البرلمان النمساوي ينفجر في وجه خطط التقشف.. صراعات حادة بين الأحزاب

بدأت جلسة البرلمان النمساوي اليوم بنقاش حاد حول خطط التقشف التي اقترحها مفاوضو الائتلاف من حزب الحرية (FPÖ) وحزب الشعب (ÖVP)، في إطار ساعة نقاش عاجلة طلبتها كتلة الحزب الاشتراكي (SPÖ)، وكان من المتوقع أن يقدم وزير المالية غونتر ماير معلومات حول الخطط التي تم إرسالها إلى المفوضية الأوروبية والمتعلقة بالتوحيد المالي في البلاد.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، اتهم رئيس كتلة الحزب الاشتراكي، أندرياس بابلر، حزب الشعب وحزب الحرية بعدم الأمانة فيما يتعلق بتدابير التقشف المقترحة، وأشار بابلر إلى أن البرلمان لم يُطلع على تفاصيل ما أسماه “خيالات التخفيضات” التي قدمها المفاوضون. كما وجه انتقادات إلى حزب الشعب بشأن فشل المفاوضات الثلاثية التي كانت تهدف إلى تشكيل ائتلاف حكومي بين الحزب الاشتراكي وحزب الشعب وحزب النيوس.

رد وزير المالية غونتر ماير على هذه الاتهامات قائلاً إن الأرقام المتعلقة بتوحيد الميزانية كانت واضحة منذ منتصف ديسمبر، مشيراً إلى أن الخطط التي اقترحتها الحكومة تهدف إلى تحقيق توفير قدره 6.4 مليار يورو في عام 2025، وأوضح ماير أن المفوضية الأوروبية قد اعترفت بأن هذه الحزمة تمثل خطة تقشف اقتصادية تراعي الوضع الاقتصادي الراهن.

من جانبه، أشاد هوبرت فوش، المفاوض عن حزب الحرية، بسرعة التوصل إلى اتفاق بشأن خطة التقشف، مشيراً إلى أن هذه الخطط تعتبر إنجازًا هامًا لحزب الحرية.

في المقابل، وجه رئيس كتلة حزب الشعب، أوغست وويغينغر، اتهامًا لبابلر بعدم الأمانة وعدم النزاهة، موضحًا أن العديد من أعضاء حزب الشعب بذلوا جهدًا كبيرًا في المفاوضات الثلاثية، لكن المفاوضات فشلت بسبب الموقف الذي اتخذته مجموعة بابلر في الحزب الاشتراكي.

وفي سياق متصل، عبّر نائب رئيس كتلة NEOS، نيكولاوس شيراك، عن استغرابه من تصريحات بابلر بشأن المفاوضات الثلاثية، وسأله عن “المفاوضات الموازية” التي كان يشير إليها. وذكر شيراك أن الحزب الاشتراكي أظهر عدم استعداد لإجراء الإصلاحات الهيكلية المطلوبة.

وأخيرًا، دافعت وزيرة المناخ، ليونور غيفيسلر من حزب الخضر، عن السياسات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة السابقة بسبب الأزمات التي شهدتها البلاد، مثل جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا والتضخم، لكنها انتقدت أن الحزمة الحالية للتقشف تتضمن تخفيضات في القطاع البيئي والمناخي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى