INFOGRAT - فيينا:
قد يحتل اليمين المتطرف المركز الأول في الانتخابات البرلمانية المقررة في النمسا يوم الأحد 29 سبتمبر/أيلول، حيث يتقدم حزب الحرية (FPO) في استطلاعات الرأي على الأحزاب الأخرى.
APA |
يُعد حزب الحرية النمساوي لاعباً مهماً في السياسة النمساوية لعقود، إلا أن فوزه المحتمل في الانتخابات سيكون خطوة ملحوظة إلى الأمام. فقد شارك الحزب سابقاً في الحكومات الائتلافية كشريك أقلية في ثلاث مناسبات مع حزب الشعب النمساوي (ÖVP) ومرة واحدة مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي (SPÖ) في عام 1983.
ومع ذلك، يجدر بالذكر أن حزب الحرية بدأ في وصف نفسه كقوة يمينية متطرفة في منتصف الثمانينيات وأوائل التسعينيات، متبنياً خطاباً معادياً للمهاجرين ومتشككاً في الاتحاد الأوروبي، بعد أن تخلى عن مواقفه الليبرالية المحافظة.
تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن حزب الحرية سيحصل على 27% من الأصوات، يليه حزب الشعب (ÖVP) بنسبة 25%، والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) بنسبة 21%. وعلى الرغم من هذا التقارب بين الأحزاب الثلاثة الرئيسية، يتخلف كل من حزب الخضر والليبراليين الجدد بنسبة 9% لكل منهما.
وتركزت الحملة الانتخابية على قضايا الهجرة والأمن وتكاليف المعيشة، بالإضافة إلى الوضع الدولي المعقد، مع زيادة التركيز على قضية البيئة في الأسابيع الأخيرة بسبب الفيضانات التي ضربت النمسا وإيطاليا وأجزاء من أوروبا الوسطى.
وبحسب الاستطلاعات، من غير المرجح أن يحصل حزب الحرية على الأغلبية المطلقة في المجلس الوطني (Nationalrat)، الذي يضم 183 مقعداً، وهو ما يتطلب التفاوض مع الأحزاب الأخرى لتشكيل الحكومة، كما حدث في الماضي. ومع ذلك، فإن حزب الحرية قد يدخل المفاوضات من موقع قوة، مما قد يدفع حزب الشعب إلى النظر في بدائل أخرى لتشكيل الحكومة.
المستشار النمساوي المنتهية ولايته، كارل نيهامر، كان قد صرّح سابقاً بأنه لا ينوي الانضمام إلى حكومة يقودها زعيم حزب الحرية هربرت كيكل، واصفاً إياه بأنه "أكثر تطرفاً من أسلافه". لكن السيناريو الوحيد الذي قد يتيح تشكيل ائتلاف بين حزب الحرية وحزب الشعب هو سيناريو "هولندي" مشابه لتجربة خيرت فيلدرز في هولندا، حيث قاد حزب الحرية في ظل خطوة شخصية للخلف.
وفي جميع الأحوال، قد يستهدف حزب الشعب تشكيل ائتلافات أخرى، اعتماداً على نتائج الانتخابات، على الرغم من أنه من غير المرجح تكرار التحالف الحالي مع حزب الخضر.
بالمقارنة مع أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حين كانت أوروبا تراقب بقلق صعود اليمين المتطرف في السلطة في فيينا، يبدو أن السيناريو تغير اليوم. فقد حققت الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب كبيرة في الانتخابات في دول الاتحاد الأوروبي، وأصبح ممثلوها يشغلون مناصب بارزة في الحكومات. وبالتالي، فإن تشكيل حكومة بقيادة حزب الحرية في النمسا سيكون تأكيداً لهذا الاتجاه السائد في القارة.
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة