مقال رأي: الفيروس القاتل يضرب ضربته الموجعة في النمسا قبل الأعياد

© Quelle: imago images/photonews.at
أ.ياسر سيد عيسى
كاتب سوري مقيم بفيينا

اقتحم كرتنا الارضية منذ ثلاث سنوات، ودائما يؤقت هجومه قبل الاعياد لإجبار الحكومة على قرار الإغلاق الكامل ،والذي سيبدأ هذه المرة، الاثنين 22.11.2021 ولعشرين يوماً قادمة، وما يسببه من خسائر بمئات الملايين من اليوروهات بجلوس الناس في المنازل بائعين ومشترين ، حيث قدرت خسائر القطاع الاقتصادي خمسين مليون اورو عن كل يوم إغلاق .

المصانع والتجار واصحاب المحلات تتكدس بضائعهم والتي جهزوها لتصريفها باعياد الكريسماس او الفايناخته كما تدعى بالالمانية، في محاولة يائسة منهم لاعادة ماخسروه في اعوام الاغلاق السابقة، بالإضافة الى حاجتهم لدفع الرواتب لموظفيهم والضرائب مع كل اعلاق جديد .
ماهي متعة الأعياد بدون التجول في الاسواق والتنقل بين المحلات مع افراد العائلة لتصريف الادخارات، بهجة الأعياد هي بتحضير الأنفس لها قبل ان تاتي، فلا معنى للاشياء بدون ملامستها قبل شرائها ودخول غرف القياس لتجربتها، بينما حمل أكياس المشتريات تفرغ كل طاقات احمال الحياة .
الإغلاق سيضرب القطاع السياحي ايضا المتضرر الأكبر من الوباء، من الذي سيفكر في قضاء عطلة عيد الميلاد في بلد تجاوزت حدة الإصابات بكورونا حاجز الخمسة عشر الفا و 42 وفاة في يوم واحد، مع اعلان الناطق باسم خلية الازمة الصحية في الاتحاد الاوربي عن «قرب صدور توصية جديدة حول التنقل داخل بلدان الاتحاد وتعديلات في صلاحية شهادات التلقيح المعترف بها في أوروبا»
بقرار السلطات الصحية النمساوية الجمعة بحجر شامل على جميع سكانها، تكون النمسا أول بلد في الاتحاد الأوروبي يعود لاتخاذ مثل هذه الإجراءات ، وقد جاء صدمة للاهالي بعد ان ظنوا انها انطوت نهائيا والى غير رجعة ، والإغلاق الكامل يعني أنه لن يعود بإمكان السكان مغادرة منازلهم مع استثناءات قليلة تشمل التسوق لشراء الأساسيات وممارسة الرياضة. مع الزام السكان بتلقي اللقاحات المضادة لكوفيد-19 اعتبارا من الأول من شباط/فبراير المقبل.
اتساع دائرة انتشار الفيروس يزيد الضغط على القطاع الصحي ايضا ، والتي بدأ بعضها يطلق نداءات الاستغاثة لعدم قدرته على استقبال المزيد من الإصابات والحالات الحرجة ، وخاصة لجهة ايجاد أسرة إضافية للعناية المشددة حيث استحوذ مرضى كورونا على 33 بالمئة من أسرة المشافي وهي نسبة عالية بالفعل تقلص من حاجات أصحاب الأمراض الأخرى للأسرة ، بالإضافة الى الضغط الشديد الذي يتعرض له الأطباء وأفراد النظام الصحي ، فهل تخسر النمسا وأوروبا الجولة الثانية من حربها على «كورونا»؟
الحكومة النمساوية تقف عاجزة عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف تدهور الوضع الوبائى فى البلاد قبيل أعياد الميلاد ، فمع محاولتها الشروع في إجراء تشريع قانون يتضمن إجراء تقييم لإدخال التلقيح الإجباري في النمسا ، وزيادة دعايتها بطلب التلقيح والتلقيح المعزز ، وقرار فرضه اجباريا مع غرامات تصل لخمسمائة اورو ، والاعلان عن أكثر من خمسين الف جرعة لقاح للأطقال ، ستجد ايضا المشككين بالوباء وفعالية اللقاح الذين يزيدون في تفاقم المشكلة حيث كانت النمسا الدولة الاقل في احصائيات التطعيم على المستوى الاوربي بنسبة 63 بالمئة فقط من السكان .
موسم الاحتفالات التقليدية الكبرى “الكرنفالات” فى شوارع وساحات واسواق فيينا يتوقف بعد ان بدا مباشرة للاسف ، ولان ازياد الازدحام فى الشوارع والاسواق والمواصلات العامة سيزيد من فرص انتشار العدوى رغم كل الإجراءات الاحترازية ، ويزيد من أزمة الحكومة في حربها مع المرض ومع المحتجين على الإغلاق التام وعمليات الإجبار على التلقيح والذين تظاهروا اليوم السبت في أكبر تظاهرة شهدتها العاصمة النمساوية فيينا بخمسين الف متظاهر مما أدى لحالة شلل مروري ، ثم مع الاحزاب المعارضة اليمينية التي يقودها حزب الحرية والتي تحرض الراي العام ضد الاغلاق الكامل ، وكلما ازدادت أرقام الاصابات وجهوا أصابع الاتهامات للحكومة بالتقصير .
الفيروس يلعب بنا بما يشبه العاب القط والفار ، يهادن ثم يعود لينهض ويضرب من جديد دون رحمة ، هو قادر على شن حربا عالمية تجتاح جميع الدول ، لكنها هذه المرة ليست بين البشر بعضها البعض وانما حربا على البشر جميعا .
مع اخبار فقداننا في كل يوم اعزاء لنا موزعين على الدول لم ترحمهم كورونا ندخل العام الجديد كما يحصل منذ ثلاثة سنوات ونحن جالسين في بيوتنا نحمل اعباء قساوة العيش والتاقلم في زمن الكورونا.
إن المقال المكتوب هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة INFOGRAT الإعلامية وإنما ننشر الأخبار والمقالات الشخصية من منطق حرية الرأي والتعبير ولمزيد من المعلومات أو الإنتهاكات بإمكانكم الإتصال بنا من خلال الموقع

‫4 تعليقات

  1. مع شكري لكاتب المقال .. ليش بالنمسا والمانيا فقط …. لم يجيب المقال على السؤال ؟؟؟

  2. صحيح .. هاي دول الجوار هنغاريا والشيك وسويسرا مالباقين مافيوون شي واغلاق .. القصة فيها حيثما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى