استخدم ChatGPT لصنع قنابل.. السجن سنتين لشاب نمساوي مصري خطط لهجوم ضد السفارة الإسرائيلية ومعبد شيعي في فيينا
أصدرت محكمة ولاية فيينا يوم الثلاثاء حكماً قضائياً بحق شاب يبلغ من العمر 18 عاماً، مؤيد لتنظيم “الدولة الإسلامية” (IS)، كان قد اعتُقل في أبريل الماضي على خلفية اتهامات بتخطيطه لهجمات محتملة ضد السفارة الإسرائيلية في فيينا والمركز الإسلامي الإمام علي في فيينا-فلوريدسدورف (Wien-Floridsdorf). وقد قضت المحكمة بسجن الشاب، الذي أكد أنه تاب وتراجع عن أفكاره، لمدة عامين، منها ثمانية أشهر نافذة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
الإدانة بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية واستخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط
أُدين المواطن النمساوي ذو الأصول المصرية، والذي لجأ إلى استخدام الذكاء الاصطناعي (KI) لتطوير أفكاره الهجومية وناقش مع برنامج “ChatGPT” كيفية صنع وتخزين المتفجرات، بتهم “الانتماء إلى تنظيم إرهابي” و”منظمة إجرامية” و”التهديد الخطير” و”الإكراه”. وتمت تبرئته من تهم “التدريب لأغراض إرهابية” و”التوجيه لارتكاب عمل إرهابي”.
أكد القاضي الذي ترأس هيئة المحلفين أنه: “لا توجد مؤشرات على التحضير لجريمة محددة. لم نفترض أن لديهم نية فورية للتخطيط لهجوم بالقنابل”. وبقبول المدعى عليه والمدعي العام للحكم بعد التشاور مع المحامي Michael Babic (مكتب Rast Musliu)، أصبح القرار القضائي نافذاً. وقد كان الشاب مداناً سابقاً بتهمة السرقة الجسيمة.
متطلبات التبرئة واستمرار برنامج مكافحة التطرف
ألزم الحكم الشاب، صاحب الـ 18 عاماً، بضرورة الاستمرار في الخضوع لـ برنامج مكافحة التطرف (Deradikalisierungsprogramm)، والبدء بنشاط مهني بعد إطلاق سراحه، ومواصلة دراسته المدرسية وإنهائها في الفصل الصيفي لعام 2026. كما تم فرض المراقبة تحت الاختبار لمدة ثلاث سنوات.
تطور التطرف من “إيبو تيما” إلى “تشات جي بي تي”
في بداية المحاكمة، وصف المدعي العام القضية بأنها “مثال تحذيري على كيفية حدوث التطرف السريع“، مشيراً إلى “خطورة كامنة عالية” لدى الشاب.
وبدأت عملية تقرّب الشاب من تنظيم “الدولة الإسلامية” في عام 2022، حيث أوضح المدعى عليه أن التنظيم كان يمثل له “نوعاً من الملجأ”. كان يعيش الشاب حياة تبدو طبيعية في العلن، لكن علاقاته الاجتماعية كانت تقتصر بشكل أساسي على المنتديات الافتراضية. وهناك، صادف الشاب الداعية السلفي المحلي Mirsad O. المعروف بـ Ebu Tejma، واعتنق أطروحاته.
في البداية، قام الشاب بنشر فيديوهات ومواد دعائية أخرى للتنظيم، وهدد المشاركين في المحادثات بقطع الرؤوس في حال لم يتصرفوا بـ “الطريقة الصحيحة” تجاه الفتيات المسلمات. وفي بداية العام الحالي، تعرّف الشاب في الحياة الواقعية على عدد من الإسلاميين المعروفين لدى السلطات، من ضمنهم شاب يبلغ من العمر 20 عاماً ولديه سابقتان بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، وهو حالياً محتجز على ذمة قضية ثالثة.
تدريبات على الرماية في شقة وتخطيط لهجمات محتملة
أجرى الشاب تدريبات على الرماية ببندقية هواء مضغوط في شقة الشاب الأكبر سناً، الذي كان يشجع التلميذ على الاعتقاد بأن التنظيم لديه الإجابات على “أسئلة الحياة الحاسمة”. وأفاد المدعي العام: “بدأ الشاب في شهر مارس بمهاجمة المعارضين بنشاط في غرف الدردشة”. ونشر صوراً تُظهره مسلحاً وبحوزته حزام ناسف مزيف حول خصره. ثم “التقى في الشبكة ممثلين مزعومين للتنظيم وناقش معهم خطط هجمات محتملة”، وفقاً للمدعي العام.
في أوائل أبريل، حصل المدعى عليه عبر الإنترنت على ستة ملفات بصيغة (pdf) تحتوي على تعليمات لصنع القنابل. واكتشف الشاب أيضاً الذكاء الاصطناعي كمصدر للإجابات على أسئلته.
محامي الدفاع: “ChatGPT” كان صديقه المفضل
اعترف المحامي Babic بأن “ChatGPT كان صديقه المفضل“. فقد استفسر الشاب عن مكونات صنع المتفجرات في المنزل. كما أبدى اهتماماً بالجماعات التابعة للتنظيم في غرب أفريقيا وكيفية الانضمام إليها، ورغب بشدة في الحصول على بندقية هجومية من طراز AK-47.
تدخل جهاز حماية الدولة
شدد المدعي العام على أن “الخطوة التالية كانت ستكون تنفيذ أفكاره. نحن نتحدث عن هجوم محتمل”. وأشار إلى أنه بفضل “شريك أجنبي”، علمت مديرية أمن الدولة والاستخبارات (DSN) بأمر هذا الشاب “الخطير جداً”، والذي “تم اعتقاله لحسن الحظ في الوقت المناسب”.
في المقابل، أكد المحامي Babic أن موكله “لم يكن لديه أسلحة. وخطط الهجوم لم تكن في ذهنه أبداً”. وأشار إلى أن الشاب “ارتكب خطأً كبيراً ويشعر بالخجل منه”، واصفاً إياه بـ “رامبو الإنترنت” الذي “استهلك أصابعه بالنقرات على TikTok وChatGPT“.
واختتم الشاب كلامه بالقول: “أنا نادم على ما فعلته. أفترض أنني كنت أريد أن أبدو رائعاً في ذلك الوقت”. وأكد مراراً وتكراراً أنه قطع علاقته بالتنظيم و”بأصدقائه القدامى”، مضيفاً: “أريد الآن أن أكمل دراستي المدرسية”.



