وصف المدون

اليوم

الكثير من الأطفال قد يكون لديهم موهبة لكن يبقى الأهل هم الركيزة الأساسية لتنمية هذه الموهبة، وبدون دعم الأهل فإن الموهبة ستتلاشي وقد تكون هناك مئات وربما آلاف الحالات التي ذهبت موهبتهم أدراج الرياح.
ec-news.org
لكن في حالة السوري “غيث برغود” البالغ 16 عاماً فإن دور والده كان أساسيا في تنميه موهبته في الفن التشكيلي، خاصة أن والده هو كذلك فنان في هذا المجال، لكن لا يمكن أن يكون الفن بالوراثة بل الإصرار وتنمية قدرات الطفل في موهبته هي الدافع لإخراج طاقات الطفل وبالتالي يكون مشروع فنان أو مخترع أو غير ذلك.

في هذه الأيام يشارك ” غيث” في مهرجان الشباب العالمي التاسع للفنون في عاصمة كوريا الجنوبية سيول، حيث بدأ المهرجان الأربعاء 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري في متحف “هانجوك” في سيول وسيستمر لغاية 28 هذا الشهر، بمشاركة 212 فناناً من 13 دولة حول العالم.

وتأتي مشاركة الفنان “غيث” والذي ينحدر من مدينة حلب، بعد مشاركات كثيرة ونيله العديد من الجوائز في الفن التشكيلي وهو في بداية طريقه الفني حيث بدأ مشاركاته وهو في عمر الـعاشرة، من خلال معرض فردي الأول له عام 2016 في فيينا وكانت نقطة تحول له، قبل أن يشارك في عام 2017 في مهرجان فيينا الدولي مع مجموعة من الأطفال، وفي نفس العام حاز على جائزة الفنانيين الشباب بكوريا الجنوبية.

كذلك شارك في العام 2018، في معرض أقيم بمركز انترناشونال في فيينا بمشاركة الفنان البولوني كريستوف ليبراكر إلى جانب والده الفنان “إبراهيم برغود”، كما شارك في 2018 في معرض فني وورشة عمل في إيطاليا.

وفي مشوار الفنان “غيث” أيضا مشاركة في معرض أقيم بمركز انترناشونال في فيينا مع الفنانة “أورسولاج براندنر” عام 2019 وفي نفس العام شارك في معرض بمدينة “ايزنشتات” النمساوية مع مجموعة كبيرة من الفنانيين، قبل أن ينال جائزة الفنانيين الشباب في كوريا الجنوبية العام الماضي 2020.

يقول والده ” إبراهيم برغود” حول موهبة طفله اليافع وكيف كانت البدايات:” ألعاب غيث كانت الألوان منذ أن كان عمره سنة واحدة، حيث كان يستخدم جميع انواع الأالوان ( خشب، غواش، مائي وغيرها) من الألوان وقد شجعته على ذلك بسبب وجود مرسمي في المنزل الذي اقطن به في مدينة حلب”.

أضاف :”كان يلازمني في كل مراحل عملي باللوحة ويرسم ما يراه أو ما يخطر بباله كونه طفل هدفه اللعب بالألوان فقط واستمر ذلك حتى صيف عام 2012، حيث قمت بتسجيله في دورة رسم للأطفال في مركز الفنون التشكيلية بحلب ولكن لم يستمر طويلا بسبب ظروف الحرب في البلاد”.

وأشار إلى أن العائلة هاجرت أواخر العام 2012 قسرأ من سوريا بسبب الحرب التي تشنها ميليشيات نظام الأسد الارهابية على المدنيين، مؤكداً أن “حياة العائلة لم تستقر حتى بداية العام 2014 في فيينا حيث ابتعدنا عن الرسم في تلك الفترة بسبب التنقلات، إلا أن غيث كان له محطات استراحة للرسم”.بدايات الرسم لدى الطفل الموهبة

وذكر أن”الكثير اعتقدوا في البداية أنني أساعد “غيث” بالرسم بسبب تأثره وتشابه لوحاته بأعمالي بعفويته المطلقة، حيث كان يرسم ما أرسمه ولكن بعد القيام بالبث المباشر لعدة مرات عبر مواقع التواصل وهو يرسم، تيقنوا بأن هذا الطفل موهوب وعنده إمكانية جيدة في الفن” مضيفا “الآن ومنذ فترة قصيرة بدأ الخروج من هذه الدائرة قليلاً وبدأ يرسم بخط جديد وبرؤية جديدة خاصة به.

ويشدد الفنان “برغود” على أن ” الطفل وتولد موهبته معه ولكن تحتاج هذه الموهبة الى الرعاية والاهتمام وخاصة من الأهل” وقال في نهاية حديثه : “اتمنى أن يحقق كل طموحاته في الدراسة والفن معا وأن يصبح له اسم في الوسط الفني العالمي وأن يكون ركيزة من ركائز بناء سوريا المستقبل”، وفق قوله.

حالة الطفل “غيث” هي من بين مئات الحالات لأطفال سوريين استطاعوا أن يطلقوا ما بداخلهم من ابدعات ومواهب، ويبدو أن لسياسة الدول الأوروبية المعروف عنها الرعاية الكاملة للمواهب دور كبير أيضا في ظهور واكتشاف هذه المواهب والانطلاق من أوروبا نحو العالمية.
ec-news.org
ec-news.org
وكالات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button