وصف المدون

اليوم

رويترز - فيينا:
خاب أمل لاجئين في مختلف الدول بعد رفض منحهم تأشيرة دخول إلى قطر لحضور كأس العالم، رغم تقديم كل الوثائق الضرورية للسفر. فهل وضعية "اللاجئ" هي من منعتهم من الحصول على التأشيرة؟

صورة تعبيرية: الشركة القطرية للطيران

كان المحامي السوري عمرو صباحي يأمل بحضور مباريات كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في حياته وكذلك العمل ضمن فرق خدمة البطولة في قطر، أول دولة عربية تستضيف تلك البطولة الدولية.

لكن المحامي البالغ من العمر 27 عاما يتابع المباريات الآن من إسبانيا حيث يعيش كلاجئ بعد رفض طلبه للذهاب إلى قطر.

وقال صباحي وهو من حلب ويعيش لاجئا في إسبانيا منذ 2014 بعد اندلاع الصراع في بلاده إنه شعر بصدمة نفسية لأنه عربي وهذه أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم تقام في بلد عربي.

وقال صباحي ولاجئان سوريان آخران وطالبة لجوء سودانية في فرنسا ولاجئ إيراني في ألمانيا ولاجئ فلسطيني في السعودية لرويترز إنهم لم يُمنحوا تأشيرة دخول قطر بعد تقديمهم وثائق سفرهم.

وعبروا جميعا عن خيبة أملهم لمنعهم من السفر في ضوء اللحظة التاريخية بإقامة البطولة في الشرق الأوسط. وقالوا إنه لم يتم ذكر أسباب للرفض. ولم تتمكن رويترز من التحقق مما إذا كان لوضعهم كلاجئين دور في رفض طلباتهم.

وعادة ما تفرض دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها قطر، قيودا صارمة على دخول أي شخص يحاول الدخول بوثيقة سفر كلاجئ وليس جواز سفر عادي. وقال صباحي الذي يعمل مستشارا قانونيا في مكتب للهجرة في مدريد ويأمل في الحصول على وثائقه الإسبانية الشهر المقبل "بالطبع كانت خيبة أمل كبيرة".

بطاقات المشجعين!
ويتعين على أي شخص يرغب في دخول إلى قطر خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم، التقدم بطلب للحصول على "بطاقة هيا" التي تمنحه حق الدخول إلى قطر والملاعب بدلا من التأشيرة.

وقال اللاجئون الستة الذين تحدثت إليهم رويترز إن طلبات حصولهم على بطاقات "هيا" رُفضت الأسبوع الماضي قبل انطلاق البطولة. وقالوا جميعا إنهم تقدموا بالطلبات منذ شهور. وأحال الفيفا رويترز إلى مكتب الاتصال الحكومي القطري الذي أحال بدوره رويترز إلى اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي شكلتها الحكومة القطرية لتنظيم البطولة.

وقال متحدث باسم اللجنة العليا لرويترز إن أكثر من 1.25 مليون مشجع تسلموا بطاقات هيا من بينهم "عشرات الآلاف من السوريين الذين وصل كثيرون منهم إلى قطر بالفعل" ولم يتضح على الفور إذا ما كان السوريون الذين حصلوا على إذن الدخول يعيشون في سوريا أو في مكان آخر كلاجئين أو مواطنين.

ولم يرد المتحدث الرسمي على أسئلة حول عدد الأشخاص الذين تم رفض طلباتهم للحصول على بطاقات هيا أو سبب رفضهم، أو إذا ما كانت وثائق سفر اللاجئين لا تعتبر وثائق صالحة لهذا الغرض.

ووظفت شركة إسبانية فرنسية صباحي خلال الصيف للسفر إلى قطر والعمل "كمضيف"، وهي وظيفة قد تتضمن إرشاد المجموعات السياحية وغيرها من الخدمات. وتقدم صباحي بطلب للحصول على بطاقة هيا مستعينا بوثيقته للسفر كلاجئ التي نجح من خلالها في السفر لمناطق أخرى ولكنه خسر فرصة عمله لعدم حصوله على بطاقة هيا.

وقال هاني، وهو لاجئ سوري في ألمانيا ويعمل كمحلل استثمارات،إنه كان يتطلع إلى كأس العالم كفرصة لرؤية والدته التي تعيش في دمشق لأول مرة منذ خمس سنوات.

وحصل هاني على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة مستعينا بوثيقة سفره الألمانية. وقال هاني الذي أحجم عن تقديم اسم عائلته "لم أحجز تذاكر الطيران لأن حدسي كان يخبرني أن شيئا ما سيحدث وأنني لن أتمكن من القيام بالأمر".

وقالت لاجئة سودانية شابة في فرنسا، تقدمت بطلبات ورُفضت مرتين، إنها خسرت مئات الدولارات في كلفة تذاكر الطيران والإقامة وغيرها. وقالت الطالبة التي تعمل بدوام جزئي لرويترز "لا أعرف ماذا أفعل لأنني لن أسترد أموالي. كان هذا شيء سيعني لي الكثير".

 
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button