وصف المدون

اليوم

APA - فيينا:
في مؤتمر صحفي في منزل السفير المغربي في فيينا، مع عدد من الصحفيين النمساويين، قال سفير المملكة المغربية لدى النمسا سعادة عزالدين فرحان، في منصبه الحالي كسفير دائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، في فيينا، حيث أوضح - الخلفية الأعمق لإعلان الحكومة الإسبانية عن دعمها لمقترحات الحكومة المغربية للتفاوض، بشأن قانون للحكم الذاتي لمنطقة الصحراء، في إطار سيادة المغرب ووحدة ترابه.

سعادة السفير المغربي في فيينا عزالدين فرحان، حول أزمة الصحراء الغربية - وكالة الطاقة الذرية في فيينا - اجتماع مجموعة السبع والسبعين

وأشار السفير فرحان إلى مفهوم الحكم الذاتي لجهة الصحراء الذي قدمته الحكومة المغربية للأمم المتحدة في 11 أبريل 2007، ويتضمن مقترحات أساسية لجهة الصحراء المتنازع عليها، من حيث حل وسط واقعي مع أعلى إمكانات للسلام، وفي ذلك، يتم تقديم مقترحات بناءة لجميع الأطراف في النزاع الإقليمي مع حلول مجدية لحل الصراع بينهم، ويتم توفير الأساس لذلك من خلال حكم ذاتي موسع لمنطقة الصحراء، تحت السيادة المغربية ووحدة الدولة، وتحقيقا لهذه الغاية، نشر السفير فرحان بحثاً، في عام 2021 تستند إلى الأساس المنطقي وراء الاقتراح المغربي.

شدد السفير فرحان على أهمية الاستقرار السلمي على الحدود الجنوبية بين أوروبا وأفريقيا، خاصة في الأوقات غير المستقرة للغاية، للحرب المدمرة حالياً في أوروبا الشرقية، لأن التفاوض على قانون الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء، يمكن أن يكون في المستقبل ضمان لمصالح جميع سكان دول المغرب العربي الخمسة (5) والمزيد من الأمن واستقرار في منطقة المغرب العربي.

هذه المبادرة هي جزء من الجهد المغربي الحالي، لبناء مجتمع حديث وديمقراطي، يقوم على سيادة القانون والحريات الجماعية والفردية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعماً لهذه الجهود، أشار السفير فرحان إلى مذكرة التفاهم النمساوية المغربية الموقعة مؤخراً من قبل المحاكم العليا في البلدين بشأن التعاون المثمر، في هذا الصدد، حيث التقت رئيسة المحكمة العليا النمساوية Elisabeth Lovrek مؤخرًا بنظيرها المغربي، رئيس المجلس الأعلى للقضاء المغربي محمد عبد النبوي، خلال زيارتها للرباط (مارس 2022) لبدء علاقات تعاونية ومشاريع شراكة مثرية بين مؤسستين، وكان ذلك بداية لتبادل مكثف مخطط له بين النظامين القضائيين المختلفين من أجل دعم كل منهما الآخر بشكل متناسق مع الخبرة القانونية.

في الوقت نفسه، أعلن رئيس الوزراء الإسباني د. Pedro Sanchez في رسالة للملك محمد السادس، بأنه تم الاعتراف بدعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء بأنه "حل جاد وواقعي" والعناصر الرئيسية لحزمة الحكم الذاتي، والتي بموجبها يجب أن تكون هناك منطقة الصحراء تتمتع بالحكم الذاتي، مع شرعية إنشاء وإدارة هيئاتها الخاصة، فضلاً عن فرض ضرائب مستقلة، والإدارة المحلية للإقليم، والشرطة، وكذلك جميع المرافق والضروريات المشتركة، يجب أن تدار من قبل الهيئات الحكومية لجهة الصحراء، ومن ناحية أخرى، تحتفظ المملكة المغربية بسلطاتها في مجالات السيادة، لا سيما فيما يتعلق بالدفاع والعلاقات الخارجية والشعارات الوطنية مثل العلم والنشيد الوطني والأمن الوطني وحماية الدستور.

