افتتاح أول غابة علاجية معتمدة في النمسا لتعزيز الصحة النفسية والجسدية
فيينا – INFOGRAT:
افتُتحت غابة Göttweig العلاجية (Heilwald Göttweig)، لتصبح أول غابة علاجية معتمدة رسميًا في النمسا، حيث توفّر على مساحة تُقدّر بحوالي 53 هكتارًا برامج متكاملة لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض والعلاج في قلب الطبيعة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تقع الغابة العلاجية في منطقة Eichberg التابعة لبلدية Paudorf (باودورف) في منطقة Krems (كريمس)، في النمسا السفلي وتتوسطها أشجار السيكويا العملاقة (Mammutbäume) التي يصل عمرها إلى 145 عامًا، وتقدّم بيئة طبيعية غنية بالتنوع البيولوجي والمناخ المناسب لحركة الجسم، وتمارين التنفس، والتأمل.
وتم تجهيز الغابة بمحطات خاصة تشمل تمارين الحركة والتنسيق البدني، إضافة إلى تمارين الاسترخاء الذهني. كما تتضمن الغابة أيضًا محطات إلهام ذات طابع ديني مسيحي-كتابي، تضيف بعدًا روحانيًا للتجربة.
شراكة علمية وروحية
يُعد المشروع ثمرة تعاون بين جامعة IMC للعلوم التطبيقية في Krems (IMC Hochschule für Angewandte Wissenschaft Krems)، ودير Göttweig البينديكتيني (Benediktinerstift Göttweig).
وأوضحت سوزانه باور (Susanne Bauer)، مديرة المشروع، في تصريح لموقع noe.ORF.at أن الغابة تجمع بين تعزيز الصحة ومفاهيم العلاج بالغابات (Waldtherapie)، مؤكدة أن “الغابة فعّالة – حتى بدون بنية تحتية كبيرة”.
معايير صارمة لشهادة الاعتماد
ذكرت باور أن الحصول على شهادة “غابة علاجية” يتطلب استيفاء معايير صارمة، من بينها التنوع البيولوجي، والموقع، والمساحة، والمناخ، بالإضافة إلى إعداد تقرير طبي-علاجي متخصص.
وتُمنح الشهادة لفترة زمنية محددة تبلغ خمس سنوات. وتشير التقييمات الطبية إلى أن الغابة تصلح لعلاج أمراض نفسية-جسدية (Psychosomatische Erkrankungen)، وكذلك مشكلات القلب والدورة الدموية، والأمراض العصبية، والعضلية-الهيكلية (orthopädische Probleme).
أبحاث، نشاطات، وتأمل روحي
يُعتبر التعاون الوثيق مع دير Göttweig من العناصر المحورية في المشروع. وأكد رئيس الدير، الأب باتريك شودر (Abt Patrick Schöder)، أن الغابة ليست مجرد منطقة للاستجمام، بل “فضاء طبيعي يُتيح الانسجام بين الجسد والروح والعقل”، مشيرًا إلى أن “الغابة العلاجية تفتح أمام الزوار أفقًا يتجاوز الراحة الجسدية إلى التوازن الكلي”.
الغابة متاحة في أي وقت أمام الزوار بشكل فردي، كما سيتم لاحقًا تقديم عروض متنوعة مثل الاستحمام بالغابة (Waldbaden). وستُستخدم المساحة أيضًا كمجال بحث علمي مستمر.



