اختراع ناتج عن الحاجة الشخصية يصبح حلاً لمشكلة آلاف العمال في الوظائف الشاقة في النمسا
فيينا – INFOGRAT:
شهدت مدينة سالزبورغ في النمسا ابتكاراً جديداً يهدف إلى تسهيل العمل في وضعية الوقوف عبر نظام “كرسي معلق” يتم تركيبه على مسار سقفي، مما يسمح للمستخدمين بالجلوس أثناء أداء المهام التي تتطلب الوقوف، وتم تطوير هذه التقنية، التي بدأت كحل فردي لمشكلة شخصية، لتُصبح الآن قابلة للاستخدام على نطاق أوسع.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، يحمل النظام اسم “Standing Ovation”، وهو يوفر إمكانية الجلوس بشكل شبه معلق أثناء أداء المهام التي تُنفذ عادةً في وضعية الوقوف، مما يقلل الضغط على الظهر والأقدام، وقد تم تركيب هذه التقنية مؤخراً في مطبخ مطعم Bauchladen الذي تديره منظمة Anderkompetent الاجتماعية في منطقة Schallmoos بمدينة سالزبورغ، حيث لاقت ترحيباً كبيراً من العاملين.
تقول كلوديا دي لا روزا، إحدى الموظفات في المطعم:
“وجود هذا الكرسي المعلق يسهل علينا العمل، خاصة لمن يعاني من مشاكل في الظهر أو القدمين، أراه عملياً للغاية، فأحياناً أكون واقفة، وأحياناً أجلس عليه، حسب الحاجة.”
ابتكار ناتج عن تجربة شخصية
جاءت فكرة هذا النظام بعد أن تعرض الطاهي بيتر لامَر لحادث دراجة نارية خطير تسبب له في إعاقة دائمة. وبمساعدة صديقه بيرنهارد تيشي، طوّر هذا الحل ليتمكن من الاستمرار في مهنته. واليوم، يشعر لامَر بالفخر لأن ابتكاره لم يعد مجرد حل شخصي، بل أصبح مفيداً للعديد من العاملين في الوظائف التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة أو الذين يعانون من إعاقات جسدية.
إمكانية تطبيقه في العديد من أماكن العمل
يؤكد المصمم بيرنهارد تيشي أن هذا الكرسي المعلق ليس مقتصراً على قطاع المطاعم، بل يمكن استخدامه في مختلف أماكن العمل التي تتطلب الوقوف، باستثناء بعض المهن مثل عمال الأسقف، حيث يكون التطبيق صعباً. لكنه يوضح أن 95% من أماكن العمل تتم في مساحة محدودة، مما يجعل تركيب هذا النظام ممكناً في العديد من القطاعات.
إمكانيات واسعة لدعم العمالة
إلى جانب دوره في تحسين ظروف العمل، يمكن لهذا الابتكار أن يساعد في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقات في سوق العمل وتمكينهم من الاستمرار في وظائفهم. توضح جاكلين باير، المديرة الإقليمية لوكالة Arbeitsmarktservice AMS لخدمات سوق العمل، أن الحاجة إلى العمالة تزداد، في وقت يواجه فيه العديد من الأشخاص مشاكل صحية تعيقهم عن العمل، قائلة:
“لدينا حالياً في سالزبورغ 1,771 شخصاً عاطلاً عن العمل منذ أكثر من عام، 82% منهم يعانون من مشكلات صحية، وهذا يمثل فرصة يجب أن تستغلها الشركات بدلاً من تجاهلها.”
أما كريستيان بويني، المستشار الاجتماعي لحكومة ولاية سالزبورغ، فيرى أن هذا المشروع يمثل خطوة نحو تعزيز الإدماج الاجتماعي، قائلاً:
“الأمر يتعلق بتوفير الفرصة للأشخاص ذوي الإعاقات أو المشكلات الجسدية ليصبحوا جزءاً فعالاً من سوق العمل مجدداً.”
يُذكر أن هذا الابتكار حصل على براءة اختراع، ما يمهد الطريق لتوسيع استخدامه على نطاق أوسع في المستقبل.



