INFOGRAT - فيينا:
تطلق "دار كريستيز"، الأربعاء، مزاداً عبر الإنترنت لمئات من قطع المجوهرات المملوكة للمليارديرة النمساوية هايدي هورتن، التي جمع زوجها هيلموت هورتن وهو رجل أعمال ألماني، ثروته خلال حكم النازيين.
بروش من الألماس من تصميم دار بولجري وهو جزء من ملكية هايدي هورتن- 28 مارس 2023 - AFP |
وأثار أصل هذه الثروة انتقادات طالت هذا المزاد الذي حمل عليه بعض المؤرخين في وسائل الإعلام.
وثمّة أكثر من 700 جوهرة كانت في حوزة هورتن (1941-2022)، جزء من هذه المجموعة يقدر بأكثر من 150 مليون دولار.
ووفقاً للدار، فإن 400 قطعة سيتم توزيعها في الداخل في جنيف في الفترة بين 10 و12 مايو، فيما سيتم عرض الباقي عبر الإنترنت في الفترة من 3 إلى 15 من الشهر ذاته، ثم في نوفمبر.
وقال رئيس منطقة أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط لدى "دار كريستيز"، أنثيا بيرس: "هذه لحظة تاريخية لكريستيز".
وستصب عائدات المزاد إلى مؤسسة "هيدي هورتن"، التي تم إنشاؤها في عام 2021، لدعم المجموعة التي تحمل اسمها، بالإضافة إلى الأبحاث الطبية وحماية الطفل والأنشطة الخيرية الأخرى التي دعمتها الوريثة الثرية لعقود عديدة.
كما ستتبرع الدار "بمساهمة كبيرة من اللجان المرتبطة بالمبيعات إلى منظمة تعمل على تطوير الأبحاث والتعليم المرتبط بالهولوكوست".
قطع استثنائية
ومن بين المقتنيات المعروضة في المزاد، قطع استثنائية من صنع "كارتييه" و"هاري وينستون" و"بويفان" و"فان كليف أند آربلز" تعود للقرن الـ20، بالإضافة إلى مجموعة مختارة مهمة من اللآلئ وقطع اليشم وإبداعات من صنع "دار بولجري" تعود إلى السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
وقد تتفوق عملية البيع على الأرقام القياسية السابقة التي سجلتها "دار كريستيز"، عندما تجاوزت مبيعات العقارات المملوكة للممثلة إليزابيث تايلور في عام 2011 ومجموعة "مهراجا وموجال ماجنيفيسنس" 100 مليون دولار في عام 2019.
وتوفيت المليارديرة النمساوية في يونيو 2022، بعد أيام قليلة من افتتاح متحف خاص في فيينا يعرض مجموعتها الفنية.
وبحسب تصنيف مجلة "فوربس"، فقد بلغت ثروتها 2.9 مليار دولار. ووُلدت هورتن في العاصمة النمساوية، وعملت في مكتب محاماة بعد أن أكملت دراسة في الكلية الفندقية.
ووفقاً لـ"دار كريستيز"، فإن هورتن التقت بزوجها المستقبلي أثناء إجازة مع والديها في قرية نمساوية، قبل الزواج منه في عام 1966، إذ توفي هيلمونت هورتن، الذي كان يملك أحد أكبر سلاسل المتاجر في ألمانيا، عام 1987 في إقليم كروليو بكانتون تيتشينو السويسري، حيث توجد المؤسسة التي تحمل اسمه.
هيلمونت هورتن
وتصف المؤسسة هيلمونت بأنه "رجل أعمال يتمتع بإحساس قوي بالمسؤولية المجتمعية"، إذ أطلق أول متجر ألماني يعتمد على عادات الاستهلاك الأميركية في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي.
وفي عام 1936، بعد ثلاث سنوات من تولي أدولف هتلر منصب المستشار الألماني، تولى هورتن إدارة شركة المنسوجات "ألسبرج" بعد أن هرب أصحابها اليهود، قبل أن يستولي على العديد من المتاجر الأخرى المملوكة لليهود قبل الحرب.
وقد اتُهم لاحقاً من قبل البعض بتحقيق أرباح من عمليات سلب طاولت ممتلكات اليهود، من خلال نقل ملكية أعمال تجارية كانوا يملكونها.
ووفق تقرير نُشر في يناير 2022 من مؤرخين بتكليف من مؤسسة هورتن، بما في ذلك البروفيسور بيتر هوريس، فإن هورتن كان بالفعل عضواً في الحزب النازي، قبل طرده منه، وقد برأته لجنة اجتثاث النازية لاحقاً.
وصرح المدير العام لـ"دار كريستيز"، جيوم سيروتي، الأحد، أن "كريستيز لم يكن لديها يوماً أي نية لحجب معلومات عن تاريخ هورتن الموثق جيداً، وقد أضفنا معلومات ذات صلة إلى وثائق مبيعاتنا وموقعنا الإلكتروني للتأكد من أن الحقائق واضحة للجميع".
ولفت إلى أن قرار المضي قدماً في المزاد اتُخذ بعد "دراسة متأنية، بما يشمل أهمية الأثر الخيري للمزاد، بالإضافة إلى الوعي بالممارسات التجارية الموثقة جيداً لهورتن، خلال الحقبة النازية، بما يشمل شراءه شركات يهودية تم بيعها بالإكراه".
AFP
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة