INFOGRAT - فيينا:
في ظل النقاشات الحالية، قد يبدو أن الإسلام وكتابه المقدس، القرآن، قد وصلا للتو إلى أوروبا، لكن متحف العالم في فيينا يعرض كيف أن القرآن أثّر على أوروبا دينيًا، فكريًا، وسياسيًا لعدة قرون، المعرض الخاص "القرآن الأوروبي" يستعرض دور الكتاب المقدس للمسلمين في تاريخ الأفكار الأوروبية، وأكد أحد القائمين على المعرض، جان لوب، بالتعاون مع نعيمة عفيف وتوبياس موريكه، أن هذا المعرض لا يهدف إلى طرح مواضيع سياسية آنية.
APA |
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تم تنظيم هذا المعرض استنادًا إلى نتائج مشروع بحثي أوروبي يحمل عنوان "القرآن الأوروبي: النص الإسلامي في الثقافة والدين الأوروبيين 1150-1850"، ويستخدم المعرض عناصر فيديو وصوت مع بعض الأعمال الفنية والقطع الأثرية لتوضيح النتائج، النصوص المرافقة للمعرض متاحة بثلاث لغات: الألمانية، الإنجليزية، والعربية.
القرآن: نص وفن مرئي
يتم عرض القرآن في بداية المعرض كفن مرئي وليس مجرد نص، ويمكن للزوار مشاهدة رموز مكتوبة بصريًا والاستماع إلى تلاوة جميلة من السورة 53 "النجم" بصوت المدونة والمحامية الاسكتلندية مدينة جاويد، التي تتبع تقليدًا حيًا من النساء المقرئات، كما يستعرض المعرض كيف دخلت آيات القرآن في فنون النحت والعمارة.
ترجمات مبكرة وتأثيرها العميق
ينتقل المعرض من المنظور الإسلامي إلى استقبال القرآن في أوروبا، وتعود أولى الترجمات إلى العصور الوسطى، حيث أثرت ترجمة أمر بها أسقف كلوني عام 1143 على الفكر الأوروبي لعدة قرون، وتلك الترجمات كانت مرجعًا مهمًا في النقاشات اللاهوتية واللغوية.
القرآن في السجالات المسيحية الداخلية
في العصر الحديث، استخدمت طباعة القرآن لأغراض لغوية وأيضًا في السجالات المسيحية، خاصة خلال وبعد فترة الإصلاح، ويُظهر المعرض أمثلة على الرسومات الساخرة التي استخدمها البروتستانت لتشويه صورة الكاثوليك والمسلمين معًا، لكن في المقابل، هناك أيضًا استقبالات إيجابية للقرآن، مثل قصة الصداقة بين عبد العزيز، السفير المغربي، والباحث الهولندي يان ثوينيز في القرن السابع عشر.
الاستعمار والقرآن
يسلط المعرض الضوء على كيفية نقل العديد من نسخ القرآن إلى أوروبا خلال حقبة الاستعمار، حيث تم عرض نسخ نادرة من القرآن كانت جزءًا من الغنائم العسكرية، مثل تلك التي استولى عليها المارغرف البادنيون خلال الحروب العثمانية.
القرآن وتأثيره على الثقافة الأوروبية
من خلال أعمال فنية كبيرة، يعرض المعرض كيف تأثر أدباء وفنانون أوروبيون، مثل يوهان فولفغانغ فون غوته والملكة كريستينا من السويد، بالقرآن، وكان للقرآن تأثير كبير على الحركة الرومانسية في الأدب الأوروبي، لا سيما على أعمال غوته.
القرآن في السياق المعاصر
في القسم الأخير، يتناول المعرض مكانة القرآن في أوروبا اليوم، حيث يقدم فيديوهات لقراءاته العصرية التي تتعامل مع تحديات الحاضر، مشددًا على أن القرآن لم يكن يومًا مجرد "الآخر" في أوروبا.
اعلان المعرض"القرآن الأوروبي"، المتحف العالمي في فيينا، Weltmuseum Wien, Neue Hofburg, Heldenplatz, 1010 Wien، 18 سبتمبر 2024 إلى 24 أغسطس 2025.
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة