وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
تحتل النمسا المركز الرابع أوروبياً بعدد طلبات اللجوء، بحسب أرقام رسمية أظهرت ارتفاع عدد طلبات اللجوء المقدمة في النمسا بنسبة 202% عن الأعوام السابقة.


وتتسم سياسة التعامل مع اللجوء والمهاجرين العرب في النمسا بذات الأسلوب والنهج الأوروبي مؤخراً، والقائم على المساعدة الخجولة والقصور الإغاثي، بسبب الضغط الكبير من جهة، والازدواجية الإنسانية من الجهة الأخرى، والمقصود هنا اعتبار المهاجر العربي والأفريقي لاجئ نخب ثانٍ بعد اللاجئ الأوكراني.

في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، تقدم 71885 شخصاً بطلب لجوء في النمسا، أي بزيادة حوالي 40 ألف طلب مقارنة بعدد الطلبات خلال الأعوام الماضية.

وأدت هذه السياسات الأوروبية إلى أزمات لجوء جديدة شهدتها العديد من الدول الأوروبية، مثل بلجيكا وألمانيا وهولندا والنمسا التي تسجل عاصمتها فيينا كارثة إنسانية في مخيماتها التي أقيمت لاستقبال اللاجئين.

وتتمثل هذه الكارثة في أزمة إيواء المهاجرين القادمين من سوريا ومصر والهند والمغرب العربي وأفغانستان، ما أدى لافتراش هؤلاء الأرصفة والشوارع، أو الإيواء داخل خيم في ظل درجات تجمد تقارب الـ 5 تحت الصفر.

حتى المخيمات نبذتنا
وقال مصطفى عبدالمطلب (24 عاماً) لـ"إرم نيوز": "وصلنا إلى النمسا أنا ومجموعة من جنسيات متعددة مكونة من 14 فرداً، وانتهى بنا المطاف على باب مركز استقبال اللاجئين تريسكيرشن جنوب فيينا".

وأضاف عبدالمطلب وهو مصري الجنسية: "لولا قيام بعض المنظمات بإمدادنا بالطعام والفراش، لكنا متنا من الجوع في العراء أنا وأكثر من 30 شخصاً، لأنه لم يبق لنا متسع داخل مركز الإيواء".

وتعاني النمسا كباقي الدول الأوروبية التي ما زالت تستقبل اللاجئين من نقص في أماكن الإقامة لطالبي اللجوء، ففي الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، تقدم 71885 شخصاً بطلب لجوء، أي بزيادة حوالي 40 ألف طلب مقارنة بعدد الطلبات خلال الأعوام الماضية.

سياسة التعامل مع اللجوء والمهاجرين العرب في النمسا تقوم على المساعدة الخجولة والقصور الإغاثي، بسبب الازدواجية الإنسانية.

وتابع عبدالمطلب: "تشهد أوروبا موجة هجرة جديدة أكبر من تلك التي حدثت عام 2015، لكن الفرق أن الدول الأوروبية اليوم لا تقدم المزيد من الخدمات، وتعطي الأولوية للاجئين الأوكرانيين".

وعن أسباب موجة التشرد هذه، أوضح عبدالمطلب: "يترك المئات على أبواب مراكز الإيواء في عطلات نهاية الأسبوع، بسبب عدم توفر أماكن كافية، والمسؤولية تقع على عاتق الحكومة والشرطة التي ترسل اللاجئين إلى هذا المركز أو ذاك رغم معرفتها بأن طاقته الاستيعابية نفدت".

واقعٌ أسقط قناع الإنسانية
وترحب الدول الأوروبية باللاجئين لترصيع خطابها بشعارات الإنسانية ولتحقيق مكاسب أممية وسياسية، لكن على أرض الواقع تلقي بالمهاجرين في دوامة من المعاناة، وتقدم لهم حلولاً غير إنسانية في بعض الأحيان.

وفي هذا الصدد، قال عبدالمطلب: "اقترحت وزارة الداخلية الفيدرالية بإسكاننا في الخيام، لكنه حل غير إنساني خاصة في فصل الشتاء الذي تصل فيه درجات الحرارة إلى 10 تحت الصفر، فضلاً عن انعدام الأمان في هذه الخيام".

