وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
قبل عام من الانتخابات العامة، يتزايد التوتر وتٌحسب الخطوة أو الكلمة جيدا تحسبا لأي رياح معاكسة، لكن قد يأتيك الخطر من وجبة "برغر".

unzensuriert

هذا بالتحديد ما حدث مع مستشار النمسا كارل نيهامر الذي يستعد حزبه لانتخابات تشريعية مهمة العام المقبل، وطرح قبل أيام حملة دعائية قوية وضخمة للترويج للحزب والمستشار الحالي.

لكن فجأة تبدل كل شيء، وتساقط جدار الهدوء في السياسة النمساوية، إذ لم يكن هناك مثل هذا الضجيج العالي الحالي في السياسة النمساوية منذ فترة طويلة، والسبب وجبة برغر.

ماذا حدث؟
أثار نيهامر (50 عامًا) زلزالًا سياسيًا بجملته المتفجرة حول الآباء الفقراء وماكدونالدز في مقطع فيديو تم تسجيله سرا في فعالية للحزب الحاكم، إذ تحدث نيهامر ضد الآباء الذين يُزعم أنهم يرسلون أطفالهم إلى المدرسة جائعين ولا يطبخون أي شيء ساخن لهم.

يسأل نيهامر في الفيديو الذي انتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي: "ما مشكلة الوالدين؟"، "ماذا تقصد بأن الطفل لا يحصل على وجبة دافئة في النمسا؟"

ثم يتابع المستشار: "هل تعرف ما هي أرخص وجبة دافئة في النمسا؟ إنها ليست صحية، لكنها رخيصة الثمن: همبرغر في ماكدونالدز، 1.40 يورو، ومع البطاطس المقلية يبلغ سعره 3.50 يورو".

يعترف نيهامر على الفور أن هذا ليس طعامًا صحيًا، لكن الفيديو، الذي تم تسجيله سرا وجد طريقه إلى المجال العام، ويسبب نقاشات وانتقادات ساخنة.

لكن سهام المستشار طالت النساء أيضا، إذ اتهم بعض النساء اللاتي يعملن بدوام جزئي، ضمنا بـ"الكسل" وقال نيهامر في الفيديو إنه أجرى نقاشًا مع "اليساريين" حول حصة العمل بدوام جزئي المتزايدة، "حتى بالنسبة للنساء اللاتي ليس لديهن مسؤوليات رعاية"، مضيفا “إذا لم يكن لدي ما يكفي من المال، فإنني أعمل أكثر”.

ووفق موقع التلفزيون النمساوي، من الواضح أن الفيديو تم التقاطه في حدث في مدينة سالزبورغ في يوليو/تموز، وكانت المجموعة صغيرة، وكان المستشار يتحدث بشكل متزايد، لكن أحد الحاضرين قام تصوير الحديث مع قيادات الحزب.

رد سريع
على الفور، التقط زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، أندرياس بابلر (50 عامًا) خيط تصريحات نيهامر، وشن هجوما مباشرا.

وكتب بابلر على موقع إكس (تويتر سابقا): "النمساويون يستحقون مستشارا يحترم الناس بدلا من أن يحتقرهم".

فيما دخلت مؤسسات مجتمع مدني على الخط، وقال رئيس منظمة كاريتاس مايكل لانداو، إن الاستهزاء بالناس المتأثرين بالفقر لا يخدم أحدا، مضيفا "أن الفقراء أيضًا يتمتعون بالكرامة ويجب احترامها".

"محاولة فاشلة"
وعلى شاشات التلفزيون النمساوي، قال عالم السياسة بيتر فيلزماير، إن تصريحات نيهامر "ليست بالتأكيد أسلوب رجل دولة".

وإير ردود الفعل الصعبة، حاول نيهامر تصويب الوضع، ونشر مقطع فيديو على موقع "إكس"، دافع فيه عن تصريحاته، وأوضح ما كان يقصده، بالقول إن "على الآباء واجب رعاية أطفالهم".

لكن الفيديو فشل حتى الآن في تهدئة الزلزال
كرة الأزمة وصلت إلى نائب المستشار وزعيم حزب الخضر الشريك في الائتلاف الحاكم، فيرنر كوجلر الذي ووصف تصريحات نيهامر بأنها “طائشة” وقال كوجلر يوم الجمعة: “كانت هذه التصريحات بالطبع بعيدة كل البعد عن واقع حياة هؤلاء النساء”.

بالنسبة لحزب الحرية الشعبوي، فإن استقالة المستشار وإجراء انتخابات جديدة أمر ضروري، إذ قال الأمين العام للحزب مايكل شندليتز إن الفيديو يظهر "كراهية نيهامر العميقة لشعبه".

وأضاف "لا يوجد شيء أكثر إثارة للاشمئزاز من الشخص الذي يسخر من الأسر والأطفال المتضررين من الفقر، وتخيل أنه المستشار الاتحادي".

وإذا لم يستقل المستشار وحاول دفع كرة الأزمة للأمام، فإن تصريحات أحدثت شرخا في القاعدة المؤيدة لحزب الشعب الحاكم، ومن المنتظر أن تفاقم تعثر الحزب في استطلاعات الرأي، حيث يحتل المرتبة الثالثة في بعض الاستطلاعات.

وفي حال استمرار التراجع في الاستطلاعات، سيخسر المستشار النمساوي منصبه، وقد يكتب بعد سنوات في سيرته، أنه دفع حياته السياسية ثمنا لـ"برغر".

وكالات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button