الأحزاب النمساوية تتفق على مسار لتقليص العجز المالي يمتد لسبع سنوات
فيينا – INFOGRAT:
توصلت فرق التفاوض في الأحزاب النمساوية: الشعب (ÖVP)، الاشتراكي (SPÖ)، والنيُوس (NEOS)، يوم الجمعة إلى اتفاق بشأن مسار تقليص العجز المالي على مدى سبع سنوات، وذلك بعد محادثات استمرت نحو تسع ساعات.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، لم يُحدد بعد ما إذا كان المسار سيتم في إطار إجراء أوروبي لعجز الميزانية أو بشكل مستقل، إذ يفضل الاشتراكي إجراءً أوروبيًا لأنه يوفر مسارًا أكثر ليونة في البداية، بينما يصر النيُوس على الخيار المستقل. أما الشعب فيبدو أكثر مرونة تجاه هذا الأمر مقارنة بشريكه الليبرالي المحتمل.
ويثير المسار المقترح مخاوف تتعلق بفقدان سمعة النمسا وتأثير ذلك على تصنيفاتها الائتمانية، إلى جانب استغلال حزب الحرية (FPÖ) لأي إجراء أوروبي لأغراض سياسية.
مسار توفير متدرج
بحسب تفاصيل الاتفاق، فإن الفارق الأساسي بين الإجراءين يكمن في حجم التوفير المطلوب خلال السنوات الأولى. ففي حال اعتماد الإجراء الأوروبي، سيتطلب توفير 3.9 مليارات يورو في عام 2025، بينما يصل الرقم إلى 6.3 مليارات يورو في حال الاعتماد على الخيار المستقل. وعلى مدار سبع سنوات، يُتوقع أن تصل المدخرات إلى 18.4 مليار يورو في الإجراء الأوروبي، مقارنة بـ18.1 مليار يورو في المسار المستقل.
ميزانية مزدوجة
كما اتفقت الأحزاب على إعداد ميزانية مزدوجة لعامي 2025 و2026، فيما سيتم استكمال المفاوضات حول تفاصيلها في الأيام المقبلة. وأكد زعيم الشعب، كارل نيهمر، أن المفاوضات كانت مكثفة وتهدف إلى تحقيق “عودة قوية للنمسا” في مجالات التوظيف والنمو والازدهار.
من جانبه، وصف زعيم الاشتراكي، أندرياس بابلر، الساعات الأخيرة بـ”الحاسمة”، مشيرًا إلى أن تحقيق تقدم في معالجة ارتفاع الأسعار يتطلب المزيد من المناقشات.
أما زعيمة النيُوس، بيآته ماينل-رايزينغر، فقد اكتفت بتصريح مقتضب أشارت فيه إلى أن المفاوضات تواجه تحديات كبيرة، مع تأكيدها على أهمية “المشاريع البارزة” التي يدعمها حزبها.
تدخل الرئاسة
رافق جلسة المفاوضات اجتماعات منفصلة لرئيس الجمهورية، ألكسندر فان دير بيلن، مع رؤساء الأحزاب في القصر الرئاسي، حيث تم الاتفاق على استمرار التواصل المنتظم بينهم.
ومن المتوقع أن تُستأنف المفاوضات في مجموعات صغيرة خلال الأيام المقبلة، على أن تُعقد الجلسة الكبرى التالية بعد عطلة عيد الميلاد.



