وصف المدون

اليوم

aawsat - فيينا:
في أميركا الشمالية، انتشر فيروس «كورونا المستجد» من البشر إلى الغزلان بيضاء الذيل، حيث تعتبر الغزلان الآن خزانات للفيروس، وقد تنقله إلى البشر.

(Friedhelm Stark, Touristikverband Siegerland-Wittgenstein e.V.)

وعلى عكس ما حدث في أميركا الشمالية، وجد فريق بحثي ألماني نمساوي مشترك، أن الغزلان في ألمانيا والنمسا لم تصب بالفيروس، وكانت اختباراتها سلبية بالنسبة للأجسام المضادة الخاصة بالفيروس، وذلك وفق دراسة نشرت أول أبريل (نيسان) بدورية «مايكروجانيزم» في عدد خاص عن فيروسات الثدييات البرية.

وفيروس كورونا المستجد، أو ما يعرف بـ«فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من النوع 2»، هو فيروس تم تحديده عام 2020 كعامل مسبب لمرض (كوفيد - 19)، وتبين أن الغزلان ذات الذيل الأبيض في أميركا الشمالية مصابة بمتغيراته المشتقة من الإنسان في انتشار مرتفع للغاية في كثير من الحالات، وهناك أدلة أولية على أن الفيروس يمكن أن ينتقل بعد ذلك من الغزلان إلى البشر، وهذا سبب للقلق حيث يمكن أن تتطور المتغيرات الجديدة في مضيف الغزلان الجديد الخاص بهم وينتقل في النهاية إلى البشر، مع عواقب غير متوقعة.

وفي حين أن الغزلان ذات الذيل الأبيض هي نوع من أميركا الشمالية، إلا أن الغزلان توجد في جميع أنحاء العالم وفي وسط أوروبا، ويتم اصطيادها بشكل كبير.

وقام فريق من معهد «لايبنيز» لأبحاث حدائق الحيوانات والحياة البرية في ألمانيا، جامعة الطب في برلين (شاريتيه)، مركز الأبحاث النمساوي لبيئة الحياة البرية، والمعهد الفيدرالي الألماني لتقييم المخاطر، بفحص الأجسام المضادة من 433 من «اليحمور» (أحد أنواع الغزلان)، والغزال الأحمر، والغزال البور (داما)، ولم يكن أي من الغزلان من ألمانيا أو النمسا إيجابياً.

ورصد الباحثون أيضاً جين (ACE2)، المستقبل الخلوي لفيروس كورونا المستجد في الكائنات العائلة للفيروس، بين أنواع الغزلان المختلفة، وباستثناء تغيير واحد قد يجعل الغزلان الحمراء أكثر مقاومة إلى حد ما للعدوى، لم يتم العثور على تغييرات في المستقبل في الأنواع الأوروبية التي يمكن أن تفسر الاختلاف الكبير في النتائج بين تعرض الغزلان في أوروبا الوسطى وأميركا الشمالية.

والتفسير المحتمل للاختلافات في التعرض للفيروس، كما ذهب الباحثون في دراستهم، هو كيفية توزيع الغزلان وإدارتها في أميركا الشمالية وأوروبا الوسطى، ففي أميركا الشمالية، غالباً ما تكون الغزلان شبه حضرية وحضرية مع مستويات محتملة عالية من الاتصال مع البشر والنفايات البشرية.

وعلى النقيض، تدار الغزلان بشكل أساسي من قبل الحكومة الفيدرالية في ألمانيا والنمسا، ولا تكون الغزلان بشكل عام شبه حضرية أو موجودة في المناطق الحضرية، ويكون تخصيص تراخيص الصيد لمنطقة معينة هو السائد، حيث تتم إدارة الغزلان في منطقة معينة محلياً، ومن المحتمل أن يمنع ذلك الاتصال بين الإنسان والغزلان ويعوق أيضاً انتشار مسببات الأمراض بين مجموعات الغزلان.

يقول أليكس غرينوود، رئيس قسم أمراض الحياة البرية في معهد «لايبنيز» لأبحاث حدائق الحيوانات والحياة البرية في ألمانيا، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد بالتزامن مع نشر الدراسة: «يجب بذل كل جهد للحفاظ على الحواجز التي تحول دون اتصال الإنسان بالغزلان في وسط أوروبا لمنع تحول الغزلان كمستودع للفيروس».
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button