تفوق تكتل يسار الوسط الحاكم في السويد على تكتل تحالف يمين الوسط المنافس لكنه لم يحقق الأغلبية، حيث حقق حزب الديمقراطيين السويديين مكاسب كبيرة مما أثار حالة من الشك وعدم اليقين بشأن من يمكنه تشكيل حكومة مستقرة.
يذكر أن هذه النتائج أولية وليست نهائية، وأشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة غوتنبرغ، هنريك أوسكارسون، في وقت سابق إلى أن أي أصوات متأخرة وأصوات من السويديين في الخارج ستحسب يوم الأربعاء.
فيما يلي خمسة دروس مستخلصة من الانتخابات السويدية:
"جنازة التكتلات السياسية":
بالكاد تفوق ائتلاف يسار الوسط على كتلة يمين الوسط، ولكن ليس من دون تلقي الصفعات المتمثلة أساساً بالفارق الضئيل بين الكتلتين، حيث أظهرت النتائج الأولية - مع أكثر من 97٪ من المناطق التي تم عد الأصوات فيها - أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم وحزب الخضر وحزب اليسار فازوا بنسبة 40.6٪ من الأصوات في حين أن كتلة المعارضة من المعتدلين والديمقراطيين المسيحيين وحزب الوسط والليبراليين فازوا بنسبة 40.1٪. من الاصوات.
ومن المتوقع أن يفقد الديمقراطيون الاشتراكيون 13 مقعداً في ريكسداغ، وهي ضربة مدمرة للحزب الذي كان هو اللاعب المهيمن في السياسة السويدية منذ عقود.
سيظل الحزب وحلفاؤه من يسار الوسط يكافحون لتشكيل حكومة جديدة. وقال زعيم الحزب الليبرالي يان بيوركلوند يوم الأحد ، من تحالف يمين الوسط ، إنه يريد تشكيل حكومة لكنه استبعد أي فرصة للتعاون مع الديمقراطيين السويديين اليمينيين المتطرفين.
وقال بيوركلوند في تجمع حاشد "اريد حكومة تحالف لكن ذلك لن يحدث بالتعاون مع الديمقراطيين السويديين."
ودعا رئيس الوزراء ستيفان لوفين، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى "جنازة التكتلات السياسية" خلال خطابه الذي ألقاه مساء الأحد.
مع افتقاد كلا الكتلتين لأغلبية، يبدو أنه لا خيار أمامهما.
الديمقراطيون في السويد المعادون للمهاجرين يحققون مكاسب
وجاء السويديون الديمقراطيون في المركز الثالث بنسبة 17.7٪ من الأصوات ، وهي قفزة كبيرة عند مقارنتها بـ 12.9٪ حصلوا عليها في الانتخابات الأخيرة. وقال جيمي أكيسون زعيم الحزب إنه مستعد للتحدث والتعاون مع جميع الأطراف الأخرى بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات خطوات كبيرة تم تحقيقها من قبل حزبه.
وقال جيمي أكيسون زعيم الحزب الديمقراطي في تجمع حزبي:" نزيد مقاعدنا في البرلمان ونرى أننا سنكسب نفوذاً هائلاً على خلفية ما سيحدث في السويد خلال الأسابيع والأشهر والسنوات القادمة."
وتوضح المكاسب المهمة التي حققها الديمقراطيون في السويد الاستياء المتزايد - وحتى الغضب - من سياسات الهجرة في أعقاب أزمة المهاجرين لعام 2015. وكتب وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، على موقع "تويتر" مساء الأحد: "لقد قررت السويد ذات التعددية الثقافية والنموذج اليساري، بعد سنوات من الهجرة، التغيير أخيراً. والآن هناك مع جيمي أكسون يقولون لا لأوروبا البيروقراطيين والسماسرة، لا للمهاجرين غير الشرعيين، لا للتطرف الإسلامي. "
كانت الهجرة والهوية الوطنية من بين القضايا الرئيسية التي أخذها الناخبون في الحسبان خلال هذه الانتخابات، حيث استقبلت السويد العدد الأكبر من طالبي اللجوء، بالنسبة لعدد سكانها، مقارنة بأية دولة أخرى في أوروبا في عام 2015 ، وبالتالي فقد أدى ذلك إلى ارتفاع شعبية الديمقراطيين السويديين على خلفية المخاوف من انهيار نظام الرعاية الاجتماعية بسبب تزايد أعداد المهاجرين.
هل يستلم الديموقراطيون السويديون زمام الأمور؟
ومع عدم تمكن أي من الكتلتتين من تأمين أغلبية مطلقة، فإن الديمقراطيين في السويد - الذين يريدون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي ووضع حد للهجرة - يمكن أن يلعبوا دوراً حاسماً في محادثات الائتلاف حول تشكيل حكومة جديدة.
وأظهروا استعداداً للتباحث مع جميع الأطراف، بما في ذلك الزعيم الذي طرحه رئيس وزراء كتلة الائتلاف، أولف كيرشرسون.
لكن زعيم الحزب الليبرالي السويدي يان بيوركلوند الذي هو جزء من كتلة التحالف قال الأحد إنه يريد حكومة من يمين الوسط لكنها لن تنتج عن أي تعاون مع الديمقراطيين السويديين المعارضين للهجرة. .
وقال بيوركلوند في تجمع حاشد :"أريد حكومة تحالف لكن لن يحدث ذلك بالتعاون مع الديمقراطيين في السويد."
وقال كريشرسون إنه سوف يناقش الخطوات التالية حول كيفية تشكيل حكومة مع شركاء التحالف - ودعا الائتلاف الحاكم إلى الاستقالة، مضيفاً أن هذه الحكومة قد أخذت مداها، الآن يجب أن يستقيل.
لكن لوفين رفض الفكرة، وقال في تجمعه "أمامنا أسبوعان حتى يفتح البرلمان أبوابه. سأعمل بهدوء وكرئيس للوزراء يحترم الناخبين والنظام الانتخابي السويدي."
الأحزاب الصغيرة تحقق المكاسب
في حين أن الأحزاب الرئيسية مثل حزب الديمقراطيين الاشتراكيين والمعتدلين شهدت هبوطاً حاداً، فإن الأحزاب الأصغر حققت مكاسب ملفتة. زاد حزب الوسط وحزب اليسار من أصواتهما بنسبة 2.5٪ و 2.2٪ على التوالي بينما حصل الحزب الديمقراطي المسيحي على أصوات أكثر بنسبة 1.8٪ مقارنة بالانتخابات البرلمانية لعام 2014.
حزب آخر لفت الانتباه، ولكن للسبب الخطأ، هو حزب الخضر، الذي يستعد بالكاد عبور عتبة 4 ٪ اللازمة لتأمين مقعد في البرلمان. تخبط الحزب الصغير في كتلة يسار الوسط الحاكم وحصد أصواتاً أقل بنسبة 2.4٪ من الانتخابات السابقة.
"مضايقة الناخبين" في مراكز الاقتراع
وذكرت وسائل الإعلام السويدية أن الناخبين والصحفيين تعرضوا لمضايقات في العديد من مراكز الاقتراع من قبل أعضاء حركة المقاومة الشمالية النازية الجديدة. وقالت صحيفة سيفينسكا داجبلادي إن أعضاء الحركة دخلوا إلى بعض مراكز الاقتراع في بودن ولودفيتشا وكونغالف وحاولوا التقاط صور للناخبين وقسائم التصويت.
يورونيوز