أوكراني من شهود يهوه يخسر الجنسية النمساوية لأسباب دينية

رفض مواطن أوكراني غناء النشيد الوطني النمساوي خلال مراسم منحه الجنسية في مدينة Baden، وذلك لأسباب دينية، وفقًا لما أفادت به تقارير إعلامية. وتسبب هذا الرفض في إلغاء منحه الجنسية من قبل حكومة ولاية النمسا السفلى، مما أثار جدلًا واسعًا بين الخبراء حول مدى قانونية القرار.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تتضمن مراسم منح الجنسية النمساوية مصافحة اليد، أداء القسم، وغناء النشيد الوطني. في أكتوبر الماضي، رفض الأوكراني المشاركة في غناء النشيد الوطني خلال الحفل، مشيرًا إلى أن معتقداته كعضو في طائفة “شهود يهوه” تمنعه من ذلك. وأوضح مكتب المستشار الإقليمي Christoph Luisser (FPÖ) أن هذا القرار يتماشى مع تعليمات طائفته التي تحترم الحكومات والرموز الوطنية ولكنها لا تشارك بشكل فعلي في مثل هذه الطقوس.

ذكر مكتب المستشار أن الأوكراني أبلغ المسؤولين مسبقًا بعدم قدرته على المشاركة لأسباب دينية. وبرغم ذلك، قررت حكومة الولاية بقيادة ÖVP وFPÖ إيقاف عملية منحه الجنسية، معتبرة أن عدم غناء النشيد يشير إلى غياب “الهوية” مع الدولة. وصرح Matthias Zauner، المدير الإقليمي لحزب ÖVP، أن القرار ليس تعسفيًا بل يستند إلى قيم أساسية مثل الاحترام والتقدير.

من جانبه، وصف Gerd Valchars، الخبير في علم السياسة المتخصص في شؤون الجنسية، القرار بأنه مفاجئ. وأكد أن غناء النشيد الوطني ليس شرطًا قانونيًا للحصول على الجنسية النمساوية، وأن تقييم الانتماء للدولة يجب أن يعتمد على السلوك العام للشخص وليس على تصرف واحد في سياق احتفالي.

بدوره، رأى الخبير القانوني Peter Bußjäger أن القرار يعتمد على كيفية تبرير الشخص لرفضه الغناء. وأشار إلى أن حرية الدين ليست دائمًا فوق سلطة الدولة، وأنه يجب دراسة كل حالة بشكل فردي لتحديد مدى انسجام التبرير مع القوانين الوطنية.

وأوضحت حكومة الولاية أن الأوكراني لا يزال يحتفظ بجنسيته الأوكرانية، وله الحق في الطعن على القرار عبر القنوات القانونية. وأضاف مكتب المستشار Luisser أن القرار تم اتخاذه بعد مراجعات دقيقة وأن الشخص المعني رفض التعاون في مراحل سابقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى