مقال رأي: تركيا من الخلافة الى الخرافة في سوريا!

INFOGRAT – فيينا:
400 عام حكمنا الأتراك في بلاد الشام بدون ارادتنا وباسم الدين ، ولم يقدموا لقمة خبز لجائع ولا مدرسة لمتعلم ولا مشفى لمريض كما هي واجبات تفرضها الشرائع السماوية والأرضية على الحكومات، كنا فقط منطقة جباية للضرائب لتشييد قصور السلاطين العثمانيين في اسطنبول، ومفرخة لجنود يأخذونهم لحروب لايفهمون مقاصدها اهالينا، بينما حاليا يتبرمون على ارضهم من مليوني سوري لاجئ من الحرب الظالمة علينا.
futureuae

هل ضاقت أرض تركيا بمساحة 800 الف كم مع عدد سكان ثمانين مليون عن استيعاب حوالي مليوني سوري هجروا بسبب الحرب يتقلصون في كل يوم بالترحيل للداخل السوري أو بالهجرة لأوربا عبر المهربين الأتراك دون أن تغلق ملفات إقامتهم في تركيا وتحسبهم ضمن المقيمين عندها.

ياسر السيد عيسى
ناشط سوري مقيم في فيينا

دفع حكام تركيا شبابنا للعسكرة دفعا وعبر طرق عديدة بعد أن كانت ثورتنا سلمية ضد نظام دكتاتوري لبشار الأسد ، وحين تشرد الناس بعدها بسبب الحرب صدروا استقبالنا كعنوان عريض للشرف والإنسانية والتسول على ظهورنا من دول العالم، ثم تحول لمقامرة على حياتنا ومستقبلنا وورقة ضغط لاستجلاب مصالح لتركيا.

منذ ان يستيقظ الاتراك حكومة ومعارضة وشعبا حتى ينامون ولاشيء يشغلهم سوى كيف يتخلصون من اللاجئين السوريين بالتحديد بترحيلهم اجباريا لسورية غير الآمنة أو دفعهم للهجرة لأوروبا، وكأنهم يسرقون اللقمة من افواههم ويسكنون في بيوتهم مجانا.
آلاف الفيديوهات لجنود ومواطنين أتراك يقتلون أهالينا بالرصاص الحي ويذلونهم ويضربونهم على الأرض التركية من قبل الجاندرما التركية أو من قبل زعران الشوارع المحميين من البوليس التركي تصدر للإعلام مع كل صباح ، لن تبلى ولن تمحى لانها محفوظة بالفضاء الالكتروني ، وقصص قد لاتصدق من غرابتها مع كل سوري دخل مطاراتهم حتى المجنسين بجنسيات أوروبية وأمريكية وكندية سياحة أو زيارة أهاليهم، لم نجدها في أي دولة وصل لها السوريين بإهانتهم واستدرار مئات الدولارات منهم ، مع أن اقامة اهالينا اللاجئين في تركيا هي خارج كل قوانين الأمم المتحدة والانسانية ، ومجرد كلام فضفاض من حكامهم محته المصالح الفجة.
كيف تسعى حكومة تركيا لدخول عضوية الاتحاد الأوروبي، وسمعتها وسمعة شعبها تلطخت بالعنصرية البغيضة سواء على حدودها مع سوريا بقنص السوريين وضربهم أو في أسواقها وشوارعها ودوائرها الرسمية ومدارس التلاميذ، بينما السوريين حتى في الدول المجاورة لتركيا والفقيرة كبلغاريا واليونان يتندرون بما يسمى تأمين الكمليك وتحديثه وأذون السفر من محافظة لمحافظة وإغلاق مناطق سكنية عليهم وانعدام أذون العمل والترحيل الخ التي تواجه أهاليهم في تركيا.
هذه دولة الاردن الصغيرة السكان والتي نصف شبابها مهاجرا بحثا عن الرزق ، استوعبت السوريين كأبنائها ولم نسمع أي إزعاج لهم.
بينما حكومة اردوغان المنوط بها إنفاذ القانون حفرت خندقا على أرضنا السورية يفصل بين مدننا واهالينا ، ثم خندقا في النفوس بين الشعبين العربي والتركي لألف عام .
كل إهانة وسلوك كراهية لسوري في تركيا مسئول عنها الحكومة وليس المعارضة وزعران الاحزاب العنصرية كما يدلس السوركيين (مطبلي التدخل التركي في القضية التركية)، لأن رب البيت هو الذي يضبط أفراد بيته أو يفلتهم من خلف الستار للتعدي على الآخرين ثم الظهور بالوجه الإنساني الذي لا يرضى بأفعالهم، لعبة سمجة لا تنطلي إلا على أصحابها.
لم اسمع تركيا واحدا سواء كان مسئولا او محللا سياسيا أو شخصا عاديا يتداول مسألة السوريين من منظار حالهم ومأساتهم ويعرض حلولا منطقية لإنهاء أزمتهم، دائما يتداولونها من منظار مصالحهم، والمصالح الآن هي في وضع المرحلين السوريين من تركيا بالإكراه كجدار فاصل على حدودها بعد ان هجرتهم سابقا في بيوت الطوب التي تبنيها بأموال قطرية لاتتجاوز حجمها الثلاثين مترا، ثم وصايتها إداريا وعسكريا بتواجد خمسين ألف جندي تركي مع سلاحهم الثقيل على فتات ماتركه الروس والإيرانيين لها من ارض سوريا العظيمة مع عشرين اتفاق في آستانة بين روسيا وإيران وتركيا كتبت بدماء السوريين ولم يستشر فيها سوريا واحدا.

‫5 تعليقات

  1. مقال رائع يصف حالة بلادنا بعد تقسيمها لدول .. والله الواحد بيخاف يروح عتركيا من كتر العنصرية اللي فيها

  2. ما بفتح اخبار السوريين يوميا الا وفيها اعتداءات على السوريين وحتى قتل بالرصاص في محلاتهم وبيوتهم ..

  3. ليش الاتحاد الاوربي مابيدخل مع الحكومة التركية ويمنعها من ترحيل السوريين وحمايتهم

  4. طيب ليش ياخدوا من السوريين باوربا 700 دولار اذا بدهم يزوروا تركيا ، السبب طلعوا تهريب ، ماهني بيدفعوهم ليطلعوا وبيدفعوا الاف الدولارات للمهرب التركي ليطلعوا

  5. تركيا رقم واحد بالعنصرية على مستوى العالم العرب تاني شعوب بتروح عليها سياحة .. قاطعوها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى