وزيرة خارجية النمسا تدافع عن بيان داعم لغزة وسفير إسرائيل في فيينا “البيان يشجّع موقف إرهابيي حماس”
فيينا – INFOGRAT:
دافعت وزيرة الخارجية النمساوية Beate Meinl-Reisinger (من حزب NEOS)، مساء الثلاثاء، عن البيان المشترك الذي وقّعه عدد من نظرائها الأوروبيين، مطالبين فيه بإنهاء الحرب في قطاع غزة، مؤكدة أن موقفها لا يمثل تغييراً في سياسة النمسا تجاه الشرق الأوسط، بل يعكس الخط الحكومي الرسمي، مشيرة إلى أنها أبلغت شركاء الائتلاف من حزب ÖVP وSPÖ، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
قالت Meinl-Reisinger، إن دعمها للبيان لا يشكّل “تغييراً في النهج” المعتمد في السياسة الخارجية النمساوية تجاه الشرق الأوسط، مضيفة: “لقد مثّلت بوضوح الخط الحكومي”، وأكدت أنها أبلغت شركاءها في الائتلاف الحاكم بهذه الخطوة.
ورفضت الوزيرة الانتقادات التي قالت إن البيان قد يُفهم كدعم لحركة حماس، ووصفت هذه الاتهامات بأنها “سخيفة”، مضيفة: “حماس منظمة إرهابية، وهذا أمر واضح تماماً”.
في المقابل، صرّح سفير إسرائيل في النمسا، David Roet، قائلاً: “نشر مثل هذا البيان في توقيت حساس لا يقرّبنا من وقف إطلاق النار، بل يشجّع ويزيد من تصلّب موقف إرهابيي حماس”.
وأضافت Meinl-Reisinger أن مضمون البيان “هو ذاته ما أقوله منذ شهور”. وأكدت أن النمسا تقف إلى جانب إسرائيل، “لكننا في الوقت ذاته لا نغضّ الطرف عن الوضع الإنساني في غزة”، وأردفت: “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن يجب أن يتوقف القتل”.
من جانبه، كتب نائب المستشار Andreas Babler على منصة X، أنه “من مسؤولية النمسا الدولية أن تقول بوضوح رأيها في الوضع الإنساني الكارثي في غزة”. وأضاف أن المدنيين الفلسطينيين لا يجوز أن يدفعوا ثمن أفعال حماس، ويجب أن تصل إليهم المساعدات الإنسانية على نحو كافٍ.
بيان مشترك – ألمانيا لم توقّع
وقع وزراء خارجية 28 دولة، بينها النمسا، يوم الإثنين، بياناً مشتركاً يطالب بـ”إنهاء فوري للحرب في قطاع غزة”. وتضمّن البيان أيضاً انتقادات لنهج الحكومة الإسرائيلية في توزيع المساعدات.
من اللافت أن ألمانيا لم توقّع على البيان. وقال المستشار الألماني Friedrich Merz (من حزب CDU) يوم الثلاثاء إن الحكومة الألمانية “سبق أن تبنّت هذا الموقف داخل المجلس الأوروبي منذ مدة طويلة”. غير أن الشريك في الائتلاف الحاكم، حزب SPD، أعرب عن استيائه من موقف Merz. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، Matthias Miersch، إن “الرسالة الواضحة من الدول الـ28 صائبة، ويجب على ألمانيا الانضمام إليها وعدم اتخاذ موقف مغاير”.
الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت أكثر من ألف طالب للمساعدة في غزة
في سياق آخر، اتّهمت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص ممن كانوا يسعون للحصول على المساعدات الإنسانية منذ نهاية شهر مايو/أيار الماضي. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة (UNHCHR) إن 766 من هؤلاء قُتلوا بالقرب من مراكز توزيع تابعة لمؤسسة Gaza Humanitarian Foundation (GHF)، وهي مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضافت المفوضية أن 288 شخصاً آخرين قُتلوا في محيط قوافل مساعدات تابعة للأمم المتحدة أو منظمات إنسانية أخرى، موضحةً أن “الضحايا قُتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي”، بحسب تصريح المتحدث Thameen al-Kheetan.
