ارتفاع أسعار لحوم الأبقار في النمسا بنسبة 35% بسبب تراجع الإنتاج الأوروبي
شهدت أسعار لحوم الأبقار في النمسا ارتفاعًا حادًا بنسبة وصلت إلى 35 بالمائة خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، وفقًا لبيانات رسمية نُشرت اليوم. وأُرجع هذا الارتفاع إلى انخفاض الإنتاج على مستوى السوق الأوروبية، في ظل تراجع متواصل في عدد مزارع الأبقار في دول رئيسية مثل فرنسا وألمانيا وإيرلندا، إلى جانب انخفاض في طاقة التسمين داخل النمسا نفسها، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تتركز نحو ثلث مزارع تربية الأبقار في النمسا في ولاية النمسا العليا (Oberösterreich)، إلا أن غالبية اللحوم لا تزال تُستورد من الخارج، بحسب فيرنر هابيرمان (Werner Habermann)، المدير التنفيذي لـ ARGE Rind، وهو اتحاد معني بقطاع لحوم الأبقار.
انخفاض إنتاج الأبقار في أوروبا
أوضح هابيرمان أن انخفاض الإنتاج في الدول الأوروبية الكبرى مستمر منذ خمس سنوات، مؤكدًا أن ذلك هو السبب الرئيسي في الزيادة الكبيرة في الأسعار. وقال:
“نشهد منذ سنوات تراجعًا مستمرًا في الإنتاج في بلدان مثل فرنسا وألمانيا وحتى إيرلندا. وهذا هو العامل الحاسم في ارتفاع الأسعار بهذا الشكل.”
وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي واجهه مربو الأبقار في السنوات الماضية أدى إلى خروج العديد منهم من القطاع، ما أثر على سعة الإنتاج العامة.
انخفاض طاقة التسمين في النمسا
قال هابيرمان إن عدد أماكن تسمين الأبقار في النمسا وحدها تراجع بنسبة حوالي الثلث خلال السنوات العشر الماضية، ما أدى بدوره إلى تقليص المعروض في السوق المحلي.
الأسعار مرشحة لمزيد من الارتفاع
بالنسبة للمستهلكين، قد يعني ذلك أن أسعار لحوم الأبقار ستواصل ارتفاعها خلال الفترة المقبلة. لكن ميشائيل فوكينغر (Michael Wöckinger) من غرفة الزراعة يرى في هذا التطور جانبًا إيجابيًا، حيث قال:
“لحم الأبقار منتج عالي الجودة ويتطلب جهدًا كبيرًا. وربما كان سعره في السابق منخفضًا أكثر مما ينبغي.”
عوامل إضافية تؤثر على السعر النهائي
مع ذلك، يؤكد الخبراء أن السعر الذي يدفعه المستهلك في النهاية لا يعتمد فقط على أسعار المزارعين. فتكاليف الذبح والمعالجة والتسويق تُمثل عناصر حاسمة في تحديد السعر النهائي للحوم المعروضة في الأسواق.