واستطرد: "نعاني من الجوع لقلة الطعام الذي يقتصر على الخبز المحمص والماء البارد وبمعدل أربع شرائح تحسب لكل شخص، وفي الليل أضطر لتغطية وجهي من شدة البرد، ولا أشعر بالدفء في الخيمة، أما طبيب المخيم فلا يأتي بغرض الرعاية الطبية وإنما للتحقق ما إذا كان المهاجرون الجدد لائقين بالإقامة في خيمة أم لا!"
اليمين المتطرف يزيد المعاناة

ويتعرض مركز إيواء المهاجرين في تريسكيرشن لهجمات عنصرية بين الحين والآخر من قبل أنصار اليمين المتطرف الرافضين للجوء والمهاجرين، لذلك يرفض اللاجئون والمجتمع المدني استراتيجية الخيام للإيواء، لكن لم يكن أمام معظم المهاجرين حل آخر.

وبحسب صحيفة "كورير" النمساوية، يلقي متطرفون منشورات على مراكز الإيواء في النمسا تحت عبارات عنصرية مثل: "لا نريد لأوروبا أن تصبح إفريقيا"، "عودوا إلى وطنكم"، "النمسا لا تريدكم".

وانتقدت مبادرة "Border Crossing Spielfeld" سياسات الحكومة النمساوية التي أدت لبقاء طالبي اللجوء في البرد مع الملابس غير الكافية والبطانيات الرقيقة والطعام غير الكافي، وطالبت بإغلاق مخيم شبيلفيلد على الفور الذي يستضيف المهاجرين في الخيام.

وقال المتطوع في الصليب الأحمر النمساوي كوزمان أوبريشا، لـ "إرم نيوز": "يعاني اللاجئون في النمسا من ظروف مقلقة، وبعضهم يعيشون في الخيام لأسبوعين أو أكثر، ولولا المجتمع المدني لماتوا من البرد والجوع".

وأضاف أوبريشا وهو نمساوي الأصل: "من غير المقبول أن يضطر اللاجئون في واحدة من أغنى دول العالم للبقاء على قيد الحياة في الخيام حتى في الصقيع وتساقط الثلوج، وذلك بسبب الفشل السياسي والبيروقراطي".

انتهاك للقانون الدولي
وبحسب أوبريشا، فإن ما يجري في النمسا هو إخلال من الحكومة الفيدرالية في التزاماتها أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بحق اللاجئين، ولو كان الأمر يتعلق باللاجئين الأوكرانيين لوجدت الحكومة مأوى بسرعة كبيرة.

وقال: "هناك لوائح قانونية أوروبية واضحة بشأن كيفية استقبال الأشخاص الذين تقدموا بطلبات لجوء وإيوائهم، لذلك مطلوب جهود من جميع الولايات الفيدرالية لتكون قادرة على استيعاب طالبي اللجوء".

مركز إيواء المهاجرين في تريسكيرشن بالنمسا يتعرض لهجمات عنصرية بين الحين والآخر من قبل أنصار اليمين المتطرف الرافضين للجوء والمهاجرين

وتابع: "يجب تعديل سياسات ومواعيد الاستقبال لتكون قادرة على استيعاب الجميع، وإلغاء فترة الراحة التي تمتد من الـ 10 مساء حتى الـ 6 صباحاً، لأنها السبب في بقاء اللاجئين في العراء، كما يجب هدم الخيام واستقبال المهاجرين في مراكز تليق بمعاناتهم".

ويقضي بعض المهاجرين في النمسا أسابيع وهم يتنقلون بين ملاجئ أولية في جميع أنحاء النمسا، تكون في بعض الأحيان عبارة عن مستودعات مهجورة أو منازل نصف مهدمة، وبعضهم ينامون في الشارع قبل أن ينعموا بمركز إيواء أو خيمة تقيهم من البرد القارس ولا تحميهم من عنصرية متطرفي اليمين.

إرم نيوز



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button