار الإمبراطورية النمساوية.

يروي لنا الارشيدوق أندرياس "في مفاوضات عام 1919 بين جمهورية النمسا المنتخبة والعائلة الإمبراطورية والملكية، اختار الأرشيدوق هوبرت سالفاتور ابن الأرشيدوق ماري فاليري، ابنة الإمبراطور فرانز جوزيف، وليس فقط الإمبراطور الشهير إليزابيث المعروف باسم سيسي، البقاء في المجر في ارض أجداده ".

لكنه تأثر كثيراً عن الحديث عن أسباب انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية وتفككها في ألمانيا بعد الحرب العالمية الاولى، ويقول أن من أهداف الحرب تفكيك الإمبراطورية التي كانت الأقوى في أوروبا وإقامة أنظمة جمهورية برلمانية منتخبة في الدول التي انتصرت في الحرب.

يقول أندرياس أن عائلة هابسبورج الإمبراطورية في الحرب العالمية لم تمر بسلام على هذه العائلة العريقة.

سألته عما اذا كان لديه افراد من عائلته على قيد الحياة قال " يوجد حاليا نحو 250 من أعضاء أسرة هابسبورج منتشرين في النمسا وألمانيا والمجر، لكن التواصل فيما بيننا ضعيف لاعتبارات سياسية فرضتها علينا الدول الأوروبية "


حياتة المهنية
في السابعة عشر من عمره التحق بالجامعة في اسبانيا حيث أنهى دراسته الأكاديمية لتبدأ حياته المهنية في مدريد بإسبانيا في مجال البنوك ومعهد الصناعة الوطنية ووزارة الزراعة وقطاع المياه القارية، حضر تدريبًا في الاستزراع المائي في المياه العذبة في أوبورن، ألاباما، الولايات المتحدة الأمريكية، وهو عضو ميثاق في الرابطة الدولية لعلم الأستاكولوجيا (IAA) التي تأسست في باتون روج، لويزيانا، الولايات المتحدة الأمريكية.

لمدة 35 عامًا، قاد الارشيدوق اندرياس النظام الدولي للقديس هوبرت في جميع أنحاء العالم وأسس، من بين آخرين، الفرع في إسبانيا ورومانيا.

انضم إلى مؤسسة ماريا نوبريجا Ampla النشطة في فلورنسا بإيطاليا، كما أسس المعهد الدولي للمعرفة التقليدية بالنمسا (ITKI) على هذا النحو فهو متخصص في "حصاد المطر" وتخزين المياه التي تسقط على الأرض، بالتعاون مع اليونسكو و IPOGEA، نظم ITKI ندوة حول "تراث المناظر الطبيعية للبرك".

أسباب تفكك الإمبراطورية
يوم 28 حزيران 1914 تم اغتيال فرانز فرديناند، ولي عهد الامبراطورية النمساوية، مع زوجته صوفي، قتلا على يد القومي الصربي غافريلو برينسيب، هذه الحادثة، التي وقعت على “الجسر اللاتيني في العاصمة البوسنية سراييفو، كانت السبب المباشر في اندلاع الحرب الكبرى ودخول العالم عصراً جديداً.

بعد شهر من اغتيال ولي العهد النمساوي، أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية، الحرب على مملكة صربيا، (28 تموز/ يوليو 1914) واستغلت الإمبراطورية الألمانية هذه الفرصة وأعلنت الحرب على نظيرتها الروسية، وفي نفس الوقت أعلنت فرنسا، التي لم تكن طرفا، الحرب على بلجيكا، وقامت المملكة المتحدة بغزو ألمانيا في 4 آب/ أغسطس 1914، بينما أعلنت إيطاليا موقف الحياد.

وكانت النتيجة الأبرز للحرب العالمية الأولى، انهيار أربع إمبراطوريات (النمساوية المجرية والروسية والعثمانية والألمانية) حيث انفصلت المجر عن النمسا، وتأسست تشيكوسلوفاكيا وصربيا و كرواتيا وسلوفينيا، وتأسست الجمهورية التركية نتيجة انهيار الإمبراطورية العثمانية، وفقدت ألمانيا العديد من مستعمراتها، التي كانت تسيطر عليها قبل بدء الحرب.

واستمر النزاع أكثر من أربع سنوات وامتد إلى جميع مناطق العالم، وفي نهايته كانت أوروبا منهكة، إذ سقط عشرة ملايين قتيل وعشرون مليون جريح من المقاتلين، وملايين المدنيين الذين قتلتهم المعارك أو الجوع أو الأمراض أو الاضطرابات الدامية التي بقيت تهز أوروبا من بولندا إلى تركيا مرورا بروسيا والمجر حتى 1923.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button