أفغان في فيينا يحذرون: أي مفاوضات مع طالبان تعني القبول بانتهاكاتها
شهدت العاصمة النمساوية فيينا مظاهرات حاشدة نظمتها الجالية الأفغانية بدعم من عدد من منظمات اللاجئين والمؤسسات النمساوية، احتجاجاً على زيارة وفد من حركة طالبان إلى البلاد، ومطالبة الحكومة الفيدرالية بوقف أي شكل من أشكال التعاون أو التواصل مع الحركة.
وانطلقت المسيرة من أمام مركز احتجاز شرطة “باز” لتتجه نحو مقر وزارة الداخلية، حيث رفع المتظاهرون لافتات تندد بالحوار المباشر مع طالــب أن، معتبرين أن مثل هذه الخطوة تشكل “خيانة للقيم الأساسية للنمسا وأوروبا وتقويضاً لمصداقية سيادة القانون”.
وفي بيان موجه إلى السلطات النمساوية، أكدت الجالية الأفغانية أن “التعاون مع طالبان، التي وبعد أربع سنوات من سيطرتها على الحكم ما زالت تتباهى بامتلاك أكثر من 3500 انتحاري، يساهم في تطبيع الإرهــاب ويقلل من شأن ضحاياه”.
ووصف المتظاهرون الوضع القائم في أفغانستان تحت حكم الحركة بأنه “كارثي”، محذرين من أن أي مفاوضات مع طالبان تعني القبول بانتهاكاتها الممنهجة لحقوق الإنسان، لاسيما ضد النساء والفتيات والأقليات والمعارضين السياسيين.
وتأتي هذه الاحتجاجات عقب استضافة وزارة الداخلية النمساوية الأسبوع الماضي وفداً من طالبان يضم خمسة أعضاء، بهدف التحقق من هويات 19 مهاجراً أفغانياً وُصفوا بأنهم “مجرمون”، تمهيداً لترحيلهم إلى كابول. إلا أن الجالية الأفغانية شددت على أن النمسا “لا ينبغي أن تزيل حقوق الإنسان من مركز سياستها الخارجية”، داعية إلى عدم إعادة المهاجرين إلى بلد يواجهون فيه “الاضطهاد والتعذيب والموت”.
واختتم المنظمون بيانهم بالتأكيد على دعوتهم “الحكومة النمساوية إلى وقف أي محاولة للتعاون مع طالبان، والعمل بدلاً من ذلك على تعزيز حقوق الإنسان ضمن سياستها الخارجية”.