وذكر مدير أكبر مستشفى سابقاً في قطاع غزة، Mohammed Abu Salmija، أن 21 طفلاً توفوا بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الأيام الثلاثة الماضية في ثلاث عيادات مختلفة داخل القطاع. وقال إن مزيداً من الوفيات بسبب الجوع متوقعة “في أي لحظة”. ولم يتمكن من التحقق من هذه الأرقام من مصادر مستقلة، خصوصاً أن سلطات القطاع تخضع لسيطرة حركة حماس.
إسرائيل ترد على اتهامات منظمة الصحة العالمية
ردّ الجيش الإسرائيلي على اتهامات منظمة الصحة العالمية (WHO)، التي قالت إن قوات الجيش اقتحمت منشآتها في مدينة Deir al-Balah بوسط غزة واعتقلت عدداً من الموظفين. وذكرت السلطات الإسرائيلية أن جنودها تعرّضوا لإطلاق نار في المنطقة يوم الاثنين، وردّوا بإطلاق نار في اتجاه مصدر التهديد.
ولم يوضّح الجيش ما إذا كانت الطلقات مصدرها منشآت تابعة للمنظمة. وكانت منظمة الصحة قد أعلنت أن مقراً لإقامة موظفيها تعرض للهجوم يوم الاثنين، وأن مخزناً مركزياً تابعاً لها تعرّض لأضرار يوم الأحد.
وذكرت منصة ynet الإخبارية الإسرائيلية، نقلاً عن متحدث عسكري، أن الجيش على علم بالتقارير التي تفيد بإصابة مجمّع سكني تابع لموظفي WHO. وأوضح الجيش أن المعلومات المتوفرة تشير إلى عدم وقوع إصابات بين الموظفين.
وأفادت تقارير بأن الجيش اعتقل في Deir al-Balah عدة أشخاص “يُشتبه في تورطهم بأعمال إرهابية”، دون أن يوضح إن كانوا موظفين لدى WHO أو من أقاربهم، كما زعمت المنظمة. وأشارت القوات الإسرائيلية إلى أن معظم المعتقلين أُفرج عنهم بعد التحقيقات، ولم تُعلّق على حالة أحد المعتقلين الذين قالت المنظمة إنه ما يزال محتجزاً.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، Tedros Adhanom Ghebreyesus، إن موظفين من الذكور، إضافة إلى أقاربهم، “قُيّدوا بالأصفاد، وأُجبروا على خلع ملابسهم، وتم تفتيشهم ميدانياً تحت تهديد السلاح”.
من جانبه، صرّح الجيش الإسرائيلي بأن “إجراءات التفتيش الميداني قد تشمل خلع الملابس مؤقتاً في حال الاشتباه بحيازة المتفجرات أو الأسلحة”، مشيراً إلى أن جميع الإجراءات تتم بما يتماشى مع القانون الدولي.
تصعيد العمليات جنوب غرب غزة
أعلنت القوات الإسرائيلية أنها وسّعت عملياتها العسكرية في جنوب غرب Deir al-Balah بهدف “القضاء على مقاتلي حماس والتنظيمات الإرهابية الأخرى”. في المقابل، قالت منظمة الصحة إن أنشطتها في غزة باتت “مقيدة بشدة”. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، Antonio Guterres، عن “صدمته” حيال استهداف منشآت تابعة لمنظمات دولية.
خلفية: هجوم حماس في 7 أكتوبر
يعود اندلاع الحرب في غزة إلى هجوم واسع شنّته حركة حماس ومجموعات حليفة لها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، ما أدى، حسب الرواية الإسرائيلية، إلى مقتل نحو 1,200 شخص، وخطف 251 شخصاً نُقلوا إلى داخل قطاع غزة كرهائن. ووفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس، فقد قُتل ما يقارب 59,000 شخص في غزة، دون أن تميّز بين المقاتلين والمدنيين. وتشكك إسرائيل في هذه الأرقام، لا سيما فيما يتعلق بعدد الضحايا المدنيين.



