استطلاع: 44% من النمساويين يشككون في حيادية الخبراء في وسائل الإعلام
فيينا – INFOGRAT:
أظهرت دراسة أن 40% فقط من النمساويين يعتبرون العلماء موضوعيين في وسائل الإعلام
أفادت نتائج استطلاع رأي، أن نسبة كبيرة من المواطنين النمساويين المشمولين بالاستطلاع تُبدي شكوكًا تجاه حيادية العلماء والخبراء، حيث يعتقد 44% من الناخبين المؤهلين في النمسا أن الخبراء في مجالي العلم والبحث العلمي حين يظهرون في وسائل الإعلام يعبّرون غالبًا عن آرائهم الشخصية وليس عن حقائق علمية موضوعية، بينما 40% فقط يعتبرون أن هؤلاء الخبراء يعرضون مواقف موضوعية وقابلة للفهم.
وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، أجريت الدراسة من قبل معهد Market لصالح صحيفة DER STANDARD، وأشرف عليها أستاذ العلوم السياسية ديفيد فارهوفر (David Pfarrhofer)، حيث تم استطلاع 824 شخصًا يمثلون الناخبين النمساويين بشكل تمثيلي.
تفضيل المعرفة التخصصية في السياسة
طرح الاستطلاع سؤالًا رئيسيًا حول ما إذا كان يجب على أعضاء الحكومة الاتحادية أو حكومات الولايات أن يتمتعوا بخبرة علمية أو عملية في مجالهم، أم أن الأهم هو إلمامهم بالشؤون السياسية والعمل وفق إرادة الناخبين. اختار 39% من المستطلَعين الخيار الأول بالكامل، بينما مال 31% إليه جزئيًا، ما يعني أن 70% من النمساويين تقريبًا يفضلون وجود خبرة تخصصية لدى المسؤولين الحكوميين.
في المقابل، 7% فقط رأوا أن المعرفة السياسية تكفي تمامًا، بينما 16% أيدوا هذا الرأي جزئيًا، في إشارة إلى ضعف الثقة في الاعتماد الكامل على الجهاز البيروقراطي دون معرفة مباشرة من الوزراء أنفسهم.
مع ذلك، وعند طرح سؤال مختلف حول ما إذا كانت السياسة يجب أن تسترشد بنتائج العلم والبحث أو بما وعد به السياسيون ناخبيهم، كانت النتائج أقل وضوحًا: 20% فقط قالوا بشكل قاطع إن السياسة يجب أن تتبع البحث العلمي، و24% أيّدوا ذلك جزئيًا. أما في الجهة المقابلة، فقد رأى 18% أن الأولوية للوعود الانتخابية دون قيد، و31% أيّدوها جزئيًا.
أشار فارهوفر إلى تناقض واضح، خاصةً بين مؤيدي حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، فهم من جهة يرغبون في وزراء يتمتعون بكفاءة علمية، لكنهم لا يريدون من هؤلاء الوزراء أن يتبعوا بالضرورة نتائج العلم الحديثة، وهو ما اعتبره “موقفًا يصعب التوفيق بين طرفيه”.
انعدام الثقة في بعض فروع البحث العلمي
أظهر التحليل أن الرجال، كبار السن، وسكان المناطق الريفية هم الأكثر ميلًا للقول بأن العلماء في وسائل الإعلام لا يكونون موضوعيين. كما تختلف مستويات الثقة حسب التخصص الأكاديمي:
- يحظى علماء الرياضيات بأعلى نسبة ثقة: 47% من المشاركين عبّروا عن ثقتهم الكاملة بهم.
- علماء الطبيعة (فيزياء، كيمياء، أحياء)، الأطباء والمهندسون يحظون أيضًا بثقة عالية.
- لكن عند الحديث عن الفيزياء النووية أو الهندسة الوراثية، ينخفض مستوى الثقة بشكل ملحوظ، وخاصة لدى مؤيدي حزب FPÖ، بينما تزداد بين مؤيدي حزب الخضر (Die Grünen)، الذين يرتبط موقفهم غالبًا بالنقد الموجه للطاقة النووية والتقنيات الحيوية.
شكوك تجاه أبحاث الجندر والدين والسياسة
بعض المجالات العلمية تلقى قدراً كبيرًا من الشك والرفض لدى النمساويين:
- 50% من المستطلعين لا يثقون ببحوث الجندر (النوع الاجتماعي): حيث قال 26% إنهم يثقون بها “قليلًا”، و24% “لا يثقون بها على الإطلاق”.
- الثقة في البحوث الدينية، اللاهوتية، الأخلاقية، السياسية والاستراتيجية ضعيفة أيضًا.
- علماء التخطيط الحضري والإعلام لا يحظون بثقة تُذكر مقارنةً بتخصصات العلوم الدقيقة.
الخلاصة: فجوة بين التقدير النظري للعلم والثقة الفعلية
تشير النتائج إلى مفارقة قائمة في وعي الناخبين النمساويين: فهم يريدون سياسيين ذوي كفاءة علمية، لكنهم في الوقت نفسه لا يثقون بالعلماء أو يرفضون الاسترشاد بمواقفهم عند صنع السياسات. كما يعكس الاستطلاع انقسامًا سياسيًا واضحًا في مواقف الثقة بالعلم بين مختلف التوجهات الحزبية، خصوصًا بين اليمين المتشدد (FPÖ) والأحزاب التقدمية كحزب الخضر.



