اعتقال سوريون في النمسا ضمن عصابة تهريب بشر كسبت ملايين اليوروهات وتنقلها في أكياس القمامة

بعد تحقيقات طويلة، تم إلقاء القبض على عصابة دولية عنيفة يُشتبه في تهريبها حوالي 2.000 شخص بطريقة غير قانونية عبر طريق البلقان إلى أوروبا الوسطى، وجنت منها حوالي أربعة ملايين يورو، تم بالفعل توقيف 30 عضوًا في العصابة، بينما تم الحكم على البعض منهم بالسجن، ومازال البعض الآخر قيد البحث أو في الحبس الاحتياطي.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قال جيرالد تاتزجرن، رئيس مكتب مكافحة تهريب البشر والاتجار بالبشر في الشرطة الفيدرالية: “من خلال مثل هذه النجاحات نثبت أننا قادرون على مواجهة الجريمة المنظمة في مجال تهريب البشر” كما أشار إلى التعاون مع الشرطة في صربيا، المجر، السويد، الدنمارك، وهولندا.

وكانت بداية التحقيقات في 17 أكتوبر 2023، عندما تم إيقاف سيارتين كانتا تهربان الأشخاص في النمسا وألمانيا. في السيارة التي توقفت في غابة بافاريا، كان هناك أربعة مواطنين أتراك بينهم طفل، إضافة إلى سوريين كانوا من مهربي البشر، بينما كانت السيارة الأخرى في ميهلفيرتل تحمل 17 شخصًا مع سائق عراقي، وقال إروين بيلغارستوفر، قائد شرطة منطقة أورفار-أومغيبونغ: “كانت السيارة من نوع متوسط، وكان 17 شخصًا محشورين داخلها كالبضائع، بينهم 12 طفلًا وخمسة بالغين”.

تم القبض على ما لا يقل عن 30 مشتبهًا، معظمهم من السوريين، بما في ذلك 17 سائقًا، وبعضهم من طالبي اللجوء في الدنمارك والسويد، كما تم القبض على سبعة “مصرفيين هوالا”، الذين سهّلوا التحويلات المالية غير القانونية، إضافة إلى وسطاء عقارات ومدير أسطول، وآخرين من قياديي العصابة. في نوفمبر 2023، تم الحكم على رئيس العصابة بالسجن خمس سنوات وسبعة أشهر في محكمة باساو، وتم بالفعل الحكم على أعضاء آخرين في العصابة في ألمانيا والنمسا بعقوبات سجنية طويلة، بينما لا يزال العديد منهم في الحبس الاحتياطي.

من أبرز الأدلة التي ساعدت في تفكيك العصابة كانت البيانات المستخلصة من هواتف محمولة، كما أوضح توماس إبرل، رئيس شرطة المطار في ميونيخ: “لقد كانت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في التواصل بين المهربين والضحايا” وتمكنت الشرطة من الحصول على ثلاثة هواتف محمولة كانت تعود لرأس العصابة، مما ساعد في جمع أدلة دامغة ضد السوريين المتهمين، وأظهرت الرسائل المسجلة على الهواتف محادثات تفصيلية تكشف عن عمليات التهريب، وفي 20 هاتفًا تم ضبطها، تم تحليل آلاف الرسائل التي استخدمت لارتكاب الجرائم.

كما تم تحديد هوية “المصرفيين حوالة” الذين ساعدوا في التحويلات المالية غير القانونية، وقال تاتزجرن: “لقد أصبح تدفق الأموال أكثر وضوحًا الآن”، مؤكدًا أن هذه الأنشطة تتعلق بمئات الملايين من اليوروهات، وكشف التحقيق أن تكلفة الرحلة من أفغانستان كانت تصل إلى 15.000 يورو، وأن أحد الأشخاص المتورطين كان ينقل 20 مليون يورو نقدًا في أكياس قمامة.

وأكد بيلغارستوفر أن العصابة كانت تمتلك هيكلًا تنظيميًا جيدًا، حيث كان أعضاؤها من طالبي اللجوء الذين استخدموا أوراقهم للتجنيد، وكانوا يعملون بشكل احترافي ومنظم، حيث كانت السيارات التي يستخدمها المهربون في حالة مزرية بدون تراخيص أو تحمل لوحات سيارات معطلة. وقال أيضًا: “كان السائقون يتعاطون الكريستال ميث والمخدرات الاصطناعية، مما يعرضهم لمخاطر شخصية كبيرة كما ظهر في فيديو لعملية مطاردة” كما أشار إلى أن العصابة كانت تستخدم أساليب قاسية ضد أعضائها الذين حاولوا التعاون مع السلطات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى