وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
أسكن من أربعين عاماً في شقة في الحي الرابع بفيينا، كانت تجمعني وزوجتي علاقة حميمة مع كل جيراني في العمارة كنا نتبادل الزيارات والتحية كلما نتقابل علي المصعد او في مدخل العمارة ونتحدث عن الاولاد والسياسة والحالة الاجتماعية وخبر الساعة، تماما كما يفعل الجيران.

Thomas Klestil verstarb am 6. Juli 2004 - (c) Clemens FABRY

بعد أن أصبحت رئيساً للنمسا وجدت تغيراً في علاقة جيراني بي
العلاقة أصبحت فاترة، لو ألقي أحدهم التحية يلقيها وهو لا ينظر اليك، واذا ألقيت أنا التحية أكاد لا أسمع ردها الا همساً.

استمر الحال علي هذا الوضع شهرين ومن كل السكان جيراني بلا استثناء، انتابتني الحيرة وسألت زوجتي هل هناك ما يستدعي هذا التجاهل هل فعلنا شئ يغضب جيراننا، هي لم تجد جوابا لسؤالي فقررت أن أخذ المبادرة وطرقت باب جاري ولم يعطني جواباً، وطرقت علي الثاني نفس الجواب وأنا في حيرة ما بال الناس قد تغيرت نفوسهم من ناحيتي، رجعت الي شقتي وانا في حيرة.

وطرق بابي في اليوم الثالث المسؤل عن العمارة يدعوني الي اجتماع للسكان كلهم، لامر هام وجدت الدعوة فرصة لفتح الموضوع مع الجميع لماذ يعاملوني بهذا الجفاء.

توماس كليستيل (بالألمانية: Thomas Klestil)‏ (4 نوفمبر 1932 - 6 يوليو 2004) رئيس النمسا العاشر (1992 - 2004) توفي في آخر يوم من فترة ولايته الثانية والأخيرة
wikipedia
جارتي الارملة تقول انا سأقول لك بصراحة
كنا قبل ما تصبح رئيساً نعيش في هدوء لا سيارات ولا حرس ولا أصوات سيارات، اضافة للأمن والتفتيش وغلق الشارع، كانت حياتنا سهله والآن نحن نعيش معك المأساة، وهذا ما يجعلنا لا نريد أن نتعامل معك لأنك تسببت لنا في مضايقات، واليوم قررنا أن نرفع ضدك قضية بالطرد من السكن ان لم تعيد حياتنا كسابقها.

يقول الرئيس الأسبق في حوارة التليفزيوني، خرجت وأنا كلي أسف وأعتذرت لهم لعدم اهتمامي بجيراني ووعدتهم أن أكون محل ثقتهم، وفي أن أكون جاراً لهم.

وعلي الفور اتصلت برئيس حراستي أن يخلي الشارع من الحراسه وأن لا تصحبني الا سيارتي وحارس واحد بلا أضواء أو أصوات وأن يُسحب الحارس المتواجد في مدخل العمارة، وتعهدت له أني مسؤل مسؤليه شخصية عن سلامتي لو حدث مكروه.

يستطرد الرئيس ويقول بعد يومين من هذا عادت الابتسامة الي من جيراني، وعادت معهم المودة، أنا من هؤلاء الذين انتخبوني، وهم من أفراد الشعب، عملي هو خدمة الشعب وتسهيل حياته لا التضييق عليه.

أحمد مراد - منقول بتصرف
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button