وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
بينما يحتفل العالم اليوم بيوم الصحافة الحرة، لا يوجد أي سبب للاحتفال في النمسا، حيث تراجعت البلاد بشكل كبير في مؤشر حرية الصحافة.

APA

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)،
وفقًا لمنظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها السنوي، تراجعت النمسا إلى المركز 32 في مؤشر حرية الصحافة من بين 180 دولة مصنفة.

وبينما قد يبدو هذا التحسن مبهجًا للوهلة الأولى، إلا أنه يُعد مجرد وهم، حيث تُعرّض حرية الصحافة للتهديدات من مختلف الجهات، بما في ذلك الحكومات التي تسعى إلى السيطرة على وسائل الإعلام واستخدامها لنشر الدعاية.

وأشار التقرير إلى أن هذه الظاهرة تتزايد بشكل خاص في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، في النمسا أيضًا، لا يمكن وصف الوضع الحالي بخصوص حرية الصحافة بأنه مرضٍ.

فقد ظلت النمسا تتراجع في المؤشر لسنوات متتالية، وسجلت هذا العام "نتيجة مقلقة" حسب تعبير فريتز هاوسيل، رئيس منظمة "مراسلون بلا حدود" في النمسا.

ووصف هاوسيل هذا التراجع بأنه "أسوأ نتيجة على الإطلاق للنمسا" وعزاه إلى عدة عوامل، منها:
  1. توزيع الإعلانات الحكومية: يرى هاوسيل أن توزيع الإعلانات الحكومية على وسائل الإعلام بطريقة غير شفافة يُهدد حرية الصحافة، ويُطالب بإدراج هذه الإعلانات ضمن ميزانية دعم وسائل الإعلام.
  2. الهجمات الحزبية على الصحفيين: زادت الهجمات الحزبية على الصحفيين، بما في ذلك ما يُعرف بـ "دعاوى إسكات الصحفيين" (SLAPP) التي تهدف إلى ترهيبهم وإسكاتهم.
  3. قلة التنوع الإعلامي: تراجع التنوع الإعلامي في النمسا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث تم إيقاف صحيفة "فينيّر تسايتونج" الحكومية وصحيفة "أوبيروستيرايشيشيس فولكسبلات" التابعة لحزب الشعب النمساوي، مما أدى إلى انخفاض عدد الصحف اليومية إلى 12 فقط.
  4. عدم اتخاذ الحكومة خطوات كافية لتعزيز حرية الصحافة: يتهم هاوسيل الحكومة، وخاصة وزيرة الإعلام سوزانا راب، بالتقاعس عن اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز حرية الصحافة، خاصة فيما يتعلق بـ "هيئة الإذاعة النمساوية" (ORF) التي انتقدتها المحكمة الدستورية بسبب نفوذ الحكومة الكبير على تعيين أعضاء مجلس إدارتها.

وحذر هاوسيل من أن الوضع قد يتدهور بشكل كبير إذا تولى "حزب الحرية" (FPÖ) السلطة، لا سيما في ضوء وعود الحزب بـ "إصلاح" أوضاع حرية الصحافة وتحويل "هيئة الإذاعة النمساوية" إلى "خدمة بث ممولة من الميزانية".

يُؤكد تراجع النمسا في مؤشر حرية الصحافة على اتجاه عالمي مقلق، حيث تفتقر العديد من الدول إلى الدعم السياسي لحرية الصحافة، وتصبح الهيئات المسؤولة عن حمايتها هي نفسها تهديدًا لها.

وإلى جانب النمسا، تُعد الدول الخمس الأولى في مؤشر حرية الصحافة هي النرويج (في المركز الأول للعام الثامن على التوالي) والدنمارك والسويد وهولندا وفنلندا.

أما أكبر ضحية لانتهاكات حرية الصحافة في الفترة الأخيرة فكان الصراع في غزة، حيث قُتل أكثر من 100 صحفي فلسطيني، 22 منهم أثناء عملهم، على يد القوات الإسرائيلية، وفقًا لتقرير "مراسلون بلا حدود".
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button