‏"SPÖ Grande" Hannes Swoboda، الرئيس الحالي للمعهد الدولي للسلام (IIP) و SPÖ MEP السابق يقارن بين جنوب تيرول والصحراء الغربية في منشوره، واقتباس من الرئيس Swoboda: "خلال إقامتي الطويلة في البرلمان الأوروبي، كنت في كثير من الأحيان في مواجهة هذا الصراع، وبدعوة من ممثل Polisario (حركة الصحراء الغربية التي تقاتل من أجل استقلال هذه المنطقة) قمت بزيارة مخيم للاجئين الصحراويين (مجموعة أشخاص في الصحراء) بالقرب من تندوف (الجزائر) عبر الحدود مع المغرب، وعلى الرغم من أنني كنت مقتنعاً بكفاءة إدارة المخيم، إلا أنني شهدت يأس الناس واستحالة منح هؤلاء اللاجئين منظوراً لمنزل دائم مع وظائف ودخل لائق، وأدركت أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق بشأن الاستفتاء المقترح، ودفعني هذا إلى دعم مقترح المغربي للحكم الذاتي، داخل المغرب، بدعم دولي، وحتى لو كان هذا سيواجه خيبة أمل بين أولئك الذين دعوني، فإنني أؤيد بشدة التفاوض على حل للحكم الذاتي على غرار الحكم الذاتي في منطقة تيرول النمساوية المحاذية لايطاليا".

كما يبذل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جهودًا جادة منذ عام 2004 لإيجاد حل سياسي لإحلال السلام في منطقة المغرب العربي، وعليه، فإن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تستند إلى مقترحات منظمة الأمم المتحدة، ذات الصلة والأحكام الدستورية المعمول بها، في البلدان القريبة جغرافيا، وثقافيا من المغرب، وتعتمد مبادرة الحكم الذاتي هذه على القواعد والمعايير المعترف بها دولياً، ومع البيان الإسباني الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، فُتحت نافذة زمنية مفعمة بالأمل مرة أخرى لتحقيق تسوية ديمقراطية سريعة للنزاع، لذلك يأمل السفير فرحان بصدق أن تحذو الدول الأوروبية الأخرى حذو إسبانيا بسرعة، كما أنه مقتنع بأن الاتحاد المغاربي العربي سيساهم باهتمام كبير في الاستقرار والأمن في المنطقة المغاربية بأسرها، من أجل التمكن من إرساء أسس أكثر استقرارًا للسلام في "منطقة الساحل والصحراء".

وعلى وجه الخصوص، فإن رئيسة المنظمة الدولية غير الحكومية "AMOROC" السيدة بشرى برزوق، مقتنعة بأن المبادرة المغربية للحكم الذاتي ضمن وحدة ترابها، فيما يتعلق بالسيادة المغربية ستحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي الدائم للمغرب العربي، ومنطقة الساحل، وبصفتها مغربية الأصل، لديها آمال كبيرة في أن يتخذ الفاعلون السياسيون خطوات بناءة ومسؤولة نحو المصالحة المبكرة بين "القبائل الشقيقة" إنها تعرف معاناة الناس في "معسكرات تندوف" وتتوق إلى السلام لهم مصحوباً بأمل واقعي بمستقبل أفضل، يرافقه استقرار اقتصادي للمنطقة المغاربية بأكملها، مثلكم، كثير من المغاربة يحلمون بنهاية هذا "النزاع الإقليمي" ويأملون في حل مثل الحل في جنوب تيرول، وبناءً على ذلك، فإن لجنوب تيرول تأثير نموذجي واقعي، والذي بموجبه يمكن للمنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي داخل المغرب، أن تنمو لتصبح اتحادًا مغاربيًا مزدهرًا ثقافيًا واقتصاديًا، يتمتع بطابع حديث وديناميكي! ويجب أن تكون هذه المبادرات المخطط لها ذات فائدة خاصة لسكان الصحراء منطقة تندون، وتمكينهم من عيش حياة كريمة في المغرب الحديث.

يشير السفير فرحان إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لإسرائيل والجزائر والمغرب، حيث عقدت اجتماعات عامة بين وزير الخارجية بلينكين ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وشدد بلينكين علنا ​​على أهمية المغرب في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في منطقة المغرب العربي، لا سيما في مكافحة الإرهاب الإقليمي والعالمي، وأكد أن الولايات المتحدة تدعم بالكامل مبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها أهم خطوة نحو سلام طويل الأمد، في الصحراء المغربية.

مع نداء أخير إلى الاتحاد الأوروبي، أعرب السفير فرحان عن أمله العميق: "بمبادرة الحكم الذاتي، تضمن المملكة المغربية الحماية لجميع الناس في منطقة الصحراء، داخل وخارج هذه المنطقة، ومواقفهم وأدوارهم في السياسة، والحفاظ على هيئات ومؤسسات المنطقة دون تمييز أو إقصاء، ويتعين على الاتحاد الأوروبي الآن التحرك بسرعة لدعم هذه المبادرة بشكل فعال سياسياً حتى يتم استخدام هذه الفرصة القيّمة!

IG
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button