الائتلاف النمساوي الجديد يعلن عن قرارات حاسمة بشأن الهجرة ولم الشمل

أعلنت الحكومة النمساوية الجديدة عن موقفها الحاسم بشأن سياسة الهجرة، حيث أكد المستشار كريستيان شتوكر (ÖVP)، ونائبه أندرياس بابلر (SPÖ)، ووزيرة الخارجية بيآته ماينل-رايسينغر (NEOS) في أول مقابلة مشتركة لهم مع هيئة البث النمساوية (ORF) أن قرار وقف لمّ شمل العائلات يدخل حيّز التنفيذ فورًا.

“ننفذ ذلك فورًا”

وشدّد المستشار شتوكر على أن بلاده لن تعيش “وضعًا مشابهًا لعام 2015″، في إشارة إلى أزمة اللاجئين آنذاك، مؤكدًا تفعيل “بند الطوارئ” النمساوي فورًا لوقف لمّ شمل العائلات، وأضاف: “نريد تجنب إرهاق الأنظمة”، موضحًا أن توقيع وزير الداخلية وحده كافٍ لإتمام هذا القرار.

من جهتها، أيدت وزيرة الخارجية بيآته ماينل-رايسينغر هذا التوجه، مؤكدةً: “لدى المواطنين الحق في أن تُتخذ الإجراءات اللازمة”.

تحالف حكومي متماسك رغم الخلافات

على الرغم من تباين وجهات النظر داخل الائتلاف الحاكم، شدّد نائب المستشار أندرياس بابلر على التزامه بالبرنامج الحكومي، لكنه أقرّ بأن حزبه، الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، كان سيتبع نهجًا مختلفًا: “لو كان القرار لنا، لكان الأمر مختلفًا، لكنه جزء من تسوية”.

ورغم الاختلافات في مواقف الأحزاب الثلاثة تجاه سياسة الهجرة، ظهر الائتلاف بموقف موحّد.

قضايا أوروبية والحياد العسكري: نقاط خلافية

لم تقتصر الخلافات على الهجرة فقط، إذ برزت تباينات في الرؤى حول السياسة الخارجية، ففي حين دافع بابلر بشدة عن الحياد النمساوي، لمّحت ماينل-رايسينغر إلى موقف مغاير، لكنها شددت على ضرورة التعاون المشترك قائلة: “لا يمكننا حماية أنفسنا إلا معًا”.

أما المستشار شتوكر، فحذّر من أن النمسا “ربما شعرت بالأمان لوقت أطول مما ينبغي”، خصوصًا في ظل المتغيرات الجيوسياسية الأخيرة، ولا سيما التطورات في الولايات المتحدة.

التحديات الاقتصادية: “مهمة هائلة” أمام الحكومة

إلى جانب الهجرة والأمن، كان الوضع المالي محورًا رئيسيًا في النقاش، حيث دافع بابلر عن وزير المالية ماركوس مارترباور، مشددًا على أن الحكومة “تتحمل المسؤولية في ظل وضع صعب، وستكون هناك حاجة إلى تحفيزات واستثمارات”.

أما ماينل-رايسينغر، فقد وصفت التعامل مع الميزانية بأنه “مهمة هائلة” يجب على الحكومة التصدي لها.

حجم الحكومة موضع انتقاد – وشوتكر يردّ

واجهت الحكومة انتقادات بشأن حجمها، لكن المستشار شتوكر رفض ذلك بشدة، قائلاً: “إذا كنتم تعتقدون أن بإمكانكم إصلاح الميزانية بمجرد تقليص حجم الحكومة، فتفضلوا وجرّبوا!” وأضاف أن “عدد الوزراء ليس التحدي الأساسي، بل القدرة على العمل بفعالية، وهذا ما سنثبته.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى